ط
مقالات وأعمده

كلنا فاسدون … !!!

 

بقلم محمد ماهر

كلنا فاسدون جمله في مشهد تمثيلي عبقري من إبداعات الأداء لفنان مصر الأسمر الراحل أحمد زكي من فيلم ضد الحكومه و الذي كان يعالج أحد فروع الفساد المنتشر في أرجاء الكون و يزيد كلما إتسعت بؤرة الفقر و الحاجه لدى الكثير من الشعوب خاصة شعوب العالم الثالث .. و إن كنت ضد إيجاد المبررات في إرتكاب الخطايا و تعليقها على شماعات العوز و الظروف إلا أنها في واقع الأمر حقيقه تدفع أصحاب النفوس الضعيفه لإرتكاب الفظائع بمبررات قد تكون مقنعه حتى لمنصات المحاكمات .

وفي مصرنا الحبيبه تظل أصابع المفسدين تنهش في جسد الدوله ليشرب من بقايا هذا الجسد أمر الشراب لمن لا يعرف أن يكون فاسدا أو مفسدا .. و إن كان الفاسدون و المفسدون مثل البالون يطفو على الماء فيعطي إيحاء أن الفساد هو الأكبر والأكثر إلا أنه على النقيض تماما لأن الشرفاء هم الفقراء و هم الغالبيه العظمى و لكنهم غير ظاهرون لأنهم قبلوا أن يظلوا في القاع مكتفين بالمشاهده وراضين بما قسم لهم . وقبل أن نتحدث عن أي أفه تواجه أي مجتمع علينا أن نبحث عن أسبابها لضمان إيجاد سبيل علاجها و إقتصاص جذورها من العمق حتى لا تعيد إنتاج أخرين ..

وإذا كان الطمع والعوز والحاجه وحب الذات و تفضيلها على الفضيله نفسها أسباب لوجود الفاسدين .. فالتجاهل والشعور بالأمان في عدم الحساب وتأخير تحقيق العدل أسباب أقوى في إستمرار الفساد و نموه و إنتشاره .

ومع شعار محاربة الفساد الذي رفعته الدوله المصريه منذ سنوات .. ومع سقوط العديد من المفسدين والفاسدين ومع الإعلان عن قضايا الفساد المضبوطه والتي يصاحبها ثناء و شكر على يقظة الدوله وأجهزتها .. أستطيع أن أؤكد أن الفساد مرض ينتشر و يزيد إنتشاره بالتوازي مع الحمله التي تشنها الدوله لمحاربته .. لأن الدوله و ببساطه شديده تهتم بالقضايا الكبرى التي تؤثر سلبا و بشكل مباشر على إقتصادياتها هي فقط .. بينما هناك عصابات كبيره لا تظهر و لا تؤثر في فسادها إلا على قطاعات من المواطنين ومع يقين الأجهزه و الجهات الحكوميه بأن هناك أماكن يكسوها الفساد فإنها تدير ظهرها لها و لا تهتم بالقضاء على ممارسي الفساد مادام لا يمسها شخصيا .

إذا كان الفساد و الإفساد أمر واقع ومحاربته شعار مشروط فالأن أقول و أنا مطمئن ” كلنا فاسدون “.

زر الذهاب إلى الأعلى