ط
السيناريو والحوار

مسرحية . نجمى ..هوسى . مسابقة النص المسرحى بقلم / هند فوزى . المغرب

الإسم / هند فوزي
الدولة / المغرب
رقم الموبايل والواتس اب / 00212622125792
رابط الصفحة الشخصية على تويتر و الفايس بوك
https://twitter.com/FawziHind
https://www.facebook.com/Hind.Fawzii
مسابقة السيناريو المسرحي
نجمي… هوسي…

مسرحية

نجمي… هوسي

” مونودراما الفصل الواحد ”

تأليف
هند فوزي

الإهداء
الى كل المهووسين… اعقلوا قليلا…

( النص المسرحي )

المكان : غرفة جنى.

الزمان : الماضي… الحاضر… و مستقبلا… نموذج جنى سيكون دائما حاضرا في مجتمعاتنا… .

الشخصيات : جنى…

*

هوس

ينكشف الستار عن واجهة مسرحية تظهر لنا غرفة نوم بسرير متوسط، وجهاز حاسوب منزلي يضع جانبا، وصور لفنان لا تظهر لنا ملامح وجهه فقط تملأ جنبات الغرفة، من كل الزوايا وبكل الاحجام والأشكال، مع التركيز على عينيه و ابتسامته وقوامه، تسمع موسيقا الفنان ، ثم تتحول إلى موسيقا أخرى يغنيها هاته المرة بصوته، لتشتعل أضواء ملونة تتراقص في جنبات الغرفة ، تتداخل مع أغنية الفنان التي يغنيها اكابيلا هاته المرة، صوت جنى وهي تتفوه بكلمات الاعجاب نحو فنانها المفضل ” انه رائع، انه الأفضل، انه ملكي انا، اياك ان تقللي منه ايتها البشعة، احترميه فهو افضل منك و افضل من كل معارفك…” ، لتنقطع الموسيقى بشكل كلي هي و الأصوات ويسود الصمت في القاعة وتظل فقط الأضواء تلون المكان ثم تنطفأ جميع الأضواء ويظلم المكان….. .. ..

تنار بقعت ضوء ؛ واحدة عن يمين المسرح ، تقف فيها جنى 19 السنة فتاة جميلة وهي تحمل بين يديها هاتفها المحمول و تردد كلمات اغنية فنانها المفضل بصوت بعيد كل البعد عن الجمال أو أن يكون طروبا
تضاء بقعة ضوئية أخرى تتساقط من خلالها صور الفنان والمجلات التي كتبت عنه، والبوماته وسيديهاته، لتدير رأسها جنى وترى ما يسقط في الواجهة الأخرى وتسرع نحوها راكضة …

(كلي للمكان إظـــــلام )

(كلية للمكان فإنــــــارة )

عند الإنارة يظهر المشهد المسرحي كاملاً ، نعاود رؤية غرفة جنى، ثم نرى جنى جالسة على الأرض وهي تنضر للمجلات والبومات فنانها المفضل بهوس وجنون، وتقبلهم وتحضنهم، ثم تنظر مرة أخرى لهاتفها المحمول…

بنبرة متملكة وفي نفس الوقت هائمة

أنه الرائع… هو الأفضل… هو ملكي أنا…
تنهض من على الأرض وهي تحمل هاتفها المحمول بين يديها للتوجه نحو حاسوبها المنزلي، تجلس على الكرسي وتقابل الحاسوب وهي تبتسم ابتسامة تجمع بين الحب والهوس والتخويف…
ليرن هاتفها وتجيب بسرعة وحماس
جنى:
هل قمت بمهمتك… لا أريد أي عذر… هيا قلي…

صوت أجش:
لم تتركي لي مجالا لأجيبك…

ينفجر بضحكة مستفزة ليتمم الصوت حديثه:
لقد تمت قرصنة حساب محبوبك ” النجم” بنجاح… سأرسل لك المعلومات في رسالة نصية بعد لحظات لكي تدخلي وتتمتعي وأنت تقومين بجولتك داخل مواقع تواصله الشخصية… لولا انني تأكدت من ان المجوهرات التي اعطيتني إياها كانت حقيقية لما كنت قمت بهاته المهمة من أجلك بكل هذا الاتقان…

جنى بحماس جنوني:
أنه مجوهرات والديتي… أتعتقد ان والدتي سترتدي مجوهرات مزيفة… لكي تحظى بتلك المجوهرات أنت لا تعرف ما الذي قمت به حتى خادمتنا متهمة اليوم بالسرقة وقد أرسلها والدي للتحقيق معها في مخفر الشرطة…

الصوت الاجش بعدم اهتمام:
لا يهمني المهم … الى هنا انتهت علاقتنا… سأرسل لك الان كل البيانات لكي تدخلي لتلك المواقع… بااااااااااااي يا حبوبة …

جنى بعصبية:
حبو…. حبوبة ماذا أنا لست حبوبة أحد ولا حبوبتك أيها الغبي…
تيت تيت تيت تيت

نسمع صوت الهاتف بعد أن قطع الخط الصوت الاجش منهيا المكالمة…
تنزل جنى الهاتف من على اذنها لتبدأ في تأمله منتظرتا الرسالة… ثم نسمع صوت وصول رسالة نصية

جنى بحماس وهي تنظر للهاتف:
لقد وصلت… أخيرا سأستمتع بالنظر ومعرفة مع من تتحدث ولمن وماذا تقول…

تركض جنى مرة أخرى مسرعة نحو حاسوبها المنزلي تجلس على الكرسي وتبدأ في ادخال البيانات التي أرسلها لها صاحب الصوت الاجش، وهي تنظر تارتا للهاتف وتارتا للحاسوب المنزلي…

جنى بفرح:
أخيرا أنا هنا الان… ممممممممممممممممم

جنى بغضب:
ما هذا وتجيبه بإرسال قلب أحمر…
غبي…

جنى بارتباك وأسف:
لا لا حبيبي ليس غبي… هن الغبيات اللواتي يغازلنهن ويرسلن له مثل هاته الرسائل…

تنهض فجأة جنى من على الكرسي لتقوم بدفعه بقوة بيديها، وتبدأ في اللعب بشعرها بطريقة جنونية وهي تصرخ
جنى بغضب مخيف:
لست وحدي المعجبة به… هناك الكثيرات ممن يغازلنه… لماذا يرسلن له مثل تلك الكلمات… ماذا يجب أن أفعل… يجب أن أكون أنا ففقط من أحبه… هو ملكي أنا لوحدي… هو ملكي ليس ملكهن… لا يجب أن يقارنني أو ينظر لي مثلما ينظر لأي معجبة أخرى… أنا جنى أنا جنى ونسخة واحدة ولا واحدة تشبه لي أو تقارن بي…

تتوقف عن اللعب وشد شعرها، لتبدأ بالمشي يمينا ويسارا بهستيرية، لتتوقف فجأة عن المشي وتقف وسط المسرح
جنى بابتسامة مخيفة:
لا لا أكيد سأجد حل أكيد سأبعد عنه أي شخص يريد أن يدعي أنه يحبه مثلي… لن أترك أحد يقترب منه من الان فصاعدا… أنه لي… لي وحدي… حبيبي أنا … روحي أنا…. أجمل ابتسامة … وأجمل وجه… وأجمل اطلالة… ايييييييييييه نجمي الرااائع….
صوت طرقات الباب، تتوجه مسرعة جنى نحوه لتقف وهي مرتبكة أمامه ثم تضع اذنها لتسترق السمع…

صوت والدة جنى:
جنى تعالي لتجلسي معي ومع والدك قليلا… أنه وقت شرب الشاي وأكل الحلويات…

جنى بارتباك بعد أن تركض الى الجانب الاخر من الغرفة مبتعدة عن الباب:
ماما… لا يمكن لي الجلوس معكما… أنا مشغولة …

صوت والدة جنى:
هل الدراسة في الجامعة هاته الأيام تشغل الشخص الى هاته الدرجة يا حبيبتي…

جنى بثقة مصطنعة:
نعم نعم يا امي لدي الكثير من البحوث يجب أن اتممها لكي أقوم بعرضها الأسبوع المقبل…

صوت والدة جنى بحزن:
اوكي حبيبتي…أنت أدري بمصلحته… لكن لا تجهدي نفسك بالدراسة ارجوك… صحتك مهمة لدينا يا حبيبتي… لا تنسي أنا ووالدك نحبك…

جنى بعدم اكتراث:
وأنا أيضا احبك أمي… وأنا أيضا أحبكما…

صوت خطوات والدة جنى وهي مغادرة من أمام باب غرفتها تسمع… لتتنفس جنى الصعداء وتركض مجددا أمام الحاسوب المنزلي تقوم بتصفحه وهي واقفة دون أن ترفع الكرسي من على الأرض أو تجلس عليه…

جنى نبرة توعد:
والان حان وقت العمل… حان وقت أن أقوم بما وجب علي القيام به من أجل حماية حبيبي ونجمي…

تخفت الإنارة تماماً حتى تصل إلى حد الإظلام، وتتراقص في جنبات المسرح أضواء ملونة، تسير جنى بخطوات جادة ومتوعدة لتقف وسط المسرح في حين الأضواء لازالت تتراقص وتغير، الى أن تتوقف بقعة الانارة عليها وهي واقفة بملامح تارة جدية وتارة تبتسم بمكر، وتارة بوعيد، لينبعث صوت يقوم بسرد خبر هام تستمع اليه جنى باهتمام وخبث

جنى وهي تسمع ما يقول الصوت المنبعث وتبتسم ابتسامة انتصار

الصوت بنبرة إخبارية جادة:
بسبب تسريبات لمجموعة من محادثات للنجم ” النجم” اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالحديث والتعاليق لم تتوقف بين ساخط وناقم وساخر من كلمات ومحتوى تلك الرسائل…
أحبك الى حد الجنون…
لا أتخيل حيات بدون أن تكون متواجدا بها…
أنت قدري…
كلي استعداد بأن أقدم لك روحي… قلبي وكل ما املك فقط لكي أرى ضحكتك هاته…
هل يمكن أن اقضي معك ليلة واحدة فقط.. فقط ليلة واحدة…

هاته الرسائل لم تظهر للعلن من خلال محتواها فقط… لكن أسماء مرسليها وحتى بروفايلاتهم ثم عرضها مما جعل الهجوم يحتد على هؤلاء الفتيات، وهناك من وصل به الحد الى تهديدهن بالضرب والقتل كما أن واحدة منهن صرحت أن الموضوع خلق لها مشكلا مع خطيبها، وأخرى قالت أن والدها يحس بالخزي والعار بعد أن علم أن ابنته وسط هاته الزوبعة…

تستمر جنى بالابتسام وتغيير ملامح وجهها بتفاخر، وانتصار وخبث في حين يستمر الصوت في الحديث…
الصوت بنفس النبرة الجادة
لحد الأن لم يصدر أي تعليق من الفنان ” النجم” ولا حتى من شركة انتاجه، ولا يزال موضوع تسريب مثل هاته الرسائل مجهولا ولا يعرف صاحب هاته التسريبات… بالرغم من أن الكثيرين يقومون بلوم الفنان ويشككون في أنه هو من قام بتسريب مثل هاته المحادثات الخاصة والخاصة جدا…

جنى بعصبية
هراء… ليس هو… لماذا سيقوم بتسريب هاته المحادثات… أنهم لا يعلمون بأن ” نجمي” ملاك نعم هو ملاك على هيئة بشر…
تعاود الانارة الرجوع الى حالتها الطبيعية وبشكل موحد لتمشي جنى يمينا ويسارا في جنبات المسرح بتوتر لتقف فجأة و تقول بصوت مرتفع
جنى بنبرة عالية
لا يجب أن يخلق هذا الموضوع مشكلا له… لم أرد أن تمشي الأمور بهاته الطريقة…

تقف بهدوء مصطنع بنبرة أقل حدة تقول
لا لا كل شيء سيكون على ما يرام… لا أحد سيؤديه وان فعلوا لن اسامحهم.,, أنا هنا لاحميه… نعم نعم أنا سأحميه…
يرن الهاتف المحمول تحرك جنى رأسها يمينا ويسارا لتلتفت نحو الهاتف الموجود أمام المكتب الخشبي تقترب منه تحمله لترى هوية المتصل

جنى باستهزاء
سمرة الغبية… لن أجيبها… لكن لا لا مادامت تتصل الا وهناك خبر ما… سأجيب سأجيب

جنى بابتسامة مصطنعة تجيب
الو سمرة… كيف حالك حبيبتي …

صوت سمرة بنبرة ساخرة ومتهكمة
شفتي خبر ” النجم” نجمك حبيبك …

جنى بعصبية
موضوع الفانز الغبيات اللواتي انتشرت محادثاتهن… أكيد النجم ليس له دخل بتلك التفاهات هن الغبيات اللواتي يرسلن له مثل تلك الرسائل…

صوت سمرة بنفس نبرة التهكم
لا لا لا ليس ذلك الموضوع انه موضوع اخر…

جنى بعصبية
ادا ماذا قولي مباشرة ماتريدين قوله ولا تلعبي على أعصابي
سمرة بضحكة قوية ونبرة ماكرة
لقد أعلن على أنه على علاقة مع الممثلة ” نجوم” وزواجهما قريب وقريب جدا؟؟؟
جنى بعصبية
انت كاذبة …
سمرة بجدية
ولما سأكذب…
تقفل جنى الخط لتحمل هاتفها وتبدأ البحث فيه
جنى بهستيريا
أكيد هي إشاعة ألفها الاعلام و الفانز…
لا لا يمكن أن يكون مدير اعماله قال هذا الخبر ليغطي على موضوع رسائل المعجبات…
لا لا غير ممكن مستحيل أن اصدق الخبر…
ترمي بالهاتف المحمول بقوة أرضا ليتحطم… وتبدأ في المشي يمينا ويسارا في المسرح بجنون وهستيريا…
أصوات متداخلة مختلفة لرجال ونساء وأطفال تقول
النجم على علاقة
النجم سيتزوج
النجم مغرم ويعلن عن زواجه قريبا…
النجم يعلن عن حبه للنجمة وعن موعد زواجهما…
النجم يصرح بعلاقته علنا….
تصرخ جنى بقوة
لااااااااااااااااااااااا
تنزل أرضا وتضع رأسها على ركبتيها وتتخذ وضعية الجنين وهي تستمر في الصراخ…
جنى
لاااا… كذب…. أكيد هي إشاعة…
تنخفض فجأة نبرة صوت جنى لتهدئ فترفع رأسها ببطئ في حين ملامحها تدل على الحزن وأثار البكاء
جنى بصوت منهار
لا انه ملكي… لن انهزم بسهولة… لن تأخذه مني ولا واحدة… أنه لي .. أنه ملكي…
تنهض من على الأرض لحمل هاتفها لتجده مكسورا لتركض نحو مكتبها تفتح خزنة صغيرة لتقوم بإخراج هاتف محمول اخر وتحمله بين يديها وتقوم بالاتصال
جنى بهستيريا وصراخ
أريدك الان أن تنتقم لي من ” النجمة تلك” لا يهمني لا كيف ولا أين المهم لا أريدها ان تلتصق بالنجم…
جنى بنفس العصبية
اوكي اوكي قم بما قلت لك ..

تعاود حمل هاتفها المحمول جنى لتتصل مرة أخرى بشخص أخر
لما لا إذا كان تعقب أو حتى هجوم سيخيفها قليلا قم بذلك…

تنهي المكالمة لتعاود مكالمة أخرى
قفوا أمام باب مطعمها وارموها بحبات طماطم… أريد أن تصيب بالرعب والخوف…

تنهي جنى المكالمات ولتعاود المشي يمينا ويسارا في جنبات المسرح لتقف فجأة وبملامح مخيفة وتقول
جنى بصوت مخيف
وأن كلفني الأمر…
تصمت قليلا جنى تبتسم ابتسامة جنونية وبنبرة وعيد تقول
قتلها… نعم قتلها… لن اتردد… هو ملكي أنا وحدي…

اظلام
ظلام كاحل يسود الخشبة… لنسمع صوت منبه، لتشعل الانوار ونرى جنى تتقلب في سريرها
صوت والدة جنى:
جنى انهضي… حان وقت الجامعة… ألم تسأمي من أحلامك المجنونة…
تنهض جنى من على سريرها تلتفت نحو الجمهور، ترمقهم بنضرات بريئة، ثم تبتسم…
تنخفض الإضاءة شيئا فشيئا، موسيقى هادئة وصاخبة في نفس الوقت تسود المكان، الى ان تنطفئ الأنوار كليا…
ستار
النهاية

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى