ط
هنا الجزائر

مسرحية “ما بقات هدرة” تصنع الفرجة في مهرجان المسرح المحترف بالجزائر العاصمة

مكتب الجزائر/دليلة بودوح

تم أمس الجمعة عرض مسرحية “ما بقات هدرة” (انتهى الكلام) بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي, من انتاج مسرح سكيكدة ضمن منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف, وهو عرض اختار مخرجه وكاتبه محمد شرشال أن يعتمد على الفرجة العالية ومسرح الايماء والمهرج وأدوات سينمائية.
وقد تمكن ممثلو “ما بقات هدرة” من صناعة فرجة كبيرة لدى الجمهور, وقد اعترف المخرج انه منحهم حرية وحاول أن يصغي إليهم خلال التحضير للعمل, وهو ما بدا جليا من خلال تحركهم على الخشبة.


وقرأ العرض على تأويلات محدودة بمقابل الفرجة المفتوحة, فهو باستخدامه الشرطي الذي يتكمن من منع البقية من الكلام يرتكز على البطش والاستبداد, بينما يؤوّل العطش إلى الفقر إلى الحكمة, في حين أن حضور أحد المهرجين في ثوب شيخ دين يؤول إلى الاتجار بالدين.
وتحكي المسرحية لعبة الزمن, حيث يسعى جماعة من الناس إلى التساؤل عن جدلية الزمن من خلال الانتظار الدائم لفصل الشتاء الذي غاب وحل الصيف لوقت طويل, وبالتالي الجفاف, ليبني العرض على سؤال الماء والزمن.


وخلال ذلك تتسرب إلى حوار الممثلين عدد من المسائل التي ترتبط بالتدين وبالسلطة وبالرغبة وغيرها, ولا يدور صراع واضح حيث يظهر شرشال شخوصه مستكينين وهادئين بفعل العطش وغياب الأفق.


و يفاجئ شرشال الجمهور حين ينتقل من لوحة العطش إلى لوحة بيت الشرطي حيث يتغير أبطال المسرحية من أدوارهم الأولى كشخوص تبحث عن الماء والزمن إلى أطفال مشاغبين يستعدون لارتكاب جرائم أو تعكير الحياة.
واعتمد المخرج على معرفته بالدراما والسينما واستثمر في تنويع عرضه من خلال ألبسة المهرج الموزعة وتكثيف الألوان وارجاع الصورة عبر تجسيد على الركح من الممثلين لتغيير وحذف المسار أو تعديله.


استطاعت ممثلة دور الأم في بيت الشرطي أن تؤدي دورها كاملا بصوت أوبيرالي دون أن تنطق بكلمة, فيما كان ابناؤها وزوجها صامتون وأكتفوا بالإيماء. وهي الفكرة التي نجحت وان اعتبر البعض أن اللوحة مفصولة عن المسار العام للعرض, بل ومقحمة, وهي أقرب إلى عمل مواز.


وتمكن حسان لعمامرة من تقديم موسيقى تحاكي النص وتوجهه, وقرأت السينوغرافيا التي قدمها عبد المالك يحي العرض جيدا رغم أنها كانت صاخبة.
ويذكر أن المهرجان الوطني للمسرح المحترف يتواصل إلى غاية الغد 31 ديسمبر وسيكون الموعد اليوم مع عرضي “عطاشى” لمسرح الجلفة من إخراج حواش النعاس و”المنبع” لمسرح مستغانم من إخراج ربيع قشي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى