ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة (شبح الماضي) مسابقة القصة القصيرة بقلم / نفيسة رحال.تونس

خاص بالمسابقة / همسة الدولي الاسم : نفيسة رحال/ تونس
البريد الإلكتروني : [email protected]

عنوان العمل : شبح الماضي

لا رغبة لي اليوم في الاستيقاظ و مواجهة واقع خاو لا طعم فيه . قارب النهار على الانتصاف و مازلت ألازم هذا الفراش اللعين لقد قدر له أن يكون رفيقي الوحيد بعد أن نبذني الجميع مددت يدي أتلمسه وفي أعماقي صوت يردد : ” أنت رفيقي الوحيد , فلا تكن خذولا . ”
إني أكاد أوقن أنني سأقضي بقية العمر على هذا السرير المتداعي تحاصرني أبعاد هذه الغرفة .
وتلك المرآة , كم أمقتها ! إنها لا تلبث أن تذكرني ببشاعة شكلي , مهلا ليس فقط شكلي , إنها تخترق كياني لا ريب و تفضح مكنوني . هازئة بي : ” إني أعلم بك منك ! “

لم يخطر ببالي يوما أن تنصب محاكمتي و تنشر صحفي قبل أن تلفظ أنفاسي . كان كل ذلك يمر في شريط أفكاري بل أمام ناظري . أتفحص هذين الوجهين البريئين . مازل عطر زوجتي المفضل يداعب أنفي يتسرب إلى كياني يوقد الحب داخلي . مازالت ضحكات طفلي تتردد في أرجاء المنزل . مازال كل شيء مقدسا هنا لم يغيره الزمن ولم تلمسه أيادي العابثين .
وددت لو أمثل أمام هذين الملاكين فأطأطأ رأسي و أطلب الصفح لكن هيهات فمازالت تحجبني عنهما حجب و حجب وليس لإنسان حقير مثلي أن يتخطاها .

كنت ثملا حينها , مجنونا , كان غروري لا يوصف . كنت رجلا مزيفا أفرط والداه في تدليله بدل أن يصنعا منه رجلا حقيقيا . كنت أقود سيارتي بسرعة جنونية . لم أتذكر شيئا مما حصل سوى صرخات وداع أخير أطلقتها زوجتي . بعدها وجدت نفسي وحيد ا رحلت عني رفيقتي وفلذة كبدي . عدت وحيدا أجر المرارة خلفي وهكذا عشت بقية أيامي منبوذا سجين الذكريات
كانت حياتي مختزلة في محاولة الإمساك بطرف الماضي في هذه الغرفة على هذا السرير و أمام هذه المرآة .
فجأة وثبت قائما , اتجهت بخطى حثيثة نحو النافذة . كانت عيناي تلاحقان شبح امرأة تمسك طفلها

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى