ط
الشعر والأدب

عندما كنت صغيرا . خاطرة بقلم الكاتب / مصطفى السبع .مصر

عندما كنت صغيرا…

لقد كان لي في هذه الحياة أمنيات كثيرة حلمت بها كي تتحقق ولكنني كنت لا أعلم كيف تتحقق هل كانت علي حساب أشخاص ضحوا بأشياء كثيرة من أجل أن تتحقق لي تلك الأمنيات.
هل حرموا أنفسهم من السعادة كي أنالها
هل كان تحقيقها لي كان يعوضهم حرمانها

عندما كنت صغيرا لم أفهم ذلك ولكنني كنت مدللا وكنت أظن أن الله رزقني بمن حولي كي يتحقق لي ما أتمناه…

ومرت أعوام وأعوام حتي كبرت واكتشفت أنني جلست في نفس المكان الذي جلس فيه من كان علي عاتقه مسؤوليتي ومسؤولية كيف يوفر لي احتياجاتي لأحقق أمنياتي.
وسرحت كثيرا ونظرت لمن أخذ مكاني وانا صغير وانشغل بالي وتشتت أفكاري ولكنها وقفت عند نقطة عندما سألت نفسي هل وقف بي قطار الأمنيات عند هذا الدرج؟ هل لا أستطيع تكملة الصعود علي درجات سلم الحياة؟ هل أنتظر لأقوم برد الجميل؟ نفس عميق وفكر يزداد تشتتا فأمسكت بسجادة الصلاة وتوجهت إلي القبلة لأصلي ركعتين كي يهديني الله ألي القرار الصحيح.
وعند سجودي بآخر ركعة في الصلاة سرحت وذهب فكري للوراء لأعوام فاتت وتذكرت نفسي وأنا صغير وتذكرت سعادتي بطفولتي وتذكرت دلالي عليهم وتذكرت اليد التي أخذت بي لأصعد معها درجات سلم الحياة تذكرت لحظة وصولهم لنفس الدرجة التي وصلت اليها وتوقفت عندها.. وبعد انتهاء صلاتي شعرت براحة جسدية وفكرية وأكملت قصتي بيني وبين نفسي كي أبحث عن سبب وقوفي عند هذه الدرجة من درجات سلم الحياة…
فأخذني الفكر إليهم وتذكرت أنهم كانوا ينتظروني عند نفس هذا الدرج واكتشفت أنها نهاية الدرج بالنسبة لهم مع العلم بأنني أري درجات أخري تعلو أمامي بسلم الحياة وعندما اقتربت منهم وكنت في غاية الاستغراب فكانت المفاجأة عندما اكتشفت ان هذا الدرج بالنسبة لهم هو آخر مرحلة لهم بالحياة واكتشفت أيضا أنهم يبحثون عن من يدخل بداخلهم السعادة التي يتمنوها عند تحقيق أمنياتهم فكانت الأمنية الوحيدة لهم هي الصعود علي درج سلم الحياة ليشعروا بعدم الحرمان… وفي نفس اللحظة علمت ما هو سبب وقوفي عند هذا الدرج من درجات سلم الحياة..
علمت بأنني هنا أنتظر صغيري الذي أخذ مكاني ليلحق بي حتي يوهبني السعادة وأستند عليه حتي أكمل خطواتي نحو الصعود علي درج سلم الحياة. كي أحقق امنيتي لأشعر بالسعادة….
تذكرت أن هناك رسالة وصانا الله تعالي بها
تذكرت ان هناك تهديدا من الله تعالي لنا وهي كما تدين تدان
تذكرت فضل الله علينا عندما لا نخالف شرعه
تذكرت قدرة الله وعظمته عندما جعل في حياتنا أحداثا كي نتعلم منها علي مدار حياتنا
تذكرت قوته عندما يساندك ويساعدك في أعمال الخير…
تذكرت فضل الله ورحمته علينا عندما كنا صغارا حتي كبرنا….

تذكرت نعمة الله وفضله ورحمته وقدرته عندما
كبرت وأمسكت الرسالة..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى