ط
الشعر والأدب

محو من الذاكرة .قصة قصيرة بقلم / أحمد عبادة القاضى


محو من الذاكرة :
عندما تقابل الرجل بالصدفه مع أخر ينتمى الى قريته التى تركها منذ نعومة اظافره ، وصارح الرجل بانه ينتمى الى نفس القرية ، وان اباه قد تركها منذ زمن بعيد ، سعيا وراء حياة أفضل فى القاهرة ، أحس الرجل الآخر بأن صديق الصدفه ربما يود بدافع الحنين الى الماضى البعيد ، أن ترى عيناه مسقط رأسه ، كان هناك ألم دفين غامض يدفع رجلنا الى السعى وراءه ملامح وجه بشع شرير يتبدى له فى أضغاس احلامه ، يتحداه ويستفّزه ويدعوه للمواجهه ، كان يخّمن بأن هذا الوجه ربما كان وراء سر هروب والده من بلدته … ماذا حدث لوالده ، الذى لم يخبره بشيئ ، وهاهو قد وصل الى القرية ونزل بها ضيفا على صديقه ، وماهى الا ايام حتى فوجئ بانه امام الوجه العبوس الشرس ، لكن الزمن قد حفر فى وجهه اخاديد عميقه وعلت سماته وقسماته الهزال والعجز ، واستطاع بعد محاولات عديده أن يصل الى الحقيقة التى كانت تؤرقه ، لقد كان هذا اللص يود أن يتزوج من عمته ، وهى الان تعمل مدير عام باحدى الشركات ، ومتزوجه ولها ابناء ، لكنه كان حينئذ يطاردها ليل نهار ، فلم يجد والده سبيلا الا الهروب باسرته ووالداه وان يواجه المخاطر وشظف العيش حتى وقف على قدميه ، وعندما هرب والده استولى اللص على منزله وقطعة الارض التى كان يتعايش منها ، اخبره بذلك قريب له من عواجيز القرية الباقون على قيد الحياه ، كما اخبره العجوز بان اللص قد فقد كل مالديه من مال وباع المنز والارض التى استولى عليها ، واوصاه بان لايحاول احياء الماضى الاليم ، لكنه اخبره بان منزل اسرته مغلق ومعروض للبيع ، فاشتراه ، واشترى ماضيه ، وقبل ان يغادر القرية ويعود الى القاهرة ، استمع الى الرجل العجوز قريبه يحكى له قصة عجيبه ، لقد تحرش احد الشبان بابنة اللص ، ولم يستطع رده ، من ثم فقد غادر القريه .، عندئذ أحس الرجل بان الهم قد انزاح ، وانه لم يعد يتذكر الهاجس الذى كان يؤرقه ، وقد انمحى من الذاكرة .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى