ط
مقالات بقلم القراء

فزاعة في حقل الإسلام للمدون الجزائري قراوي الحسين

مكتب الجزائر / مريم دالى
 

ما يعانيه المجتمع العربي والإسلامي من ضعف وتشتت كان ضمن خطة محكمة طويلة الأمد تستند إلى مقاييس مدروسة بعمق، وللأسف كانت ناجحة وفاقت كل التصورات، فكانت أولى الضربات بفك الوحدة العربية عن طريق خلق نزاعات وتقسيمات مطروحة بقاعدة فرق تسد. وكانت بداية الفرقة من الحروب العربية إلى الربيع العربي الذي دمر أغلب الدول العربية بل وما زالت أثارها واضحة تتجلى في كثير من الدول، وخير دليل؛ ما يحدث في سوريا. أمـا المرحلة الأهم من الخطة، وهي تشويه الإسلام في العالم، بل وحتى تشويهه عند المسلمين أنفسهم. وكان سقوط برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن في 11 سبتمبر 2001 شرارة الحرب على الإسلام والمسلمين أينما كانوا.

لقيت كثير من التنظيمات الإرهابية وعلى وجه الخصوص ممن تتغنى بشعار الإسلام رواجا إعلاميا، مما رسخ فكرة ربط الإسلام بهذه التنظيمات الإرهابية ربطا مباشرا، وتجنب الإعلام نفسه الخوض في التاريخ الحقيقي للإسلام، كونه دين تسامح وتعامل. أو التكلم عن مبادئ الإسلام الحقيقية التي تعطي الحرية وروح الأخوة حتى بين المختلفين دينيا وعقائديا. وأكبر تنظيم إرهابي حصل على تسليط ضوء أو لنقل الفزاعة التي أرهبت العالم بمسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة باسم “داعش”.

فما علاقة هذا التنظيم بالإسلام؟

أي مبادئ وأخلاق إسلامية تسمح بقتل الأبرياء، سواء أكانوا مسلمين أو غير ذلك مثل ما حدث في بروكسل ببلجيكا، وأورلندو بالولايات المتحدة الأميركية، ونيس بفرنسا! لا شك أن ربط وصف الدولة الإسلامية بكيان إرهابي مثل داعش خطأ كبير، وذلك لأن هذا التنظيم خالف القيم الإسلامية والإنسانية التي جاء بها الإسلام، والتي تحث على التسامح والإخاء، حتى في الحروب، فإن الإسلام لديه قوانين لها، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي قائلا “لا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً”. إلا أن أغلب الكُتاب والداعمين لفكرة هذا التنظيم الإرهابي يركزون على أهم نقاط التشابه – كما يعتقدون – وهي تطبيق الحدود من قطع الأيدي والجلد والهجر.. فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، على من يتم تطبيق الحد؟ ومن يطبق هذه الحدود؟

إن كان واجبٌ تطبيق حد من الحدود، فالأمر يرجع إلى ولي الأمر كونه منتخب من الشعب، فلو كان كل فرد يطبق الحد بدون الرجوع إلى مصدر؛ لأصبح الأمر أكثر فوضوية وأكثر دموية.. فأي مبادئ وأخلاق إسلامية تسمح بقتل أناس بريئين، سواء أكانوا مسلمين أو غير ذلك مثل ما حدث في بروكسل ببلجيكا، وأورلندو بالولايات المتحدة الأميركية، ونيس بفرنسا، وسوسة في تونس وغيرها.. أي ديانة تسمح بإرسال طفل مدجج بالقنابل ليقول له والده نلتقي في الجنة..

داعش أو غيرها كثير من التنظيمات الإرهابية ما هي إلا مؤامرات تحاك بإتقان لتشويه وتدمير الإسلام، وفي الحقيقة ما هي إلا فأر بعين فيل.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى