ط
الشعر والأدب

لاتنسوا من رحلوا ..قصيدى للشاعر العراقى / عقيل الساعدى

لا تنس من رحلوا

‎حوراءُ جاءتْ وقلبي الصبُّ في المحنِ
‎قد أصبحتْ همسةً من غابر الزَمَنِ

‎الكأس في يدها والزهر طوّقها
‎تبدو كأغنيةٍ في صوتها الحسنِ

‎مِثْلَ النجومِ أتتْ ليلاً تسامرني
‎لتمسحَ الدمعَ عنْ روحي وعن بدني

‎قالت تعاتبني في ليلةِ الحلمِ
‎قدْ مرَّ شهرٌ ولمْ تحضرْ لتؤنسني

‎الروح قتلى ومن عينيك مرقدها
‎يا منية الروح اقبلْ كي تقبلني

‎لا زلتُ أذكرُ ثغراً كانَ يلثمني
‎فأنتَ عشقي في سري وفي علني

‎قل ليْ وهلْ بقيتْ في قلبكم صوري
‎آمْ إنّهُ الدهرُ يُنسي ساكنَ الْكَفَنِ

‎إنّي على العهدِ لا أنسى مودّتكم
‎لكنّهُ الموجُ يخفي راكبَ السفنِ

‎لا تجعل الدهرَ يفني ذكرَ مَنْ رحلوا
‎إطلقْ سلامكَ لي إِنْ شئتَ تسعدني

‎لمْ تدرِ يا سامعي قدْ بتُّ في حَزَني
‎لولا زيارةُ مَنْ قد جاء يذكرني

‎قضيت عمري والآهات ماهدات
‎ياقبلة العمر انت اليوم تنقذني

———-

‎‏‎يا ويلتي يوم قالـت لـي تودعني
‎‏‎والدمع في خدها قد سَحَّ في شجنِ

‎‏‎يا متلفي ما راينا فرحة ابدا
‎‏‎ولم نعش ساعةً فى روضة الوطنِ

‎‏‎الموج يكتمُ أنفاسي ويغرقها
‎في لجّةِ البحر والأحلامُ تسعفني

‎قد يسألُ الناسُ عني يوم فرقتنا
‎‏‎والنفسُ في غربةٍ ما راقها سكني

‎‏‎جسمي طريحٌ وروحي عندكم قُتلت
‎‏‎فالروح في كفنٍ والجسم في كفنِ

‎هل تعلمين بان البعد مزَّقني
‎‏‎ادنو إليكِ ونارُ الشوق تحرقني

‎‏‎اسمعْ قتيلَ الهوى وافهمْ حكايتهُ
‎قد قال في المٍ ويحي وَيَا حزني

 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى