ط
هنا الجزائر

في أول تجربة سردية لها الشاعرة الجزائرية نسيبة عطاء الله تطرح مجموعتها القصصية “فايس عشق”

مكتب الجزائر/ دليلة بودوح

تقترح الشاعرة والكاتبة نسيبة عطاء الله سبعة نصوص سردية تتراوح بين القصة القصيرة والنص المفتوح، في مجموعتها القصصية “فايس عشق” الصادرة مؤخرا عن دار فضاءات بالأردن وهي أول تجربة سردية لها .

وبتجربتها الأولى هذه تفاجئ نسيبة عطاء الله بقدرة مميزة في بناء عالم افتراضي بأسلوب كتابة مواز ومتعدد الأصوات وبلغة عالية الشعرية.

ومجموعة نسيبة تجربة تستلهم عالم الفايسبوك في استخدام المصطلحات والتعبير عن الحالات “النكز” و”الأيقونة” و”شريط البحث” و”الماسنجر” و”الاتصال” وحتى اشارة الاتصال الخضراء تعتبر رمزا لحضور أحدهم في العالمي إنّها حفر في الحياة الافتراضية التي أصبحت الحقيقة والواقع البديل.

شخوص الكاتبة يتداولون البوح والحكيي وهم يقدمون تجاربهم للحبي ليصبح كتاب نسيبة أقرب لأن يكون كتاب حبّ صريحي يفتش في حالاته ومواقفه وتحولاته من خلال ادخاله إلى مخبر الفايسبوك الذي يقترب هو الآخر ليكون فضاء للتداعي الحري أين يختبئ الجميع لقول الحقيقية التي يعجزون عنها في الواقع.

وتكشف الكاتبة في القصة المفتتح “الحبّ الأزرق” عن عالمها الذي تسعى أن تقود إليه القارئ فهي تحكي العاشقة التي تتساوى مع الوهمي الزوجة التي تخدع زوجها معه عبر الفايسبوك ويخدعها هو الآخر دون أن يعرف حيلتها، لكن نسيبة تضعنا في مأزق فالحبّ في هذه القصة يبدو حقيقيا، والخيانة هي الطارئ.

الحبّ الذي تصوغه الكاتبة يتكرر ويظلّ العالم هو الفايس الأزرقي ففي قصة “الشّوق في الوقت الضائع” تتورط الكاتبة أكثر في علاقات شخوصها الافتراضية، وتحمّل النصّ قدرا كبيرا من الصّدق في الحوارات التي لا تنتمي للعامة، يمكن قراءتها على أساس أنّها نصوص أدبية عميقة، فهي أقرب إلى الشعرية غالباي لدرجة أنها استخدمت مقاطع شعر بل قصائد كاملة.

في نص “تأبّطت خيبة” حيث يشرح العاشق خيبته وكيف خيّب حبيبته قصة أخرى مليئة بالشعرّ حيث تهدي الكاتبة القارئ قصيدة جميلة من الشعر العامي ولكنها تصدمه بنهاية أخرى لحبّ أفلس رعاته.

وفي قصة “صوتك الدمعة الأخيرة” تنتقل نسيبة في نصها إلى مساءلة الافتراض عبر استدعاء العالم الواقعي “لو يعلم الأولون؟” لو يعلمون أيّ عالم يعيشه المتأخرون فهي تسأل ولا تجيب كأنّها تعطي لهم مبرّرا للارتباط بالواقعي وتعطي ابطالها مبرّرا للغوص أكثر في عالمهم الموازي وليس غريبا أنّ قصّتها تلتحق بالنهاية الفاشلة.

وفي نص “ليلتان للبكاء والسّعادة” تنتهي الحكاية ب”حظر” فايسبوكي ولكنها تمرّ بعذابات الواقع ولذة الاحتمال الافتراضي البطلان يتبادلان ذكريات عذابهما بكثير من النوستالجيا، يبدو العذاب أجمل وأخف في الفضاء الأزرق.

وفي قصة “من أحاديث الوهم” التي تتشكل من شذرات بعنوان “يوميات امرأة تحتضر” يتكرّر بتواريخ مختلفة، تحدّد كائنات نسيبة الفايسبوكية موقفها من الزّمن والحب فتعتبر أن “الحياة بلا حب جحيم يطاق والحياة بلا حب جحيم لا يطاق” وفي قصة “وجه النسيان الآخر” تخفّ جذوة الشعرية ولكنّ اللّغة تبقى في مقامها، لتختار الكاتبة أن تختم بها مجموعتها، بإنفصال الحبيبين الافتراضين كما الواقعيين.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى