ط
مسابقة القصة القصيرة

مؤامرة.مسابقة القصة القصيرة بقلم / احمد السباعي المغرب

الاسم: احمد السباعي
الدولة: المغرب
المدينة: السمارة
الهاتف الجوال: 0652694428
الفئة:قصة قصيرة
[email protected]

بعنوان: مؤامرة

يصيح الديك و الليل لم يسحب بساطه بعد، فيتقلب الشيخ في بطانيته تحت ضوء النجوم الخافت. يفتح الطفل عينيه المظلمتين ويمسح عنهما النوم، و يقوم متوجها صوب الدهليز الكبير حيث الشيخ و زوجه نائمان. يتسلل إلى الزريبة على طرفي قدميه الحافيتين؛ إذا استفاق أبوه فسيقول له إنه ذاهب ليقضي حاجته. يفتح باب الزريبة فيسمع خطوات الخروف تتراجع إلى الوراء، “لا تخف”، ثم يدنو من رباطه فيفكه، و يفتح الباب الخلفي للزريبة. يتردد الخروف قليلا، ثم ينطلق في هدوء.. آه لو استيقظ الشيخ..

يرجع الطفل إلى حيث يرقد إخوته الثلاثة، و قد قضى حق صداقته.

يخرج الخروف إلى الفضاء الفسيح متسارع الخطوات، شاكا في أمره و أمر الطفل، إلى أين سيذهب؟ يتذكر أنه لم يأكل منذ أمس حين قدمتْ له للاّ صاعَ حناء يابسة. تلمس حوافره الأرض فيشعر بأن عشبا ما هناك.. إنها خبيزى، شمه يكاد لا يخطئ ! يمشي متثاقل الخطو، يرفع رأسه و قد قضم الكثير من الأوراق الخضراء الندية. يتذكر أنه هارب.. فماذا لو استيقظ الشيخ؟ يحاول أن ينسى.. و يمشي في تؤدة بعد أن عثر على أوراق خبيزى أخرى، إنها ألذ من الأولى !

لم يشعر إلا و حاجب الشمس يطلّ من على التل القريب من البلدة. و ها هو صياح الديكة يكاد يفضحه: خروفا وحيدا، لا بد أنه هارب.

ها هي ذي قطعان الماشية تغطي السهل، فكّر أن يهرب إلى الغابة، لكنه تذكر عنزة ساغان فتراجع.. لم يترك له قطيع الغنم خيارا حين وجد نفسه محاطا بالماشية من كل جانب. فشغله خوار الفحول، و تسابق الشياه على الأعشاب الناتئة عما كان يفكر فيه.

كان آخر ما يتذكره تلك الكلمات التي دندن بها الشيخ في أذنه – أو خيل إليه – ملطخةً بلون أحمر على جلابية صديقه الطفل الذي لمعت على خده دمعة و شيء من أسىً.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى