ط
مسابقة الشعر العمودى

فاتحة كتاب الأرض . مسابقة الشعر العمودى بقلم / عبد الرحمن ضيباوى من الجزائر

فَاتِـحَةُ كِتَـابِ الأَرْضِ عبدالرّحمن ضيباوي

كُـلُّ الـبِـلاَدِ وِهَـــــــــــادٌ وَحْـــــدهُ الأكَـــــــمُ
عَـــــــالٍ أَنَـا وَطَـنِي وَ الأَسْـفَـلــــــونَ هُـمُـــــو
إنْ يَسْرِقُوهُ حِـمَى لَنْ يَسْـرِقُــــــوهُ هَـوَى
فِي الــــــرُّوحِ جَوهرُهُ وَ لْـتَخْـسَإِ الرِّمَــــــــمُ
لـلــــــــحَـقِّ رِفْـعَــــتُـهُ و الحَـقُّ رَافِـــــعُــــــهُ
فَـــــــــــــــــــذَاكَ سَـاعِــــــــدُهُ وَ ذلــكَ الـعَـلَـمُ
بِـغُـصَّـــــــــةِ الـرِّيـحِ لاَ يَــــزَالُ منْــــــتَــــــصِــــبًا
هَــــبَّـــتْ بِـــوِجْــــهَــــــتِهِ لكــــــنَّــــــهُ الـهَـــــرَمُ
في رُتْـــــــــــــــــبَـةِ الأنْـبِـــياءِ ظَـلَّ مُـمْـتَـــــــــنِـعًا
بالعِـصْـمَةِ اعْـتَـــــــــــصَمَتْ كَفَّـــــاهُ وَ القَـدَمُ
قَــــــــدْ نَــــــــــالـهـَـا نُـزُلاً مـنْ جَـمْـــــــرِ ثَـورَتِـــــهِ
مَا خَـرَّتِ الشَّـمْـسُ إلاَّ حِـينَ سَالَ دَمُ
لَمْ يَلْـقُمِ الـحُــــــــــــوتُ قَـرْنًا مِنـهُ مَرَّ دُجًى
إلاَّ لِـيَـــــــــبْــــــــسُـــــــــطَهُ حُـــــــوتًا وَ يَـلْـتَـقِمُ
الـسِـــرُّ عَـرْبِــــــيــــــــُّــــــــهُ لـلــــــــمَـــــــاءِ أوْردَةٌ
مذْ قَطَّـعَـــــــــــتْـــــــــهَا فِـرَنْسَا فَـارَتِ الـحِـمَمُ
فِي سَـاعَـةِ الصِّفْــــــــــــرِ ثَارَ الغَيْمُ وَ انْـقَـلبَ
القَحْـطُ الظَّـلُـــــــــــومُ بِبَـحْرٍ هَـاجَ يَـــــــــرْتَـطِمُ
نُوفَـمْـبَرُ الـظَّمَـــــــــــأُ الـمَــــــرْويُّ بَاخِــــــــــــرَةٌ
مِـلْـيُونُ نُــــــــــوحٍ بِـهَا للِخلْدِ قَـدْ عَــــــــــزَمُوا
صَـمْتُ الـجِــــــــبالِ كـلاَمٌ ضَـاقَتِ اللُّـغَةُ
مَهْـمَـا تُـتَرْجِـمُــــــهُ بَلْ أُخْــــــــــــرِسَ الـقَلَــــمُ
قَدْ يَـعْجَــــــزُ الـحَرْفُ عَنْ مَـعْنًى يُحَـاوِلُهُ
وَ مُـنْتَهَى اللُّطْـــــــــــفِ مَـعْـنًى لَمْ يَطَأهُ فَـمُ
يَا سَـــــــــــــــيِّـدَ البَــــــــــــــوْحِ مَا للبَـوْحِ يَرْتَـــــــعِـشُ
بَـيْنَ الصُّـفُـوفِ إذَا مَا رَفْـــرَفَ العَلَــــــــمُ
غَـنَّـى الصِّغَـارُ النَّشِيدَ سَـاعَـــــــــــــةَ ارْتَـفَعَ
فَـوْقَ الرُّؤُوسِ وَ دَوَّى تَـحْـتَهُ القَـسَـــــمُ
لَـمْ يَفْـقَهُوا الشِّعْرَ مَـوسِيقَى وَ قَـافِـيَةً
لَـكِنَّـهُمْ دُرَرًا فِـي السَّاحَةِ انْتَـظَـمُوا
وَ أَنْـشَدُوهُ كَـمَا لاَقَ الـبَـــــــــــــيـاضُ بـهِ
كَـانُوا مـلاَئـكَةً تَـسْـــــــــــــــبِيحُهَا الـنَّغَـمُ
لَـيْـسَــــــتْ بـلادِي دَنَـانِـيرَ مُـكَدَّسَـــــــــــــةً
وَ لاَ قُمَـاشً بِـكَـــــــفِّ الرِّيـحِ يَـلْـتَـطِـــــــمُ
وَ لاَ مَـجَالً عَـلى الَخَـرِيطَـــــةِ اخْـتَـنَـــــــقَ
بَــيْـنَ الرُّسُـومِ فَـــــــــــــلاَ أَمـسٌ وَ لاَ أَدَمُ
بَلْ غَـايَةً لَمْ يَـسَعْهَا الكَـونُ فَانْـتَبَذَتْ
شَـرْقَ الـخَيَالِ لِـيَجْرِي تَـحْـتَهاَ الـحُلُمُ
هَـزَّتْ بِـنَـخْلــــــــتِـهِ فَـاسَّـــــــــــــاقَـطُ القَـدَرُ
عِشْرِينَ قَافِـلَــــــــــــةً تَـحْـــــــدُو بِـهَا الـنُّجُـمُ

لاَزالَ يَرْفَـعُــــــهَا نَـحْو الغَـدِ الشَّـغـفُ
وَ عَـهْـدُ أَشْـرَافِـهَا و الـصَّـبـرُ و الأَلَــــــمُ
طُـفُــــــــــولَـةُ الـحَــــــيِّ شُـبَّـاكُ سَـــــــيِّـــــــــــــــدَةٍ
كَـانَ ابْـنُـهَا وَطَـنًـا جَــــــــادَتْ بِـهِ رَحـــــمُ
طُـبْشُورُ عَـاشِـقَـــــــةٍ خَـطَّـتْ أَنَـــــــا وَطَـــــــنِـي
أَطَـالَ سَـجْـدَتَـــــــهُ إِزَاءَهَـا الـكَـلِـــــــــــــمُ
عُـشـرِيَّةُ الخَـوفِ يـاءُ الشَّـمـلِ تَـلْبِـــــــــــــيَةٌ
مُـدَّ الـبِسـاطُ لَـهـاَ وَ آبَ مَـنْ أَثـــــــــمُوا
أَزقَّـةُ الـدِّفْءِ حِـمْــــــــــــــــلُ القَادمــيـنَ لـهَا
لاَبُـدَّ مِـنْ حَرَسٍ تَـحْـمِي وَ تَـحْـتَـدِمُ
هِـيَ الـجَزَائِـرُ بِـكْـرُ الـحـُسْنِ وَ الـصِّفَــةُ
الـمُـثْـلَى لَهُ فِي الـمَدَى زَانَتْ بـِهَا الأُمَـمُ
للـحُــــــــــــــــبِّ أَوَّلُـهَـــــــا للـحُـبِّ آَخِــرُهَـا
أَرْضٌ مُــبَـــــــــــــــــــارَكَـةٌ مِـنْ عَــــــــهْـدِهَـــــــــا أَكَـمُ
– عربيُّهُ : الشّهيد العربي بن مهيدي رحمه اللّهُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى