ط
كتاب المجله

كوكب الأرض التعليمى بقلم : علا العلمى كاتبة و محاضرة فى التنمية البشرية و الذاتية


علا
أهلا و مرحبا بكم على كوكب الأرض التعليمى .. و على السادة المسافرين معنا اختيار طريقة وجودهم عليه إما بالصعود أو الهبوط عليه …!!!
إما الصعود بحياتهم على درجات النجاح أو الهبوط بها على دركات الفشل فى الحياة ..و إليكم إجراءات السلامة على كوكب الأرض التعليمى …
على كوكب الأرض يعيش كل الناس فى “فصل مدرسى ” أو ” دورة تدريبية ” وفى هذه الفصول المدرسية الى جانب كل المواد العامة مواد محددة كل التحديد لابد من إتقان تعلمها على وجه الخصوص ومثالها : الحب و القوة والمروءة والنجدة والجرأة و النزعة الإبداعية و….
وعلى قدر ما يكون الإنسان مجتهد فى دروسه وعلى قدر إتقانه المادة التعليمية ينهى ” عامه الدراسى” بتقدير جيد أو أقل جودة و يرتقى الى الفصل المدرسى التالى أو يرسب ويظطر الى إعادة “الفصل” .
وفى كل يوم ننطلق فيه عند الصباح لنتمكن من أداء فروض واجباتنا اليومية والمطالب المتعددة الجوانب ” ندخل عندئذ هذا المركز التعليمى والتدريبى لنكتب معرفة جديدة ولنتدرب على أن نكون لائقين للكفاح ولمهمات الحياة .
وفى كل يوم بلا استثناء وحتى نهاية حياتنا نرتاد هذا المركز التعليمى والتدريبى أينما كنا وسواء أكنا فى البيت أم فى الحياة المهنية أم فى أوقات الفراغ أم فى الأجازة .ففى كل مكان وفى كل زمان يكون هناك “وقت تعليمى” ما دمنا غير نائمين أو فى حالة راحة .
وفى كل يوم تتاح لنا الفرصة للمشاركة فى التعليم الذى يجعله المركز التعليمى والتدريبى الذى يشمل العالم جاهزا لنا ونحن نحسن صنعا حين نرتاد مكان التعليم ونشارك فيه بهمة ونشاط إذ يحسن بنا أن نبلغ هدف الفصل المدرسى بل ما هو أكثر من ذلك بعد وهو الوصول إلى نتيجة حسنة قدر الإمكان .
وكما هو الحال فى كل مدرسة أو جامعة توجد أثناء السنة الدراسية اختبارات أو واجبات مدرسية نستطيع من خلالها أن نقرر بأنفسنا مقدار طاقاتنا فى التعلم أيضا وهل فهمنا المادة التعليمية ..وهذه الاختبارات تتماشى مع أحداث أو مواقف محددة فى حياتنا تتحدانا الى أقصى الحدود مسألة التغلب عليها أو التمكن منها وهى صعبة دائما لدى الوهلة الأولى شأن كل اختبار أو كل واجب مدرسى أيضا و كثيرا ما تجعل ” العرق يتصبب منا ” .
ومن هذه الاختبارات أو الواجبات المدرسية على كوكب الأرض التعليمى …
عندما تكون عقدت عقدا تجاريا هاما ثم يلغى فجأة ويجعل حساباتنا تنقلب على عقب ..
ويمكن أن يكون هذا حادثا ينطوى على أضرار دائمة لواحد من أحبائنا
ويمكن أن يكون هذا إدراكنا أن شريكنا /أوشريكتنا يخدعاننا مما يحدث فينا أعمق الجروح ويضعنا أمام خيار هو أن نكافح أو نغادر الآخر
ويمكن أن يكون هذا مناقشة عنيفة ندخل فيها وتخرجنا عن توازننا وتوشك أن تدفعنا الى تصرف لا نستطيع أن نقدر نتائجه .
وهنا .. يطرح علينا سؤال كيف يفترض أن تواصل الحياة مسيرتها ؟!
ومن حيث المبدأ نستطيع أن ننطلق من منطلق أننا نكون فى إطار مثل هذا الموقف الذى يمثل اختبارا او واجبا مدرسيا عندما تنتهى الأمور فى حياتنا الى وضع خطير العواقب تماما أو عندما يقع على كاهلنا عبء موقف معين من مواقف الحياة ويثقل علينا كثيرا .
ومن المؤسف أن كثيرا من الناس الذين يوجدو فى مثل هذه المواقف ويعانون منه لايعون فى كثير من الأحيان أن المسألة تتعلق بدرس تعليمى ينبغى التمكن منه بل يسخطون بدلا من ذلك على الحياة وعلى القدر الذى لايريد بهم خيرا ويلومانها ويتأفون على أنفسهم ويتفجعون أمام البشر الذين يعيشون بينهم على سوء أحوالهم ويستمتعون بالاهتمام الذى يبديه هؤلاء حيالهم .
ومع ذلك فلا يمكن بهذه الطريقة التمكن من درسى تعليمى أو اجب مدرسى بل تكون نتيجة امتحان “التلميذ” رديئة بسبب “المرض” واذا امتد المرض على مدى زمنى أطول فسوف يواجه خطر عدم تحقيقه هدف الفصل المدرسى .
وعندما ينظر المرء حوله فى مجتمعنا يجد قدرا كبيرا من “التلاميذ المرضى” الذين هجروا عملية التعلم وهم يشتغلون بدلا من ذلك بألوان أوجاعهم وتوعكهم .
و لتتصور الدروس التعليمية كأنها حواجز آلية وفى وسعك الآن أن تتوقف أمام كل حاجز مغلق وتشكو من أن الطريق مسدود أمامك بسبب الحواجز .
وفى وسعك أن تحاول رفعها بالقوة لتتسلل من تحتها ولكن هذا هو الأمر الذى لا توفق إليه على الأغلب غير أنك تستطيع أيضا أن تتوقف أمام الحاجز المغلق وتسأل عن طريق كشك الهاتف حارس الحاجز عما يجب عليك عمله لكى يرتفع الحاجز فربما يطلب منك كلمة السر أو أداء خدمة معينة .
وعندما تقول الكلمة أو تؤدى الخدمة يرتفع الحاجز بصورة آلية من جديد وتستطيع أن تمضى فى طريقك إذ لم تضيع وقتا ولم يترتب عليك أن تبذل طاقة من دون ضرورة .
لـــذا ..” عليك بحل مسائل التعليم الخاصة بك فى هذه الحياة ولتتعلم دروسك ولتقدم على ماهو صحيح وسوف ترتفع كل الحواجز المغلقة بصورة آلية ” .
ولسوف يساعدك رد فعلك الذى لا يتأخر على أن لا تضيع وقتا ثمينا من أوقات العمر أو طاقة من طاقاته ويحدث لديك الشعور بأنك المدير و الأستاذ فى حياتك أنت .
وهنالك تقف على طرف النقيض من أولئك البشر الذين يتمركزون حول معاناتهم هم ويتعهدونها بالرعاية وينفقون من أجلها الوقت والطاقة الثمينين وينتابهم الشعور بأنهم لعبة فى أيدى قوى خارجية .
وفى وسعك أن تصل بتدبير حياتك وطاقاتك الى المستوى الأمثل والى المدى الذى يجعلك تمضى فى الحياة بوعى يقظان و تميز كل دروس تعليمية مخصصة لك على الفور و تحل مائلها و أنت بعد فى البداية بدلا من أن تتورط فيها كما يتورط المرء فى شرك .
وإليكم التدريب الذى سيساعدك فى تعلم دروسك و اجتياز مدرسة الحياة بنجاح:
فكلما وجدت نفسك فى موقف يشغلك كثيرا ويثقل عليك أو يعذبك أيضا بالمعنى الصحيح للكلمة سيكون فى وسعك أن تنطلق من منطلق أنك موجود فى إطار درس تعليمى لم تحط بعد بمضمونه و ربما لم تلاحظ بعد حتى الآن انك موجود ضمن اطار درس تعليمى .
خذ لنفسك فترة توقف من 10 الى 15 دقيقة و انسحب الى خلوة فى مكان هادىء و لتغمض عينيك و لتنتفس بضع مرات شهيقا وزفيرا و لتركز على تنفسك .
و لتجب الآن على سؤال : ماذا ينبغى لى أن أتعلم من هذا الموقف ؟
وما الذى يريد هذا الموقف أن يدخله فى حيز الوعى عندى ؟
انظر الآن الى معلمك الذى ربما كنت تعتبره فى الأغلب اقرب الى ان يكون مزعجا معاكسا و لكنه معلمك فى الواقع . ماذا يريد ان يعلمك ؟ وما الذى يريد ان يدخله الى حيز الوعى عندك ؟
وهنا إذا رضيت بالحياة معلّما … فلا تكن تلميذا غبيًّ ..!ا أحفظ درسك جيدآ حتى لآ تضطر آلحياة …. أن تعيده لك ولكن ستكون بلا رحمة ..
وبعد أن أصبحت تعرف ماذا ينبغى لك أن تتعلم تستطيع الآن أن تقرر أن تحول المادة التعليمية الى داخل نفسك و أن تغير ما يجب تغييره و تتمكن بذلك من الدرس التعليمى واجتياز مدرسة الحياة بنجاح على كوكب الأرض التعليمى ..
وعندما يبدو أن كل شئ يعاندك ويعمل ضدك تذكر أ ن الطائره تقلع عكس اتجاه الريح لا معه … اتمنى لكم رحلة موفقة الى كوكب الأرض التعليمى ..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى