ط
مسابقة القصة القصيرة

مداعبات شيطانية.مسابقة القصة القصيرة بقلم / أحمد فتحى رزق من مصر

مداعبات شيطانية
أحمد فتحى رزق /  [email protected] والإشتراك عن قصة قصيرة

وبعد أن أفلتها  قطار الزواج برغم عائلتها الكبيرة وجسدها الممشوق ووجهها الصبوح . وحيدة . دلوعة الجميع . عملت مع والدها ذو المنصب الرفيع فى إحدى الهيئات كمساعدة فى مشروع ضخم . ونالت من الجميع القبول والإحترام .

تقدم لخطبتها الكثير ولم توفق أبداَ . هذا اللغز المحير للجميع دائما . صحبتها الوالدة لإحدى العرافات فى أحد أحياء القاهرة الفخيمة .  وبعد أن سمعت منهما أوصتها ببعض البخور وأنواع من العطارة وكتبت لها ورقة صغيرة كحجاب تعلقها تميمة  فى سريرها  لبلوغ المراد والحصول على العريس المناسب .

ومر الوقت القليل حتى حضرت زميلة لها بالعمل لتخبرها بأن لها أخ تخطى سن الزواج أضاع وقتا كثيرا فى السفر للخارج دون جدوى حيث هوايتة التى أحبها وحماقة ورعونة الشباب  ويرغب الآن  فى الإستقرار فى مصر وتكوين أسرة .  وإذا وافقت ستكون سعيدة جدا .

ورحبت على الفور وأبلغتها الدعوة فى أول أجازة أسبوعية . وعندما علم بذلك لم يصدق نفسة فكم هو مشتاق لهذة الزيجة . وحضر لمنزل العائلة فى إحد الأحياء القريبة من منزل جدة حيث القاهرة الفاطمية وإستقبلة الجميع بحفاوة بالغة . فتكلم عن أحوالة وعملة وظروفة المالية المتعثرة . إلا أنهم لم يعطوة الفرصة ليكمل حديثة . مرحبين بأن لهم نظرة فى الرجال  وأبلغوة على الفور بالموافقة وفرح الجميع وفرحت العروس وأسرتها فرحة يشوبها الحذر بتحقق نبوءة العرافة بهذة السرعة الغير معتادة .

وإتفقا الأهل على موعد للخطبة والقران وتم ذلك بدعوة الجميع لدار الإفتاء وإكتفى العروسان بهذة التهنئة داخل القاعة على أن تكون هناك حفلة ضخمة يوم الزفاف بعد الإتفاق على كل التفاصيل فى ضوء ظروف الرجل المالية . وفى غمرة الأحداث وزيارات العريس المتكررة لمنزلها  بدأ يشعر بجو خانق و قاتم غير مريح . أشبة بالأرواح الشريرة عندما تحوم حول شخص أو مكان ولم يلقى بالا . لأنة سيذهب لمنزلة بعد الزفاف . وتم تجهيز شقة الزوجية طبقا للقانون الجديد والكل متحمس ويريد إنجاز الأمر .

فبدلا من عودتة لمنزلة يذهب للعروس للسهر والسمر والتعرف على جوانب وأبعاد الأسرة التى سينضم إليها قريبا . وذات يوم نام الجميع أثناء زيارتة لمنزل العروس . وأمام أحد الأفلام المثيرة . جلسا منفردين فى إحدى الغرف ونظرات تلاحق النظرات وشوق ورغبة .  وبرغم أنها متزوجان إلا أن الرجل لم يكن يريد أن يلمسها قبل الدخول عليها رسميا أمام الجميع .

فإقتربت منة أكثر فأكثر حتى إقترب هو الآخر وتبادلا القبلات والأحضان فكانت رقيقة كملابسها وكان رجلا كما ظهر فى جذبها إلية فى حنوة وشبق  وإستمتعا بوقتهما كثيرا حتى ظهرت علامات اليوم الجديد بالمسجد المجاور حتى تم المراد وبعد أن أفاقا من سكرتهما وجدا بقعة تشير لفض غشاء البكارة على ملابسة المتبقة .

 

 فإنتفض غاضبا ملتقطا ملابسة وظل يتمتم بكلمات غير مفهومة . ورغم ذلك  لم تبدى العروس أى إستغراب أو دهشة . وفى غمرة ذهولة  لاحظ أن الأم ترقب الموقف على إستحياء وأحد إخوتها من بعيد . ولن يستطيع الخروج من المنزل فى هذا الوقت وإضطر للإنتظار حتى الصباح  لتلك الليلة .

