ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة . اللذة أو الموت.مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمد اسماعيل شريف .مصر

محمدإسماعيل شريف
مصر
01093521123
01289553251واتس
للمشاركة في مسابقة همسة الدولي للآداب والفنون
في مجال القصة القصيرة.
……………………………
قصة بعنوان (اللذة أو الموت)
بعد منتصف الليل تسحبَت خلسة لتخرج من الباب الخلفي إلي الشارع‘ نبح الكلب مرتين قبل أن يتعرف عليها ويعود ملتفا حول جسمه لينام مجددا ‘ لكن الأم شعرت بحركة في الدهليز فتحركَت لتنصت لها‘ صوت الكلب أكد لها ماشعرَت به فانتفضَت إلي خارج الحجرة لتجد باب حجرة ابنتها مواربا ‘ تسارعت دقات قلبها حين تدفق الأدرينالين بقوة لتخطوا مسرعة نحو الحجرة‘ تتأكد من مغادرة الفتاة‘ لطمت خدها مع صيحة أقلقت بعض الحيوانات بالدويرة حتي نهق الحمار فأيقظ الباقين وعلا صياح الديكة وصار البيت في فوضي من الأصوات تشبه فوضي مشاعر الأم حال وقع ماكانت تخشاه‘ سحبت لفافة رأسها المعلقة علي مسمار بالجدار ووضعتها علي شعرها ومدت يدها لتأخذ المصباح سريعا كي تقتفي أثر الفتاة وهي تئن وتغمغم‘ سلكت الطريق الترابي بين الحقول باتجاه عمود إنارة بعيد يبدو كسيجارة في فم رجل يشق الظلام هناك‘ نادت بأعلي صوتهابلاجدوي‘ لا أحد معها ولم يشعر بها أحد‘ أصوات ماكينات الري تحجب مادونها من الأصوات‘ ونقيق الضفادع يبعث علي الشعور بوحدة قاتلة وسط فضاء سحيق‘كل ماتفكر فيه هو قول الشيخ المبروك لها:
إياك أن تتركيها تباغتك بالخروج لتستجيب لدعاواهم ليلا.
يُعرض أمام ناظريها مشهد جلسة العلاج في بيت الشيخ والفتاة نائمة تضحك بصوت جهوري وتنتفض بخصرها كسمكة خرجت من الماء‘ تتذكر وعيدهم لها بعد مافعله الشيخ بهم ‘ فتسرع الخطي فتتعرقل حين تزداد سرعتها فوق ماتحتمله عافيتها‘ ويحجب الضباب رؤيتها مع ضوء المصباح‘ وحركاتٌ داخل حقول الذرة تثير الرعب بداخلها لكنها الآن تفكر في ابنتها الوحيدة‘
وصلت أخيرا إلي نهاية الطريق حيث ضوء عمود الإنارة الرئيسي يكشف الموجودات لكنها لم تجد ابنتها‘ تنادي وتنادي في لهفة وبكاء‘ عقلها يتصبب عرقا من عرض الاحتمالات الكثيرة‘إستبد بها الوهن وغزتها قوة راجفة تخللت أعصابها فارتعشت أطرافها‘وفجأة سمعت صوتا في عريشة بجوار الساقية المهجورة هناك خلف شجرة الكافور العملاقة‘ ترددت‘أخذتها مشاعر الريبة‘ هي تعرف قصص تلك الساقية منذ صغرها من حكاوي الآباء والأجداد‘ لكنهاتغافلت كل شيء لأجل العثور علي ابنتها ‘أين ذهبت؟
وفجأة…
تشهق المرأة حين وجدت فتاتهافي مشهد مرعب كزومبي ممزق الجسد‘ جثت المرأة حالما اختل توازنها‘تهدُج الصوت وارتكاسة اللسان كبداية لشلل أصابها بالفعل‘ تزحف لاتدري أتفر مما هي فيه أم تحتضن ابنتها بعدما قتلوها انتقاما‘ سباها الركود‘ استسلمت واستلقت‘ تصارع الموت ووجوه كثيرة تمتد إليها من أعلي‘ ونفس الضحكة التي ضحكتها الفتاة عند الشيخ مكررة حولها ولها صدي كالرعد تصم الآذان‘ كانت آخر ماتذكرته هو قول الشيخ لها :
إن أرواحا عاشقة تتسلل الآن لتصعد سلالم روح ابنتك المعشوقة لنيل لذة كل مساء..
ثم صمت رهيب وسكون للأبد.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى