ط
الشعر والأدب

قصيدة مهداة من الشاعر الكبير التونسى / هادى الطرابلسى للشاعر المصرى الكبير / سلطان الهالوصى ورد الشاعر الهالوصى عليها من أجمل ماقرأت من الشعر

1
قصيدة مهداة من الشاعر الكبير التونسى / هادى الطرابلسى للشاعر المصرى الكبير / سلطان الهالوصى ورد الشاعر الهالوصى عليها
———————————————

أولا:- قصيدة الأستاذ الأديب التونسي/هادي الطرابلسي:
———————————————–
سُلطانُ القوافي
___________
سُلطانُ يابنَ العُلا والنُّبلِ والحَسَبِ * حللتَ أهلا على ايوانِنا الرَّحِبِ
أخًا هَدتكَ لِيَ الأقدارِ رُبَّ أخٍ * ما كانَ ضِنوَةَ أُمّي لا وَلا ابنَ أَبي
وما التّآخي لأُولي القُربِ مُحتكَرٌ * ولا التّوادُدُ مقصورٌ على النّسَبِ
غدا البعيدُ قريبا من جوارحنا * لرُبَّ مُبتَعِدٍ للقلبِ مُقترِبِ
**
إذا كتبتَ غدا القرّاءُ في دهَشٍ ** لم يقرؤوا مثل ذاك القول في الكُتُبِ
أتت لكُم شُعراءُ العصرِ صاغرة ** إنتابها الهولُ وارتاعت من العجب
صارَ المُنافِسُ مِن رُعبٍ على وجلٍ * إذا رآك مُهيبا لاذ بالهربِ
ريحَ الضَّراغِمِ أنفُ الجُرذِ يرهَبُها * والليثُ ذو الخَطمِ ليسَ الجُرذَ ذا الذنَبِ
أسقطتَ بالحِلمِ دعوى كُلّ ذي حسَدٍ * أصابَ سَهمُكَ و النَمّامُ لم يُصِبِ
كشاربِ الخمرِ يهجو كَرمةً ثقُلت * هل للمُعَتَّقِ من فضلٍ على العنبِ
أو كالذِّئابِ عُذُوقَ النَّخلِ ما لحِقَت * هجَت وسبَّت وما للسَبِّ مِن سَبَبِ
إنِّي رأيتُ رُؤوسَ النَّخلِ باسِقَةً * الأصلُ في الأرضِ والعُرجونُ في السُّحُبِ
بوحٌ كعُجوةِ نخل الشّامِ أطيَبِهِا * التّمرُ طابَ وبُسرُ القومِ لم يطِبِ
أومثلَ شهدٍ نقيٍّ فاخِرٍ عَطِرٍ * من أنبلِ النّحلِ ترعى أطيبَ الطِّيبِ
**
مليكُ عرشِ القوافي أنتَ سيِّدُها * سُلطانُ مملَكةِ الإبداعِ والأدبِ
قد بايعَتكَ فُحولُ الشِّعر عن قَنَعٍ * أوفُوا قَرِيضَكَ أعلى القَدرِ والرُّتَبِ
وما اعترافي بذا مَنٌّ ومكْرَمَةٌ * لكِنّهُ الحقُّ فوق الشّكِّ والرِّيبِ
ولا مديحِي غُلوٌّ أو مُجاملةٌ * ولا رِياءٌ لنيلِ القصدِ والأربِ
هذا ثنائي صريحٌ غيرُ مُلتبِسٍ* صِرفُ المعاني سُهُوبًا غيرُ مُقتَضبِ
قد كان شِعري لُجينا قبل رؤيتكم * وإذ لقيتُكَ صارَ القولُ مِن ذهبِ
وما المواهبُ إلّا من فضائلهِ * ومن توثَّقَ بالوهّابِ لم يخِبِ
عِزَّ العُروبَةِ يا سُلطانُ مفخَرَها * شرّفتَ ناطِقَ ضادٍ يا أخَا العَرَبِ
* الهادي الطرابلسي *
————————————————
ثانيا:-قصيدة الشار / سلطان الهالوصى
——————
أَ هَـــادِيَ الشِّعْـــــــرِ:
—————————
شعــــر:سلطـــــان الهالـــوصي
——————————–
خَالَلْتُ هَادِي وَنِعْمَ الْخِلُّ مِنْ نَجِبِ … سَيفٌ جَرِيءٌ وَفَرْعٌ غَيْرُ مُؤْتَشِبِ
مِنْ إِسْمِهِ الْهَدْيُ وَالْإِيثَارُ مَكْرُمَةٌ … وَفِى سَرِيرَتِهِ الْعِقْيَانُ مِنْ ذَهَبِ
يَا رَافِعًــا لِلْعُــلَا خِــلًّا وَتَمْـدَحُهُ … لِمُهْجَتِي أَنْتَ صِنْـوٌ غَيْـرُ مُنْتَخَبِ
سُبْحَانَ مَنْ وَهَبَ الْمَرْءَ الْوَحِيدَ أَخَا… مِنْ دُونِ أُمٍّ وَلَا كَانَ الْفَتَى ابْنَ أَبِي
إنَّ النُّفُوسَ كَمَا الْأَطْيَارِ قَدْ وَقَعَتْ … عَلَى مَثِيلَاتِهَا إِلْفًا مِنِ الْحَدَبِ
كَلَّلْتَنِي شَرَفًا بِالْقُرْبِ أَلْمَسُهُ … فَأَبْصَرَتْنِي الْعِدَا مُسْتَرْخِيَ اللَّبَبِ
مُذْ أَطْرَبَ السَّمْعَ أَشْعَارٌ بِجَوْقَتِكُمْ … وَالرُّوحُ طَائِرَةٌ وَالْوَجْدُ فى خَلَبِ
حَتَّى الْبَلَابِلُ غَنَّتْ شّدْوَ بَوْحِكُمُ … تَتِيهُ بِالرَّقْصِ فَوْقَ الْبُرْعُمِ الْخَضِبِ
إِذَا الْقَوَافِي أَتَتْ سُلْطَانَ صَاغِرَةً … فَقَدْ سَبَاهَا الطَّرَابُلْسِيُّ فِى عَجَبِ
***************************
تَفَجَّرَ الشِّعْرُ يَنْبُوعًا فَمَا قُصِفَتْ … لَنَا يُــرَاعٌ وَمَا جَفَّــتْ مِنِ النَّضَبِ
بَلْ كَانَ عَزْقُ الْجَمَالِ الْحُرِّ شِيمَتَنَا … وَنَالَ مِنَّا السِّفَاهُ الْهَجْرَ بِالشَّجَبِ
لَا تَأْسَفَنَّ عَلَى مَنْ جَاءَ يَهْجُوَنِي … مِنْ خَلْفِ ظَهْرِيَ خَتْلًا مِنْهُ فِى الرَّدِبِ
أَوْلَى لَهُ دَفْنُ رَأْسٍ مِنْ مُوَاجَهَةٍ … كَمَا النِّسَاءِ لِمَ هْوَ الْغَيْرُ مُنْتَقِبِ؟!
لَيْثُ الْقَرِيضِ يَبِينُ الْكُلُّ يَعْــرِفُهُ … وَالْجُــرْذُ يَهْـوَى فِـرَارًا دَاخِلَ الْعُلَــبِ
لَا أَحْتَوِي أَبْلَخًا بِالْفَضْلِ مُبْتَغِيًا … مِنْهُ الْخُوَار كَمَا الْأَبْقَار فِى اللَّجَبِ!
وَإنَّمَـا أصْطَفِي الْخُــلَّانَ مُحْتَكِــرٌ … لَهُمْ ثَنَائي وَرَدُّ الْفَضْـلِ لَمْ يَخِـبِ
وَمَا هَمَلْتُ حُسَامَ الْهَجْوِ مِنْ قِصَرٍ … لَكِنَّنِي خِفْتُ رَبِّي يَوْمَ مُنْقَلَبِ
*************************
لِلشِّعْرِ بَصْمَةُ إِحْسَاسٍ تَخُصُّ وَلَا … يَسْتَشْعِرَ الْحَرْفَ إِلَّا قَابِضُ اللَّهَبِ
أَهَادِيَ الشِّعْرِ إِنَّ الْمَدْحَ مَفْخَرَةٌ … وَرَحْلُكَ الْمِسْكُ وَالرَّيْحَانُ مِنْ أَدَبِ
تُجَـرِّفُ الْبَحْــرَ فِي مَــدٍّ وَتَجْـزُرُهُ … تَصِيـدُ دُرًّا بِرَغْـمِ الْمَـــوْجِ وَالْعَــبَبِ
فَافْخَرْ بِنَظْمِكَ إِنَّ الْعَزْفَ نَغْمَتُهُ … وَاتْرُكْ صَدًى لِصَغِيرِ الطَّيْرِ ذِي الزَّغَبِ
أَيَا خَلِيلًا أَفَاضَ الْمَدْحَ فِيكَ فَمِي … هَذَا قَرِيضِي يُسَاقِطْ طَيِّبَ الرُّطَبِ
هَيَّا لِنَقْتَسِمَ التُّمْرَانَ شَهْدَ رُضَا … بِنَا لِتَبْكي حَنِينًا خَيْمَــةُ الْعَــرَبِ
*سلطـــان الهالـــوصي*

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى