ط
كتاب همسة

الأدب و الادباء عند المصريين القدماء .بقلم / الباحثة الآثرية/ميرنا أيوب

كتبت الباحثة الآثرية/ميرنا أيوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك أن الأدب هو أحد أهم ألوان الفنون بأنواعه المختلفة، فيعد المرآة العاكسة للفكر الإنساني، فمن خلاله تنعكس لنا المعتقدات والأفكار الخاصة بمجتمع ما، كما أنه سجل تاريخي هاام تتجلي فيه القيم المجتمعية والأحداث السياسية والمعتقدات والأفكار الدينيه، ويعد المصري القديم الفيلسوف والمعلم الأول الذي أنبثقت ونشأت على يديه هذه الفنون والعلوم.
ومن خلال دراسة النصوص الأدبية التي خلفها لنا المصري القديم تتضح لنا مدي براعته في الإنشاء وجمال الأسلوب وبلاغتة، فكانوا يقدرون الأدب حق قدره ويعجبون بالكلام الجيد والقول البليغ، فيرون أن الاجادة في التعبير فضلا يمتاز به المرء ويعتبرونه ثروة ثمينة تعن علي المنزلة الرفيعة والدرجة العالية، فقد أدركوا قيمة الكلمة وما لها من آثر وما تتيحة البلاغة والفصاحة من حسن التصرف والإمساك بزمام الأمور، فكانت واحده من مقومات القيادة القوية والزعامة النافذة، ويعد النص الأدبي الذي خلفه الملك الاهناسي لابنه مري كارع وهو يعظه فيه خير شاهدا ، حيث يعظه قائلا: ” كن مفتتنا في الكلام، قديرا فيه، مالكا لناصيته حتي يعلو شأنك وينبه ذكرك، فقوة المرء في لسانه، والكلام أقوي من الحرب والقتال، أن الرجل الفطن لا يهاجمه أهل العلم..”.

وقد كان هذا الادب أدباً متنوعاً يعبر عن معاني كثيرة، فتم تقسيمه إلى عده فنون تضمنت الآتي:-
أولا:- أدب القصه :-
كان المصري القديم أقدم وأول من عرف الادب القصصي بل برع في صياغتة، فكان منه ما يصور واقع حياته وآخر أسطوري خرافي يهدف إلى العبرة والعظة ولعل أبرز هذه القصص وأشهرها على الإطلاق؛ قصه خوفو والسحرة، القروي الفصيح، سنوهي، ون آمون، أسطوره هلاك البشرية وأسطورة البهتان والصدق..).
– أدب الحكم والتأملات:’-
كان لمصر السبق في معرفة هذا اللون من الأدب؛أدب الحكم والتأملات، فقد أشار الدكتور عبد الحليم نور الدين رحمه الله في أحد محاضراته عن الأدب “أن أدب الحكم الصادر عن الحكيم آمون ام أوبت ، كان مصدرا لسفر الامثال، وهذا ما يؤكد فضل المصريين علي العبرانيين في تكوين جانب كبير من ثقافتهم عندما بدأوا في القرن الثالث ق.م بكتابة بعض أجزاء من كتاب العهد القديم ” ، وكان من أبرز الكتاب الذين تركوا لنا إرثا عظيماً من هذه التعاليم والنصائح الغاليه:- تعاليم الحكيم بتاح حتب وتعاليم كاجمني من الدولة القديمة، تعاليم 《مري كارع 》 من عصر الانتقال الأول، تعاليم أمنمحات لابنه سنوسرت، تعاليم خيتي وتعايم سحتب ايب رع من الدولة الوسطي ، وتعاليم آني وأمنموبي من الدولة الحديثة.
ولم يقتصر الأدب لديهم علي هذا فقط، فقد تركوا لنا العديد من الكتابات في الإصلاح السياسي لعلاج ما تفشي من مساؤي وما ساد من فساد ، كما صاغوا الأناشيد والأغاني لاسيما أشعار الحب والغزل وخير مثال علي ذلك برديه شستر بيتي المحفوظة بالمتحف البريطاني.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى