ط
مقالات بقلم القراء

محمد سعد يكتب : هل الديون الخارجية عبء على الدولة أم تباطؤ اقتصادي

 

لا شك أن ارتفاع الديون الخارجية تؤدي إلى تزايد معدلات التضخم لما تشكله هذه القروض والمديونية المترتبة من ضغط على القدرة التنافسية للصادرات

ويؤدي تخفيض قيمة العملة استجابة لضغوط الأطراف الدائنة إلى تدهور القيم الحقيقية للمدخرات مما يضطر العديد من الأفراد إلى إيداع أموالهم في الخارج ويسبب أحد أهم أسباب ظاهرة هروب رؤوس الأموال إلى الخارج خوفا من خسائرها

فهنا التأثير السلبي للديون الخارجية على القدرة المالية والاستيرادية للدولة ومنها الدول العربية قد انعكس على عمليات الاستثمار المطلوبة لتحقيق أهداف النمو المتسارع الذي تتطلع إليه اقتصادات العالم كلة

ويتمثل هذا التأثير السلبي في كون أعباء المديونية الخارجية تستحوذ نسب عالية متراقمة من الناتج المحلي الإجمالي وتشكل إنقاصا للموارد المالية التي كان من الممكن أن تتجه إلى الادخار والتوسع الاقتصادي

 

وكلما ارتفعت خدمة الديون الخارجية يشكل عبئا على النقد الأجنبي المتاح لتمويل الواردات الاستثمارية

ومن الطبيعي أن يواكب ارتفاع خدمة الديون ضغط على تمويل هذه الواردات مما اضطر بعض هذه الدول إلى تأجيل تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية المبرمجة ضمن مخططات التنمية وإلى تخفيض معدلات الاستثمار المستهدفة مما يؤدي إلى تسريح العمال وتزايد البطالة وما إلى ذلك من انعكاسات على المجتمع

إلا أنه من الضروري التذكير أن العيب لا يكمن في مسألة استيراد رأس المال الأجنبي وإنما الأهم هو طبيعة واستخدامات هذه الأموال وما اخرة ولذلك لعب رأس المال الأجنبي دورا أساسيا في تطوير الدول المتقدمة نظرا للاستغلال الأمثل لهذا العنصر مما ساعد على خلق فوائض مالية أخذت تصدرها إلى البلدان النامية. أما بالنسبة لمعظم الدول النامية ومن بينها الدول العربية فلم يلعب رأس المال الأجنبي الدور الذي كان يجب أن يلعبه في تنمية هذه الدول مما أوقعها في مديونية خانقة لها آثار اجتماعية وسياسية لا تقل خطورة عن إثارة الاقتصادية

 

وهنا أدى تخلف اقتصادات الدول النامية بصورة عامة وتفاقم حدة الديون الخارجية على وجه الخصوص إلى مزيد التبعية للدول المتقدمة الدائنة التي أصبحت تتحكم في مسارات التنمية في الدول وتأخذ هذه التبعية أشكالا وأنماطا مختلفة منها التبعية التجارية والمالية وتستحوذ الديون على نسب عالية من الناتج المحلي

المحلي الإجمالي في الدولة وتشكل إنقاصا للموارد المالية التي كان من الممكن أن تتجه إلى الادخار والتوسع لحين انقاذة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى