ماكينة خياطة صغيرة وبجوارها منضدة متناثر عليها قطع قماش ومقص و أدوات خياطة ..الأم تقوم بعمل أزياء تفوق الروعة وتبدع .. كادت تسقط أرضا من َشدة الإرهاق فدخلت حجرتها لترمى بتعبها و آلامها الشديدة على السرير فغرقت فى نومها .. كى تستعيد طاقتها لتكملة عملها فتسللت الطفلة الصغيرة بشغف ونظرة انبهار وترى المكان كأنة حجرة ألعاب والأشياء المتناثرة كأنها لعب منوعة ظلت تعبث فوق المنضدة و تحتها حتى أخذت قطعتين صغيرتين من القماش وصنعت مقلمة و محفظة في منتهى الروعة وفرحت بهما فرحا شديدا وكانت فى انتظار الأم لتقوم من نومها كى تسعدها بما فعلت لكن حدث العكس فصرخت الأم فزعا وهى تبحث عن قطع القماش المفقودة فسألت الطفلة إن كانت أخدتهما .. أجابت الطفلة فى خوف نعم ……. ولم تكمل كلامها إلا وانهالت الأم عليها ضربا فهربت الطفلة وظلت تجرى هنا وهناك في انحاء الشقة ودخلت تحت المنضدة وتحت السرير فسحبت الأم بيد الطفلة وعضتها فهرولت مسرعة لحجرتها وجلست تبكى بكاءا شديدا وهى تنظر الى المحفظة و المقلمة التى صنعتهما من القماش التى تبحث عنه الأم فدخلت الأم لتكمل ضربها وما إن وقع نظرها على الأشياء الجميلة فهدأت قليلا وقالت لها أأنت من صنعت هذة الأشياء؟ .. فردت بنبرة حزينة نعم أنا ..فاقتربت الأم منها وربتت على كتفيها وقالت لها ليس عيبا أن تصنعى وتبدعى أشياء جميلة بل لابد أن تتأكدى أن إبداعك من أشياء تخصك أنت و لا تخص أى شخص آخر فالإبداع نقطة وفكر وتنفيذ ذاتى والإبداع بما تملكين أنت و ليس بما يملكة الآخرون. …..
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