وخرج محملا بالهموم التى لم تكن فى حسبانة ويسأل نفسة هل تورط بالفعل ؟ خصوصا أن الدم الحادث من غشاء البكارة قليل جدا حسب تفهمة للموقف وبدأت الهواجس تدخل عقلة وقلبة وسؤالة هل هى إمرأة وهم يحجبون الأمر عنة لثقتهم أنة طيب خجول أم ماذا ؟

أسئلة كثيرة دارت فى ذهنة ولم يتردد بالشكوى لأختة ماحدث من رغبة العروس فى المعاشرة بإلحاح شديد . وكانت صدمة كبيرة لها أيضا  ولم تعلق بدورها دون أن تهدأ من روعة فالمسألة كرامة وشرف وأخلاق . وخرج لعملة وهو يشعر أن كل الناس تنظر إلية وتشير أيضا عن هذا المغفل . فبدأ يفتعل المشاكل بسبب والدتها التى تريد أن تسيطر على الأمور بعد تأكدة من علمها بالحادث . وعاد من جديد لمنزل العروس على أمل أن يفهم شيئا يخيب ظنونة وفى إحدى الليالى  إستأذنت العروس للنوم مبكرا لشعورها بإنهاك وإعياء شديدين . وتركتة مع الأم وكأن لغة مشتركة بينهما على سياق معين . فبادرتة قائلة ؛ أراك مهموما حزينا ماذا حدث ؟ كنت دائما تشيع البهجة والفرح فى المكان فلم يرد بعد أن إستغرق فى التفكير ثم قرر أن يبوح لها بالذى أثقل همة دون حياء أو خوف .

فتلك مسألة حياة أو موت بالنسبة لة .

فقال حماتى العزيزة أنت تعلمين أننا نحتاج أنا وإبنتك أن نتمم موضوعنا بسرعة لكن الظروف تحول دون ذلك . فكان الرد سريعا وأنا أيضا أشعر بكم والله يتمم بالخير . فرد عليها بجرأة أكبر ووجدت أن إبنتك إمرأة وليست عذراء كما علمت من البداية . أنتم ضحكتم علي وعلى عائلتى . وإستغلال حاجتى للزواج فى هذا العمر دون مراعاة لأى أصول أو أعراف .

 والله إبنى  كنت أنوى أن أفتح لك الموضوع وإنتظرت فقط حتى تحدث بينكما الألفة ويجمعكم الحب . خير حماتى . بإستغراب ودهشة !!!

فقالت كان جدى يرحمة الله أثناء بناء المنزل وجد بئرا عميقا تحتة ولم يهتم وردم البئر بعد أن قام بإشعال النار فية ومنذ يومها ونحن نشعر بأرواح خبيثة فى المكان وكل عريس يأتى للبنت لا يتحمل هذا الجو ودائما أشعر بها أثناء النوم وكأن أحدا يضاجعها وينام معها وأسمع صوتها وكنت أستغرب من ملابسها الحمراء بإستمرار حيث يحب الجن هذا اللون . وهو زوجها كما صارحتنى بالحقيقة وحكت لى أن أحدا من الجن يلامسها أثناء النوم حتى خشيت من حملها بهذة الطريقة وعندما رأيتك وجدت بك الرجولة والشهامة بأن تتدارك هذا الموقف رحمة بى وبإبنتى

وإذا لم تصدقنى سأحضر إبنتى الآن لترى فى جسدها علامات شيطانية بل ورسمة قدميها وأصابعها التى تؤكد ذلك . ولم يصدق الرجل نفسة فى هذة الرواية المخبولة برغم أنة يؤمن بوجود الجن والشياطين كما يؤمن تماما بالعقل والمنطق ووجود الله تعالى . وخرج هائما على وجهة وقرر وقتها أن يثأر لرجولتة وكرامتة . بطلاقها والتشهير بها . حتى جاء الفجر الجديد فدخل المسجد القريب لمنزلة ولجأ إلى ربة فى صلاة وتضرع مستشيرا مستجيرا أن يلهمة الصواب . إلى أن أراح الله قلبة بعد التوصل للحل على إتمام الزواج رحمة بالأم وإبنتها وتكفيرا عن ذنوبة على مدار حياتة .

مرددا فى نفسة مقولة ؛ وإذا كان الله يستر ويغفر كيف لعبد مثلة أن يفضح ؟ . وجلس يفتش فى كل ما كتب عن موضوع زواج الجن من الإنس وأصبح عندة اليقين بحدوث حالات مشابهة . وبعد أن لجأ لأحد شيوخ الصوفية تأكد من ذلك .

وعاد فى اليوم التالى لإبلاغهم برغبتة فى إتمام الزيجة فى أسرع وقت ممكن . فعادت الفرحة من جديد . وجلست العروس تحت قدمية تقبلها على صنيع معروفة .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى