ط
مسابقة القصة

كبريائى ..مسابقة الرواية بقلم / وفاء حسن محمد من مصر

مسابقة همسة فئة الرواية

رواية كبريائى

وفاء حسن محمد

مصر

01207012787

ملخص الرواية

هناء شابة جميلة لم يسبق لها الزواج وذلك لقرار واتفاقية بينها وبين قلبها أن لاتتزوج إلاعندما تحب شخص يحبها سارت بها الحياه وتقدم بها العمر إلى أن أوقعها حظها العاثر فى شخص ملك عليها قلبها وشعرت أنه يبادلها نفس المشاعر ولكن بمرور الشهور تكتشف إنه غير طبيعى وأنه يعانى نقص ما فى شخصيته حيث تعيش علاقتها معه فى تقلبات غريبة لاتفهمها ولاتنتمى للحب فيهجرها أكثر من مرة بدون سبب وكل مرة تبحث عنه وتعتذر على لاشئ فعلته حتى تسترده وتسترد حبه وفى إحدى تلك المهازل التى تعرضت لها تجد نفسها فى حالة ذل نفسى مابعده ذل وإهانه إنسانية مابعدها إهانة فتتخد أصعب قرار فى حياتها وهو البعد عن هذا الحبيب إنتصارا لكبرياءها

—————————————————————————————————-

,( هناء وحشتينى أوى ونفسى أشوفك بجد ممكن نفطر مع بعض الصبح؟؟؟)
مكالمة سريعة ومباغتة لم تعطيها الفرصة للتفكير فى الرد , ولماذا كانت ستفكر وهى أيضا إفتقدته وإشتاقت إليه قد يكون أكثر مِن إشتياقه لها, ولكن حياءها كان يمنعها مِن الإتصال به وهو قد جرحها , لم تجد ما تقوله غير موافقة سنتقابل غدا لنفطر سويا ونحتسى قهوة الصباح , طارت فرحا وتراقصت وهى تحتضن وسادتها , تُمايلها طربا فقد إفتقدها عادل وشعر بالحنين لرؤياها , نفس الأحاسيس ونفس المشاعر إذن هو يحبها بلا شك , وإلا لماذا يفتقدها ولماذا أثّر غيابها عليه , ولماذا يبادر هو بهذه العبارة (وحشتينى ياهناء) … إنشغلت هناء فى الإستعداد لهذا اللقاء المرتقب بعد غياب إمتد لشهرين لم تسمع صوته أو تراه , كانت كأنها تستعد لزفافها , ذهبت إلى الكوافير لتعمل نيو لوك لكى يراها فى أحسن صورة , لم تُرد أن يرى ذبولها وانكسارها , ولا الحزن الذى يملأ عينيها , كل ما تريده أن يراها فى أحلى صورها, ولِما لا وهى سوف تراه وبرؤيته سوف تنتهى الأحزان وسوف تبتسم الحياة لتشاركها فرحتها , وجوده كفيل بتغير كل شئ فى حياتها , وتغْير الحياة ذات نفسها , كانت هناء قد إتفقت أن تتقابل مع عبد الكريم فى هذا اليوم تحت ضغط وإلحاح منه , وتحت ضغط الوحدة وبُعد عادل عنها ومحاولة نسيانه , أسرعت إلى التليفون لتخبر عبد الكريم بتأجيل اللقاء أو بالأصح ليس له سبب لأنه لن ينسيها من تربع فى قلبها , كانت صريحة إلى أبعد الحدود وأوضحت أنها لن تستطيع نسيان عادل بلقاء أو محادثات هاتفية , إنه يجرى مجرى الدم فى جسدها , إنها تتنفس عشقه , صمت عبد الكريم برهة مِن الزمن ولكنه تماسك نفسه ورد بكل عقل ورزانة
( مبرووك ياهناء رجوع عادل , أتمنى أن أجد إنسانة على خُلقك وتحبنى مثل حبك لعادل , كم هو جميل الحب , وكم أشتاق إليه وإلى حياة يملؤها حب ,,, ربنا يسعدك ) إنتهى الإتصال وإنتهت من إزاحة حِمل عن أكتافها , كان يؤرق نومها فلم تكن تعرف كيفية إيصال مشاعرها وتمسكها بعادل مهما حدث لعبد الكريم وهاهى الفرصة قد سنحت , والحمد لله جرى الحوار بسلاسة ويُسر , أخذت هناء تُخرج ملابسها من الدولاب .
هذا.. لالالا.. طيب هذا .. نوو ..هذا جميل .. لالا لقدر رآنى به من قبل .. هذا جديد .. ولكن ينقصه شئ آخر .. إذن سوف أذهب لاختيار وشراء شئ جديد مناسب ,, يجب أن يرانى جميلة وكل شئ فيّ جميل , قضت هناء ذلك اليوم فى الشراء والتزين والإستعداد للقاء عادل , وكأنه يوم عُرْسها وفى المساء حدّثها صديقها الصدوق كامل ليطمئن عليها , أخبرته بآخر الأخبار والمستجدات وموعد لقاءها المنتظر فرح لفرحها وتمنى لها السعادة , مع التنبيه عليها أن تحدثه عندما تعود لكى يعرف ماذا حدث , لكى يقدم لها المشورة والنصيحة فقد كان كامل كالأم القلقة على إبنتها أن يفوتها قطار الزواج , كان يريد أن يطمئن عليها وعلى إختيارها فهو يعلم مدى وحدتها فى الحياة ,وإنها مجرد تلميذة تخطو أولى خطواتها بدون خبرة أو تجارب , كان دائم القلق والخوف عليها ودائم النصائح , مما كان يجعل هناء تضحك وتقول له أحيانى أشعر إنك أمى التى لم تلدنى , يضحك قائلا ( إنتى عارفة غلاوتك عندى وإنى أعتز بصداقتك و إخوّتك ,وخوفى عليكى لإنى أُدرك جيداً عدم خبرتك فى الحياة , وأردف ضاحكاً أيوة أمك وإسمعى الكلام ونفذى كل ما أقوله لكى )
وافقته هناء على كلامه شاكرة له هذا الإحساس الجميل الذى تفتقده فى أقرب الأقارب , لم تنم ليلها أخذت تتوسل للنوم يأتى حتى لايؤثر الأرق على بشرتها وعلى نفسيتها, ولكن هيهات أن يأتى النوم لمن قلبه وعقله فى سباق مع الفكر والتفكير .
أشرق الصباح بنوره وأشرق وجه هناء بالسعادة فاليوم يوم عيد لها فقط , الحياة أخيراً جادت بكرمِها وفاءت عليها بتخصيص هذا اليوم لكى يكون عيداً لها لايشاركها فيه أحد سوف تحتفل بلقائها بعادل, سوف تحيط بها السعادة من كل جانب وتحِفَها دعوات هامسة مِن أصدقائها أن يسعدها المولى , ويكون عادل من نصيبها , لبست هناء وتزينت بل تفننت فى تزيين نفسها , كانت جميلة كما خلقها الله و والسعادة التى بداخلها زادتها جمالاً فلم تكن فى حاجة للتزين , ولكنها عادة النساء ورغبتها فى أن يراها عادل جميلة وتطبع صورتها فى عينيه , فلا تفارقه جاء عادل قبل الموعد المحدد , إنها أعراض الإشتياق بلا شك هذا الحنين وهذا السباق مع الزمن لكى يرى الحبيب, لم يتكلم بل ترك عينيه تتكلم بالنيابة عنه , كأن حجم الإشتياق كان أكبر من الكلام , وأقوى مِن أى حروف , لأول مرة ترى هناء تلك النظرة فى عينيه كانت عيناه ترقصان فرحاٍ كفرحة طفل بلقاء أُمه بعد غياب , أسعدتها تلك النظرة إنها شهادة تأكيد على مدى حبه لها , سحب لها المقعد كعادته الجميلة التى كانت تسعدها وتشعرها بالرومانسية , طلب لها المشروب المفضل الذى كانا يتشاركان فى حبهما له
( وحشتينى )
كلمة واحدة لم يقل غيرها كمن وضع فيها كل شئ , الحب والشوق والحنين ووجع البعد وعذابه وسعادة اللقاء وفرحته , انتظرت أن يقول المزيد فلن تكفيها كلمة حتى ولو إختزلت كل المشاعر والأحاسيس فيها , ولكنه كعادته إلتزم الصمت وصمتت هى الأخرى بعد أن ردت عليه
( وأنت كمان وحشتنى)
بعد أن شٌربا العصير طلب الحساب ووقف ,قال
(تعالى نفطر)
, وكعادته لايستقر فى مكان هل هو عيب فيه وهل هو بذلك شخصية غير مستقرة ؟؟ أم كان يحب أن يذهب معها إلى أكثر مِن مكان , ويحتفظ بأكثر من ذكرى فى أقل وقت , لم تَرُد واكتفت بالوقوف ومرافقته إلى باب الكافيه , ركبت بجواره صامته تتصارع بداخلها أسئلة كثيرة وكلمات وحوارات وتساؤلات أكثر كلها علامات إستفهام , تبحث عن إجابة وهى على يقين بأنها لن تحصل على رد شافى يريح قلبها ويهدئ فكرها وعقلها .. ساد الصمت بينهما طول الطريق لم تعرف ماذا تقول أو بماذا تتحدث إختلطت كل المشاعر بداخلها فرحة وجوده بجانبها وعودة العلاقة بينهما كسابق عهدها , عودة السعادة لقلبها المشتاق لمن هجره ورحل عنه ,هل تعاتبه على مافعل بها وبقلبها أم تلتزم الصمت , آثرت الصمت وما هى إلا لحظات ووصلا المطعم كان قريباً إلى حد ما فلم تصمت إلا دقائق معدودة كان يصمت هو أيضا أو يشدو بأغانى مع صوت كاسيت السيارة , بلا شك هو سعيد مثلها ,
فتح لها باب السيارة ثم باب المطعم جلسا على أول طاوله فارغة قابلتهم ولكن هناء لم تشعر بالراحة فى المقعد , لعله التوتر الذى كان بداخلها قد إنعكس عليها , قامت وإختارت طاولة أخرى وجلست عليها , لحق بها عادل واستفسر عما فعلته ,
( مفيش حاجة الكرسى مش مريح هذا كل ما فى الأمر ) سكتت قليلا بعد هذا الرد جلس عادل على المقعد المجاور لها جلسته المفضلة أما هى فى كل مرة كانت تتمنى أن يجلس أمامها لكى تٌشبع عينيها منه , وجهات نظر وإحتياجات نفسية مختلفة لكل منهما , طلب الطعام بنفسه بعد أن سألها وتركت له الإختيار فلم تكن مهتمة بالطعام ولا بأى شئ إلا وجوده فى هذه اللحظة بجوارها, الدنيا وما فيها تشاركها فرحتها وسعادة قلبها ,قلبها يتراقص ودقات قلبها تتسارع وقلبها يعلو ويهبط بين ضلوعها ويوشك أن يقفز مِن مكانِه ,إنتبهت على يده وهى تربت على ظهرها بكل حنان
( مالك ياهناء لونك مخطوف كده ليه )
سألها وهو ينظر إليها نظرة حب وحنان …
ردت هناء وهى تتصنع إبتسامة باهتة فقد أخرجها من حلمها ( مفيش حاجة أصل أول مرة أفطر مع رجُل مِن زمان ) ضحكت وإكتفى هو بإبتسامة حنونة تحمل حنان يده التى تمنت أن لا تترك ظهرها . إنهمك فى تناول الطعام الذى لم يتخلله حديث إلا محاولة هناء أن تضع الطعام فى فمه فقد كان يسعدها ذلك, و يبتسم عادل لأن فى فمه طعام يبتلعه بسرعة لكى يتناول مابيدها , ( كُلى إنتى مابتاكليش ليه أنا ملاحظ إنك إما بتأكلينى أو بتتفرجى على الأكل مالك فيه إيه)
سألها بإهتمام …
أبداً والله مفيش حاجة
… ردت عليه بدون أن تخبره إنها قد وصلت حد الشبع بمجرد رؤيته , وحلاوة الكون كله فى فمها وهى تنطق بإسمه , والدم يجرى بسرعة فى عروقها نشاط وحيوية لمجرد لمح طيفه , الكون يمتلئ طرباً لسماع صوته يشاركها السعادة التى تشعر بها , إنتهيا من تناول الطعام وطلب الحساب مِن الجرسون , أعطاه بقشيشاً لا بأس به وانصرفا ممسكا يدها إلى أن وصلا السيارة , كان العرق يتساقط بغزارة من يدها التى بداخل يد عادل لاتعرف هل من فعل الحرارة التى سَرَت بداخلها ؟ أم هو الخجل فهى لم يمسك أحد قبله بيدها إنها تجربتها الأولى فى كل شئ , مشاعر وأحاسيس ودقات قلب ونظرات حتى لمس الأيادى وتشابك الأصابع, هذا التصرف الذى طالما شاهدته بين الأحبة وتمنته لنفسها أن تعيش تلك اللحظة , وتشعر بذلك الإحساس لَطالما تساءلت عن مشاعر الأحبة فى تلك اللحظة أم أنه شئ عادى ؟ , إنه ليس شئ عادى بالنسبة لها إنه يزلزل كيانها ويجعل قلبها يد ق بعنفوان رهيب كأنه ينخلع مِن صدرها , فتح لها باب سيارته جلست مواصلة الصمت الرهيب الذى يعتريها لأول مرة وهى برفقته , إنطلق بها قائلا ( هنروح نشرب شاى وأنا أشرب شيشة) ضحكت بداخلها وتساءلت لما يُكَلف نفسه هذا العناء لأكثر من مكان أما كان يكفى مكان واحد لكل هذا ماذا يريد بالتحديد مِن كل هذا ؟ سؤال كان دائم التردد داخلها وهو يتنقل بها بين المطاعم والكافيهات إستغربت لبعد المكان وكان الخوف لأول مرة يتسرب بداخلها وهى معه , أتراه يذهب بها إلى ما تخشاه ؟ أتراه حدد تلك اللحظة وقرر العودة مِن أجل هذا ؟ ولأول مرة تتمنى أن يأتيه إتصال يجبره على الرجوع مِن الطريق , خافت وإرتعدت فرائسها , خافت أن يرى خوفها , خافت أن يسألها عن إحساسها فى تلك اللحظة وهى التى لم تتعود على الكذب , هل إن سألها تصارحه؟ إنها ولأول مرة لاتشعر بالأمان معه , إنها ولأول مرة تشعر بغربة وهى بجواره , نَهَرت نفسها وحدثتها وهى توبخها , كيف تسرّب إليها هذا الإحساس الغريب , كيف سمحت لنفسها أن تخاف ممن كان لها كل شئ , ومم تخاف !!! منه؟؟؟؟ إنه الحبيب فكيف بالله سيؤذيها وهى لم ترى منه طوال مدة علاقتهما مايبين أنه يريد بها شراً , أو يؤكد لها إنه شهوانى أو مايربطه بها رغبة جسدية ونزوة ورغبة حيوانية …. لالالالالا لايمكن أن يكون عادل من هؤلاء لا يمكن أن يكون ذئباَ ماكراً أو صياداً ماهراً , إنها مخطئة بكل تأكيد وهى لن تسامح نفسها أنها فكرت فى عادل بتلك الطريقة السيئة , وصلا فى تلك اللحظة إلى كافيه فى أطراف المدينة سألته وكأنها تبحث عما يطمئن قلبها ويشعرها بالأمان , ( كيف عرفت هذا المكان البعيد) ضحك هل شعر بخوفها وملامح الشك التى تغلف سؤالها ؟ .. إن صديق لى يسكن هناك وأشار بيده إلى إحدى البنايات وأتيت هنا معه أكثر من مرة فحبيت ترافقينى فيه , أتاها رده يحمل الطمأنيه والشعور بالأمان وكأنه يقول لها إطمئنى فلن أوذيكى أبداً جلسا بعد أن سحب لها المقعد , وطلب لنفسه شيشة ولها شاى , بدأ يلاطفها ويحدثها بمرح كأنه قد شعر بخوفها , مد يده واحتوى بها يدها ,, مررها على وجهه ذهاباً وإيابا .. يااألله ما هذا الإحساس وماذا يفعل هذا المجنون إذن قد صَدَقت ظنونها وقد حانت اللحظة , ولكنه ترك يدها تنساب من يده وأخذ يشرب فى الشيشة ويحاول أن يقربها منها بمرح لعلمه إنها لاتعرف كيف تشربها , تنظر إليه نظرة عتاب , يضحك ويكمل سحب أنفاس متلاحقة وينفّسها ناحيتها , ترد عليه بإبتسامة تقطع سحب الدخان ببريق السعادة , يمد يده مرة أخرى يسحب كفها ياربى لا أستطيع تحمل هذا الفعل مرة أخرى أخذت تحدث نفسها وهى تنصبب عرقاً , إذن قد حانت لحظة المواجهة وسوف أواجهه وليحدُث مايحدث , فلست دُمية لِيُفعل بى مايُفعل وما يريده هو دون إعتراض منى .
سحبت هناء يدها من أمام شفتيه بعد أن طالتها نار قبلته وقالت بِحِدة
( أريد الحقيقة فما تفعله الآن لايكون بين الأصدقاء وإنما بين الأحباب وأنا لن أنساق وراء مشاعرى وأحاسيسى فقد أكون واهمة هل تحبنى؟؟؟)
قذفت بالسؤال فى وجهه وقد تخلصت مِن الحمل الذى كان يثقل على كاهلها , إنه السؤال الذى ظلت طوال عام تبحث له عن رد غير تلك التصرفات والأفعال التى تراها , تريد مايؤكد إحساسها التى كانت دائما ماكانت رنا صديقتها تشكك فيه وتقول لها أنتى واهمة فهو يعاملك معاملة عادية وقليل من اللُطف أنتى فقط التى تتخيلى أنه يحبك , لكم كان هذا الكلام يجرحها ويبكيها ويوجع قلبها , الآن فقط ستعرف هل إحساسها كان صادقاَ أم خدعها قلبها وصَدَقت رنا فى رأيها , لم تنتظر طويلا فقد جاءها رد عادل سريعا ومريحا ولم تتوقع أن تسمعه
( نعم أحبك ألم تشعرى بذلك ؟ أنتى فى قلبى هنا مشيراً إلى قلبه فقد عشقتك مِن أول وهلة رأيتك فيها )
وأخذ يدّها وقبلها ما أسعدها فى تلك اللحظة تباً لنفسى التى جعلتنى أرتاب فيه حدّثت نفسها بل وبختها كيف سمحت لنفسها أن ترتاب فى حبيبها , أين أنتى الآن يارنا؟ لكى تسمعى مالاتصدقه أذناى, وما تمنيت منذ عرَفْت عادل أن أسمعه لم تصدق هناء ماسمعته وما قاله عادل ظنت لأول وهلة أنها تعيش حلماً جميلا , حاولت جاهدة أن تتمالك نفسها من الفرحة ومايعتريها مِن نشوة تقتلعها مِن مكانِها , سألته مرة أخرى ماذا قلت؟ أتحبنى ؟ ولكنه لم يريحها إكتفى بإبتسامة قائلاً لقد قلت لك
, ( ليه البخل ده)
سألته بحزن …
أنا بخيل؟؟

رد بإندهاش

قالت ولمحة حزن خفيفة تغلف حديثها

نعم البخل فى التعبير عن المشاعر هو أسوأ أنواع البخل وأنا بعد ماسمعته منك وبعد إقرارك بحبك لى لن أقبل بهذا التقتير , فالعمر لن ينتظرنا كثيراً يجب أن ننهل من تلك المشاعر الجميلة التى لم أعشها مِن قبل , وقد آن الآوان أن أرتوى منها حتى أشبع فلا تبخل بها علىّ فإنى أحوج ما يكون إليها وخاصة أنها منك أنت ياعادل
, صمتت قليلا وقالت له أطلب لى حلوى
إنها فى قمة السعادة والحب إنها أسعد لحظات حياتها التى لم تحلم أن تعيشها , أتى الجرسون بالحلوى وكانت تتذوقها وكأنها تتذوق معها طعم الحب والفرح وتتبادل الملعقة مابين فمه وفمها , إنها تحلُم بلا شك , هل هى فى الجنة أم إنها فوق السحاب , تحلّق بعيداً عن الأرض لاتريد أحد يرى عادل حتى لا تتخاطفه العيون فهو لها فقط , وحدها هى حبيبته , وحدها هى من إختارها قلبه , يالهذا القلب الجميل الذى تسكنه , أصبحت محور إهتمام رجل وليس أى رجل إنه معشوقها , الذى يشغل خيالها ليل نهار , الآن سيكون هناك لحظات حب ورومانسية لطالما تمنتها وحلمت بها , الآن سيكون هناك أحاديث أخرى غير التى كانت , من الآن ستنام على حب وتستيقظ على حب, ستكون جولييت التى تنظر روميو فى كل لحظة , سوف تتغير أشياء كثيرة فحُب عادل لها شئ حقيقى وواقع وليس وهماً ولا محضْ خيال , خرجا من الكافيه يتأبط ذراعها ممسكاً بكفّها يضعه على قلبه , آآآه لتلك الرومانسية الحالمة , آآآه لهذا الإحساس اللذيذ , أإلى هذا الحد الحُب جميل ؟؟ فتح عادل باب السيارة وصعدت هناء بل طارت فقد كانت كالفراشة لا تحملها قدماها على الأرض وإنما كانت تطير بجناحى الفرحة والسعادة , لتستنشق رحيق الحب وعبيره ,ركبت بجواره تمنت أن لا تفارقه لحظة بعد أن إعترف لها بحبه , كلمة واحدة إكتفت بها عن كلام البشر أجمع , أربع حروف هم فقط الذين إختزلت فيهم كل حروف الهجاء واللغة العربية وكل لغات العالم , كانت يده تقود السيارة واليد الأخرى تمسك بيد هناء التى كانت تصبب عرقاً بداخل يده , ضحك عادل ونظرإليها قائلاً…
( هل هذه هى دقات قلبك التى أسمعها أم ماذا ؟؟؟) إبتسمت فى خجل فهى المرة الأولى لها فى الحب بل فى العشق والوله , أكمل عادل حديثه ونظر إليها
( أعلم إنه حبك الأول كما قلتى يابختك)
إندهشت هناء من تلك الكلمة وردت بسرعة عليه ..
(يابختى؟؟؟ بل قل يابختك أنت فقد ملكت قلب ينبض لأول مرة لك وحدك ولن ينبض لأحد غيرك , يابختك أنت لأنك ليس لك شركاء فى هذا القلب لاسابقون ولا لاحقون , أما أنا فأعلم أن قلبك قد كان مثل سيارة الميكروباس التى تحمل أكثر من حمولتها , أعلم أنه قد أُنهك من حُب الكثيرات وعذابهن وقد يكون به بعض الألم مازال بداخله, وقد تكون هناك من تنزوى فى ركن بعيد فيه , وتشاركنى فى قلبك وتشغل معى بالك!!!
رد

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى