ط
مقالات فتحي الحصري

غيبوبة .رؤيا الطوخى وبدير بين مهزلة يناير وثورة يونيو

كتب / فتحى الحصرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يصاب الشعب بالغيبوبة تتنازعه كل الأطراف ويصبح بلا هوية خاصة عندما يفيق وهو فاقد لذاكرته ..! هذا ماأراد أن يقوله الكاتب محمود الطوخى فى مسرحيته ( غيبوبة ) والتى يجسدها الفنان ( أحمد بدير ) بنجاح على مسرح السلام ..!

أحمد بدير مصاب الثورة الأول والذى يصبح محور اهتمام وكالات الإعلام العالمية بل وأطراف ثورة 25 يناير الذين امتطوا الثورة فى غفلة من أصحابها الحقيقييون , المصاب الذى أصيب برصاصة فى مؤخرة رأسه فى اليوم الأول لثورة يناير ونقل فى حالة ( غيبوبة ) إلى المستشفى دون الأمل فى شفائه وفى اليوم الذى يتقرر فيه إعلان نبأ وفاته اكلينيكيا يفيق فجأة من غفوته ليكتشف انه نام أكثر من ثلاث  سنواتت كاملة ولايعى من أمره شيئا لايعرف من هو . ولا من أين أتى فى الوقت الذى تتوافد فيه على المستشفى أنواع من تلك الفئات التى امتطت الثورة ونسبتها إلى نفسها ..فهناك جماعة الإخوان المسلمين التى استولت على الحكم بانتخابات وشعارات مزيفة ويمثلها الفنان خفيف الظل محمد الصاوى .تلك الجماعة التى لاتعرف حلالا من حرام .تفسرالدين طبقا لهواها جاءت لتستقطب مصاب الثورة الذى يرمز إلى الشعب لنفسها وتلبسه  ثوبا ليس له وهاهى جماعة 6 إبريل التى لاتختلف كثيرا عن جماعة الإخوان فى أهدافها أتت لتستولى على المصاب المسكين وتنسبه لنفسها والألتراس الذى يتحرك طبقا لأجندة تخريبية جاء ليخطف المصاب لتستولى عليه سيدة متسولة  .ز ولايخلو الأمر من التدخل الأمريكى الذى وضح انه هو من يحرك خيوط اللعبة كلها .. الكل جاء ليستولى على المصاب فاقد الذاكرة ليس حبا فيه بل بل لاستيلاء على كل مايمثله . وذلك بمساعدة إعلام فاسد متلون كالحرباء لايفرق بين صالح وطالح لايهمه سوى ماسيحصل عليه من دولارات وليذهب الوطن والشعب للجحيم ..غير أن المصاب يستفيق وتعود له ذاكرته لينبذ كل هؤلاءويستعيدثورته التى سرقت منه او بمعنى اصح يقوم بثورته الخاصة فى 30 يونيو فهو فى الأصل لم يشارك فى الأولى بل تواجد بالصدفة واصيب بالغيبوبة دون ذنب جناه ..! واليوم هو يقوم بثورته ويقوم بطرد كل هؤلاء ليقرر مصيره بنفسه .فهو الشعب الذى عاش فى غيبوبة فرضت عليه واليوم استفاق ليقرر ان لايصبح العوبة فى يد احد ….!
المشاركون فى العرض أدوا ماعليهم غير أن هناك نجوم لايمكن إغفالهم فقد تفوق الفنان محمد الصاوى فى دور شيخ الجماعة وأضاف للدور خفة ظل متناهية يمكن القول أنه كان كوميديان السهل الممتنع أما بطلة العرض ياسمين جمال فهى ليست ممثلة مسرح جيدة بل هى ممثلة يكاد يكون وجودها مثل عدمه فلا هى بكوميديانة ولا أى شئ آخر وعلى نقيضها تأتى الممثلة إيمان الشرقاوى والتى قامت بدور السفيرة المريكية كممثلة لها حضور ملحوظ ورغم عدم معرفتى لأعمال لها من قبل إلا أنى أعتقد انها ممثلة مسرحية فى الأساس ولو تم تبادل الأدوار لكان أفضل كذلك لم يكن احمد الدمرداش بموفق ولعل هذا يفسر ابتعاد النجومية عنه رغم الفرص الكثيرة التى حظىبها من قبل .فاطمة الكاشف لم تكن مقنعة بالمرة فلها أعمال افضل من ذلك أما باقى نجوم العرض فكما قلت اجادوا فى حدود ماهو مكتوب لهم .ويأت الفنان أحمد بدير ليثبت انه نجم المسرح الكوميدى بلا منازع حتى فى خروجه المتكرر على النص فهو يستطيع انتزاع الضحكة من المشاهد باسهل الطرق ألا وهى البساطة وإن كنت أعيب عليه المبالغة فى التواصل مع الجمهور من خلال اسكتشات فكاهية متفق عليها مع الممثلين وتكون خارج سياق الأحداث ..!
الكاتب محمود الطوخى يعود لمسرحه المفضل والملعب الذى يجيد فيه دوما وله فيه صولات وجولات كثيرة وهو هنا لاينكر أنه ضد ثورة  يناير ليس حبا فى نظام قديم كثيرا ماهاجمه فى مسرحيات سابقة ولكن لما صاحب تلك الثورة من عبث وما افرزته من كيانات طفيلية وكائنات خرجت علينا من البالوعات لتنشر الفوضى والقذارة بيننا حتى كانت الثورة الحقيقة وهى ثورة 30 يونيو وفى المجمل هو عمل سوف يحسب للمخرج الشاب شادى سرور
2d19341b9744804f74da1e2f3b982d08 134 12431371_869561149809858_697704402_n unnamed-64 unnamed-111

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى