ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة .سعادة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمد لطفى محمد . مصر

خاص بمسابقة القصة القصيرة
محمد لطفي محمد
مصر
01005305453
——————————

سعادة – قصة قصيرة

انطلقت أصوات الرفاق عالية صاخبة، وامتزجت بالأضواء القوية للمصابيح العملاقة فأضفت على المكان جوا من البهجة.. انتشر الجميع يتمازحون ويقفزون، حتى أنهم تجاوزوا الشادر كله إلى الطريق واحتلوا جزءا كبيرا منه.. تكدّست السيارات المارة، وأطلق سائقوها الأبواق عالية، فأضافوا على المكان مزيدا من البهجة!

بحثت بعيني حتى لمحتها.. كانت واقفة غير بعيد بين صويحباتها يتمازحن، وقد سيطر جمالها الباهر على المكان كله فكأنما كل شيئ أعد خصيصا من أجلها. وبرغم أنها لم تنضم إلينا إلا منذ يومين فقط، إلا أنني مذ رأيتها لم أعد أرى سواها.

اقتربت منها رويدا في حذر حتى صرت خلفها تماما، ثم في حركة مباغتة قفزتُ عاليا فاعتليتها! حاولَتْ التملص لكنني أحكمت حصرها بين قدميّ، وضغطت عليها بكل ثقلي؛ وقبل أن أكمل ما بدأت دفعتني إحداهن بعنف، فاختل توازني للحظة واحدة تمكنَتْ فيها من الانسلات من تحتي!

وقفت مغتاظا أنظر إليهن وهنّ يتضاحكن بغنج؛ لكنها أمالت رأسها نحوي بدلال، وأسبلت عينيها بنشوة فيها من القبول أضعاف ما فيها من الرفض؛ فتبخر غيظي وبادلتها الابتسام، وقد أدركت أنها تنتظر مني أن أعيد الكرّة!

قبل أن أتحرك إليها لمحت الرجل الصغير قادما من بعيد وبيده لفافة قماشية كبيرة، واتجه مباشرة صوب الرجل الكبير الجالس في الركن القصيّ. تملكني الفضول، فاقتربت منهما بحذر؛ فوجدت الرجل الكبير قد فرد اللفافة على الأرض، وجلس – باهتمام – يتفحص تلك المجموعة الرائعة من السكاكين اللامعة! كانت مختلفة الأحجام والأشكال، لكنها جميعا مصقولة جيدا، وقد انعكست عليها أضواء المصابيح فصارت تشع وكأنها شموس صغيرة.. فغمرتني سعادة لا توصف.

أمسك الرجل الكبير بواحدة منهن ومرر إصبعه على حدّها بحذر، ثم ابتسم برضا؛ وحينما رفع رأسه ورأني أمامه أخذ ينظر بإعجاب إلى جسدي الضخم القوي، وقال بصوت مليئ بالأمل:
– “موسم خير بإذن الله”

ثم مازحني ضاحكا وهو يلوح بالسكين أمام وجهي! فبادلته المزاح وقفزت عاليا وكأنني خائف، فتحولت ضحكاته إلى قهقهات عالية!

حين استدرت عائدا إلى الرفاق، قابلني أحد أولئك الرجال الكبار الذين يمشون ببطء متوكئين على عِصِيّ غليظة بأيديهم، فأخذ يتأمل بدوره جسدي الضخم القوي، ثم تمتم بصوت ودود:
– “ما شاء الله!”

هنا بلغت بي السعادة حدا لم أعد أستطيع السيطرة عليه، فرفعت رأسي عاليا في خيلاء وكأنني أطعن الهواء بقرنيّ، ثم رددت عليه بفخر:
– “ماااااااء”!!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى