ط
الشعر والأدب

قصيدة .حكاية بهاء .للشاعر / د. أسامة مصاروة .فلسطين

حكايةُ بهاء

درستْ كثيرًا كي تُحقّقَ ذاتَها

وتنيرَ بالعلمِ الرفيعِ حياتَها

شهدَ الجميعُ لها بحسنِ أدائِها

وجمالِها ورقيِّها وذكائِها

كانتْ بهاءُ أميرةً بينَ البناتْ

وَكريمةً فيما تبَقّى منْ صفاتْ

بتواضُعٍ رفضتْ مديحَ جمالِها

ففخارُها بحميدِ كلِّ خصالِها

في العلمِ كانتْ دائمًا مُتفوْقَهْ

وَمَعَ الجميعِ ودودةً مُترفّقَهْ

لم تألُ جهدًا في الدفاعِ عنِ الوَطنْ

أو في مشاركّةِ الأهالي في المِحَنْ

عاشتْ هناءُ وأمّها وبلا مُعينْ

إذْ ماتَ والدُها شهيدًا من سنينْ

وبرغمِ قسْوَةِ عيشِها ووجودِها

لمْ تستكِنْ وتَمسَّكت بصمودِها

عانتْ ولْكن لمْ تزلْ مُتميِّزهْ

بثباتِها وبِحزمِها متَعزّزَهْ

ظلّتْ مثابرَةً وتنْتَظِرُ القبولْ

فالعلمُ غايتُها كَما كانتْ تقولْ

رفضَتْ بِحزمٍ كلَّ عرضٍ للزواجْ

حتى وإنْ نُعِتَتْ بسيِّئةِ المزاجْ

فطموحُها منذُ الطفولَةِ أنْ تكونْ

للطفلِ مُرشِدَةً ففي الدنيا جنونْ

لا يسلمُ الأطفالُ منهُ وما لَهمْ

من ناصرٍ أو مَنْ يُغيّرُ حالَهمْ

أمّا البلادُ وقد أصابتْها الفِتنْ

نزلتْ عليها كلُّ أشكالُ المِحنْ

حصدَ الظلامُ كبارَهمْ وصغارَهمْ

وطغى ودمَّرَ أرضَهم وديارَهمْ

فمغولُ ذاك الدهرِ عادوا من جديدْ

يتقنّعونَ وراءَ شيطانٍ مريدْ

جلستْ بهاءُ صباحَ يومٍ في الفِناءْ

تدعو الكريمَ أنْ يجنّبَها البلاءْ

فبلادُها ابْتُلِيَتْ بأسرابِ الفَناءْ

تلكّ التي وصلتْ لتلبِيّةِ النداءْ

فنداءُ شيطانِ الجماعةِ يُسمَعُ

ويُطاعُ مَنْ غيرُ الرجيمِ سيَدْفَعُ

وضعتْ هناءُ كِتابَها كيْ تستريحْ

وإذا بشابٍ من مدينتِها جريحْ

يحبو ويزْحّفُ نحوها ورداؤْهُ

قدْ لوَّنتْهُ ولطَّختْهُ دماؤُهُ

هرعَتْ إليهِ بسرعةٍ وبلا وَجَلْ

فالأمرُ يقضي بالتَصرُّفِ بالعجلْ

لكنْ إذا حكمَ القضاءُ فما العملْ؟

هلْ للْمّنيّةِ رادعٌ أو للأجلْ

وصلَ البغاةُ يقودُهمْ شيطانُهمْ

ذبحوا الفتى وتوهّجتْ نيرانُهمْ

أمّا الفتاةُ فقد أحلّوا هتْكّها

وَدماؤُها أيضًا أحلّوا سفْكّها

د. أسامه مصاروه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى