ط
مسابقات همسهمسابقة القصة

كنتُ أتمناك..مسابقة الخاطرة بقلم / نهال خيرى من مصر

كنتُ أتمناك صبيًّا يلعب مع البراءة الطفولية فى حنوٍ غامرٍ،ويعصف كيانى الصغيرِ مؤكدًا حبّه لى فارضًا نفسه علىَّ.

كنتُ أتمناك فتىً يأخذنى بين ذراعيه ،يطوِّقنى بحنانه ؛لأكون كالريشةِ فى مهبِ ريحِه العطرِ.

كنتُ أتمناك شابًا يفهم قلبى، يحترم وجدانى، يسمع خفقات حبى، ويحسنى أنثى متوَّجةً بين الورودِ الشذيّةِ.

كنتُ أتمناك رجلًا يحمينى من كل عواصف الحياة وبراكينها ؛لتحملنى إلى عالمِ الملائكةِ الوضَّاءةِ الباهرةُ بأنوارها.

كنتُ أتمناك صديقًا قبل أن تكون حبيبًا أعلّقُ عليه كلَّ آمالى وأحلامى؛ ليأخذ همومى يطوّحها فى هباء الهوى.

كنتُ أتمناك سارقًا قلبى بالقوةِ لتضعه بين ضلوع صدرك، وتحافظ على مودته متقربًا له رغم أنفه لتنافسنى فيه.

كنتُ أتمناك خاطفًا وجدانى لتسلبه منى؛ فتضعه فى قفصٍ وردى حالم، ليس له مفتاح وليس له باب.

كنتُ أتمناك صعلوكًا يقف على أبوابِ الحب الحقيقى النادر فى وجوده،والعالق فى شجرات العشق المتلألأة.

كنتُ أتمناك غازيًا كل حصونى محطّمًا جدرانى، عابدًا حبى، مُزَلِّلًا لصعابى، ذليلًا، راكعًا لحبى لك الذى يتجسَّد فىَّ.

كنتُ أتمناك فارسًا لأحلامى ممتطيًا جواد عشقك؛ لنتلاحم سويًّا فى ملاحم الهوى الأسطوريَّة، مُحوِّلًا إياها إلى حقيقة.

كنتُ أتمناك محاربًا كل ما يُنهى هوانا، مُكسِّرًا كل حدود الأنا بيننا، جامعًا إياها؛ لتصبح أنا فريدة، خافيًا كل العيون التى تطاردنى.

وكيف كنتُ أتمناك حبيبًا عاشقًا معشوقًا

ولم تعرف أن تكون

صبيًّا..فتىً…شابًا….رجلًا…..صديقًا……سارقًا……..خاطفًا……….صعلوكًا………..غازيًا……فارسًا……….محاربًا.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى