ط
مسابقات همسه

مسرحيـة فـرج في روض الفرج (غنائية كوميدية) مسابقة المسرح الشعرى.. بقلم / بهاء الدين بدوى

خاص بالمسابقة ( المسرح الشعري)
====================

مسرحيـة فـرج في روض الفرج (غنائية كوميدية)

~*~*~*~~*~~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

المشهد الأول : ( في بيت ريفي بسيط – وهو بيت عم فرج )
يظهر فرج وفي يده ربابه ، ويبدأ في تعريف نفسه ، وهو يعزف على الربابة ..

أبدأ كلامي بسلام على كل الموجودين
والسلام دا تحية والرد فرض ودين
وقبل مااحكي حكايتي راح أجول لكم أنا مين
أنا اسمي فرج الصعيدي وأبويا جمعة ياسين
مصري وبااعشج ترابها وبأزرع البساتين

ولما أرضي تطرح وأحصد الجيراطين
أفرح وأبيع محصولي في السوج للبياعين
والرزج دايماً ياجي من خير عرج الجبين
والحمد والشكر لله رب العالمين ..

وفي يوم من الأيام عدى بجاله سنين
جاني راجل ماأعرفوش وكان جصير وسمين
خبط عليً الباب وسألته إنت مين ..
أوم جاللي إفتح يابوي أنا المعلم زين

رحت وفتحت الباب وجلت أهلا يازين
جمت بواجب الضيافة ودبحت له فروجين

دار الحديث بيننا وكان على الجيراطين
جال هاشتري المحصول والدفع بعد يومين
جلت موافج ياصاحبي ياسيد لمعلمين
وبسرعة شال محصولي وماخبرشي راح على فين
وعدى يوم ويومين وفات سبوع وتنين
لاشفت وشه تاني ولا جال لي إنت فين
يعني المعلم زين طلع ماهواش زين
وحلفت لآخد حجي لو حتى راح على فين
لو حتى راح على فيييين ..

*** *** ***

وبعد هذه المقدمه تظهر زوجته .. وهي في حالة دهشة ، ويدور بينهما هذا الحوار:

الزوجة: لامم خلجاتك ليه حتسيبنا ولا إيه ؟

فرج : وكيف أسيب أحبابي وولاد بلدي وصحابي
أنا بس ياأم ياسين راح أغيب يومين اتنين
آخد حجي اللي سرجه اللص إللي إسمه زين

الزوجة: ودا كيف راح تلتجيه بعد مافات شهرين

فرج : وحتى لو سنتين خبر إيه ياأم ياسين
عايزاني أسيب شجايا وتعبي طول السنين
وأجعد زي الولايا أجول ياليل ياعين

الزوجة: العفو يابو ياسين أنا بس غرضي أتطمن
وأعرف مكانك فين..

فرج : إتطمني ياغاليه راح أكون في مكان أمين
في وسط أهلي وناسي وإخواتي المصريين
خدي بالك من ياسين وأخته البت حنين
وإن عزتم أي حاجة روحي لعمك أمين .

ياسين: مع السلامة يابوي هات لي معاك توبين
من مصر أم الدنيا ويكونوا منجرشين
وهات عروسة حلوة تلعب بيها حنيـن ..

فرج: حاضر .. يانور العين..
وإنتي ياأم ياسين ماعاوزاش هدمتين؟

الزوجة: إجرا لي بس الفاتحة حدا سيدنا الحسين

فرج : شي لله ياسيدنا الحسين ..

( وهنا يحمل فرج خلجاته مستعداً للرحيل )

فرج : لاإله إلا الله ..

الأسرة: محمد رسول الله الصادق الأمين ..

*** *** *** ***

المشهد الثاني : ( في محطة باب الحديد بالقاهرة – ميدان رمسيس حالياً )
يظهر فرج وهو يتحدث مع نفسه ، مبهوراً بما يراه لأول مرة في حياته ..

فرج : وه وه يابوي .. وه وه يابوي ..
هتروح فين وتاجي منين يافرج ياولد جمعة ياسين ..
تروح لمين وتجول يامين تروح لمين تروح لمين ..
شمال يمين شمال يمين
بس خليص فيه هناك بوليص ..
ولو سألته حيدلني .. وهيص يافرج هيص ..

فرج : السلام عليكم يابـوي ..

أمين الشرطة : وعليكم السلام ياعمدة .. أي خدمة ؟

فرج : جول لي ولاتخبيش ياأمين سوج الخضرة أروح له منين

أمين الشرطة : قول لي الأول إنت منين ؟

فرج : أنا من جبلي وجاي حداكم لاجل أجضي يومين وياكم.

أمين الشرطة : وإسمك إيه ؟

فرج : فرج يابيـه ! وعم يجولوا لي يابو ياسين
الأميـن : وجاي هنا ليه ؟
فرج : رايح لسوج الخضار .. علشان أجابل واحد إسمه المعلم زين

أمين الشرطة : أنا ماأعرفوش .
لكن ياعمدة أنا راح أقولك تعمل أيه .

فرج : هيييه ..

أمين الشرطة: تاخد تورمواي عشرين وتعد محطة وإتنين
والتالتة راح تنزل دوغري وتشوف بأه إنت طريقك فين

فرج : شكراً ياسيادة الأمين

أمين الشرطة : خد بالك من النشـالين ..

فرج : لاااع .. دا أنا واعر جوي ياأمين .

( يأتي الترام ، ويصعد عم فرج .. وينطلق الترام ) ..

*** *** *** ***

المشهد الثالث : ( أمام باب سوق الخضار بروض الفرج )
يظهر فرج وهو يتحدث مع نفسه ..

يابووي .. الناس مرطرطين .. وياعيني محشورين .. ولا علبة السردين ..
الله يكون في العون ..

ثم يضع يده على جيبه ، ويكتشف سرقة محفظته ..
ويصرخ فرج منزعجاً ومنهاراً ..
إلحجوني .. ياخلج هووه فرج سرجوه فرج سرجوه

يأتي إليه رجل طيب ويسأله :
الرجل : مالك ياابني بتصرح ليه حصل لك إيه ؟

فرج : سرجو فلوسـي ولاد الإيـه .

الرجل : طيب إهدى الدنيا بخير
أنا راح أقول لك تعمل إيه

فرج : جول لي بسرعة ساكت ليه
جول لي يابوووي أعمل إيه ؟

الرجل : إسمع ياابني .. أنا حأديلك نقلة قصب .. تروح تبيعها جوة السوق
تاخد إنت نص تمنها .. وأنا تديني النص التاني
رأيك إيـه ؟ ..

فرج : رأيي دا إيه طبعاً أوكيـه .
يعمر بيتك ياإسمك إيه ..
إنت إسمك إيه ؟ جول لي عليه !

الرجل : إسمي الطيب عبد الله
فرج : حياك الله ..
المشهد الرابع : ( داخل سوق الخضار )
يظهر فرج وهو يجر عربة بحمار وعليها القصب ..

ومن خلال تجوله بالعربة تتوالى عليه المشاهد المختلفة .. هرج ومرج في السوق وكل يغني على بضاعته ، وكل يغني على ليلاه ..

حامل المبخرة : ( الشيخ غريب)
صلي عل الحبيب قلبك يطيب
دا كل شئ مقدر والرزق دا نصيب
ماتصلي عل الحبيب ..
أنا بخوري جاوي مفعوله عجيب
من الحسد يداوي وبيوصفه الطبيب
وكل شيء على الله علام الغيوب
ماتصلي عل الحبيب ..

بياع في السوق : تعا ياشيخ غريب ..
بخر لنا البضاعة خلي النحس يغيب

الشيخ غريب : يامعلم عبد الهادي نهارك فل نادي
خليك صابر وراضي ربك فرجه قريب
ومدااااد .. حي حي لايغيب .. لايغيب

عم فرج : صحيح راجل غريب ! ..

ثم يأتي مزاد المانجة :
تاجر المانجة :
قرب قرب بص وشوف عل المكشوف
المنجة أهية ومافيش تنقية ..
وصلي صلي صااالي .. عل النبي صلي صااااالي ..
دي منجة من الهندي وصلت يادوب عندي ..
عارضين عشر تقفاص ..
عندي كمان تيمور .. وسكري وبلدي .. الفونس إتباع خلاص ..
ياللا فتحنا المزاد .. نادوا كمان ياأولاد ..
قلنا خمسين جنيه .. مين اللي عليهم زاد ؟

زبون : عليـا بخمسة وخمسين .

التاجر : ياراجل قول ستين .
مين اللي قال سبعين .. زبايننا ياحلوين ..
مالكم كدة نايمين ولا إنتو مفلسين
حلال عليك يازين .. شيلها بخمسة وستين ..
ياواد يامحمدين ماتيجي رحت فين
هات الكارو المتين وإنده ع الشيالين
حمل بضاعة الباشا وخد منه بريزتين

الشيال : أمرك ع الراس والعين ..

بياع الأقفاص :
أقفاص .. أقفاص .. أقفاص .. أقفاص
معانا أقفاص عجب معمولة بالخشب
تشيل فيها البضاعة تحفظها من العطب
زبون : خد ياسي عطوة ..
نزل هنا دستة تقفاص بس يكونوا متان ورخاص .
البياع : على عيني يامعلم عباس .

الزبون : بس بسرعة الوقت خلاص .

البياع : وجب وجب .. آه ياسيد الناس .

بياع الطماطم :
بص بص بص معانا أوطه معانا خس
حمرا ومجنونة بجنيه ونص وبص بص بص وبص

زبونة : إوزن كيلو بجنيه بس ..

البياع : بس هس .. روحي ياولية ..

الزبونة : ماتقوليش تاني ياولية .. إوعى تكون مستهتر بيه .

البياع : طب اقول لك إيه ؟ أنا مش عاوز كتر كلام .

الزبونة : قول يامدام .

البياع : طب يامدام .. فيه ببلاش يبيعوها أدام .
ياللا بأة إمشي بسرعة أوام ..

الزبونة : يوه جتك نيلة وشك زي الإرد تمام ..
بياعين بجواره : هاها ها ها هاها هاااااي
إيه ياهمام وشك زي الإرد تمام
أحلى كلام ..

بياع البطاطا :
يامعسلة أوي أوي يابطاطا ياحلوة آه وبنار الفرن
ياطعمة ياأطعم من الشوكولاته واللي كلوكي قالوا لي شكراً .

زبون (طفل) : خد ياعم شلاطة إديني زر بطاطا ..
خليني أغيظ صحابي وأمشي كدة بألاطة .

البيـاع : ولزومها إيه الألاطة مافي أحسن من البساطة .

طفلة : ممكن حتة أدوق ؟

البياع : إتفضلي ياذوق .

بياعة الليمون :
البنزهير .. يالمون يالمون ..
طرشي وتخليل .. يالمون يالمون ..
وفي العصير .. فيك دوا يالمون..
كلك غذا .. كلك فيتامين ..
عشرة ببريزة آه يالمون ..
إشتري مني وقول ممنون
والبنزهير آه آه يالمون ..

زبـون : ناخد عشرين ببريزة بيبيعوا كده في ميدان الجيزة

البياعة : أما صحيح دا زبون مجنون ..

بياع البطيخ :
حمار وحلاوة يابطيخ
بطيخنا نقاوة يابطيخ
شيلين عل المكسر يابطيخ
أحلى من السكر يابطيخ
آه ياشهد مكرر يابطيخ
تعا خد فكرة يابطيخ
وإبقى إشتري بكرة يابطيخ

بياع جاره : ياعم على مهلك .. فيه ناس بتندهلك ..
زبـون : يابتاع البطيخ
البياع : نعم ياعم الشيخ .
الزبون : إوزن لي بطيختين .. حلوين ومرملين .. ويكونوا على كيفي
البياع : حط في بطنك بطيخة صيفي

ناس واقفين : هاها ها ها ها ها هااااي …

وبينما عم فرج يسير بحماره ويتجول بين كل هذه المشاهد ومعه حمولة القصب .. إذ يقع الحمار ويبرك على الأرض .. فينزعج جداً عم فرج ، ويرق قلبه للحمار ، ويدور بينه وبين الحمار هذا الحوار ..

الحمـار : هاء هاء هاء هـااااااء ..
عم فرج : قوم ياحبيبي اسم الله عليك ..
عين وصابتنا الله يعيننا على بلوتنا ..
عمال أقول يس مابتيسش !
ليه بس يازعبولا ماوقفتش ؟
ولا إنت ياحبة عيني ماسمعتش .

الحمـار : هاء هاء هاء هـااااااء ..

عم فرج : بس ياخويا ماتزعلشي .. مايهمكشي .
بينا نروّح ر تمشي ؟
خد كل لك علوة برسيم علشان تتغدى وتنام ..

الحمـار: هاء هاء هاء

عم فرج : قلبي إتقطع ماتعيطشي ..

الحمار : هاء هاء

عم فرج : راح أوديك أحسن دكتور .. تتعالج وتقوم زي التور
واركبلك طقم حداوي .. من عند الواد برعي الحاوي
وكمان راح أغير بردعتك .. وتبرطع ولا أجدعها حصاوي

الحمار : بف بف بف ..

عم فرج : تف يازعبولا ولايهمك .. دي الدنيا ماتستاهل غير تفة .
شي ي ي ي ..

المشهد الخامس : داخل سوق الخضار ( مشهد كبسة البلدية )
في صباح اليوم التالي .. يظهر فرج وهو يجر عربته التي يبيع عليها القصب .
ويحدث هرج ومرج داخل السوق .. وتتعالى الأصوات ..

إلحق .. فلق .. فيه بلدية .. كبسة .. إهرب .. قومي ياولية ..
على الصبحية .. هات العربية .. إجرى بسرعة ياواد ياعطية ..

عم فرج : إيه جرا إيه ؟؟
عسكري البلدية : إيه ياراجل إنت واقف ليه ؟
عم فرج : عاوز إيه ياسعادة البيه ؟
العسكري : بتبيع إيه ؟
عم فرج : جصب مصيص .. بالتسعيرة .. بسعر رخيص .
العكسري : معاك ترخيص ؟
عم فرج : ترخيص إيه ؟ أجولك عنبيع هنا مصيص ..
عيمصوه الخلج مصيص .
العسكري : يالا روح إمشي بلا تهجيص ..

بياعة تبكي : يالهوي بالي .. يالهوي بالي
شالوا بضاعتي .. ضاع راس مالي ..
منين حاأ كل .. جوزي وعيالي
يخرب بيتك .. ياللي في بالي ..

بياعة زميلتها : مالك ياختي ؟

ترد عليها : سيبيني في حالي .

يهدأ السوق .. ويظهر عم فرج مرتدياً ثياب بائع العرقسوس ، حاملاً دورق العرقسوس بعد أن قرر ألا يبيع القصب مرة أخرى .. وينادي على العرقسوس .

شفا وخميل .. يا .. ياعرجسوس
إمليح وجميل .. يا .. ياعرجسوس
قرّب ياعمي .. عل العرجسوس
وتعالي هنا يمي .. خد عرجسوس
إشرب وسمي .. من غير فلوس .
وفي إيدي شخاليل .. ياعرجسوس ..
ميل وأنا أميل .. ياعرجسوس ..
خد الجميـل .. ياعرجسوس ..
أحمر من إيه ؟ .. من العرجسوس
خد مني واشرب .. العرجسوس
عتجول غناوي .. عل العرجسوس ..

ولد صغير يعاكس عم فرج :
يابتاع العرقسوس ياراجل ياعجوز
مناخيرك أد الكوز يابتاع العرقسوس

عم فرج : هملني ياولد الفرطوس ..

يسود الهدوء في السوق بعد نهاية يوم عمل شاق .. ويظهر عم فرج ، يتحدث الى نفسه قائلا :
هيييه .. جبرنا والحمد لله .. مافيش أحسن من الجرش اللي الواحد يكسبه بعرج جبينه
أما أروح آكل لي لجمة عند الست اللي جاعده هناك دي ..
ثم يذهب الى بائعة المحشي التي تجلس على الرصيف وأمامها ( حله تبيع فيها المحشي)
*** *** *** ***
يصل عم فرج الى بائعة المحشي التي كانت تنادي على بضاعتها بأغنية ، ويقف بجوارها .. ويحدث هذا المشهد بين بائعة المحشي وأحد بلطجية السوق ..

بياعة المحشي : ياحلاوة المحشي البيتي .. فيه كرنب وفيه بتنجان
حاشياه بإيديه في بيتي .. تعا دوق ياغلبان ..
لو كلت منه أطمة .. حتقول لي إديني كمان

واحد بلطجي : إديني طبق محشي .. وفلوس مابدفعشي
بياعة المحشي : روح ياحيلة أمك .. إزاي ماتدفعشي ؟
البلطجـي : ذا الذوق ماينفعشي ..
بياعة المحشي : ياللا ياواد إمشي .. غور ياللا من وشي .
لو خدت مني روسية .. هتقوم ماتنفعشي .
البلطجـي : علي إيه ماتحتاجشي .
بياعة المحشي : يخاف ولايختشيش .. آل إيه مايدفعليش ..

عم فرج يعطيها الفلوس وبعد أن ينتهي من أكل طبق المحشي يقول :

الحمد لله الذي رزقنا من غير حول منا ولا جوة ..
أجعد على الجهوة اللي هناك دي ، أشرب لي كوباية شاي ، وبعدين يحلها ربنا ..

ثم يأتي مشهد القهوة بأحداثه الكوميدية والدرامية ..

*** *** *** ***

المشهد السادس : ( مشهد القهوة الموجودة بداخل سوق الخضار )

صاحب القهوة : آنستونا ونورتونا ، إنشالله تجونا طوالي
مرحب مرحب باللي زارونا
مرحب باللي مقامهم عالي
داحنا ليلتنا الليلة فلالي .. داحنا ليلتنا الليلة فلالي

زبـون : هات هنا جوزة .. وهات شاي ميزة
وتعالى نضف لي الترابيزة .
صاحب القهوة : حالا جايلك .. أهلا أهلا .. خطوة عزيزة .
زبون ينصرف: حسابي هنا كام ؟
صاحب القهوة : بس بريزة .

زبون مسطول يغني : ياليلي ياليلي .. يااااااااا ليل .
قسيت علينا كتير وبرضه حابينك
وإن رحت ولا جيت في عيوننا شايلينك … آآآه آه .
زبون آخر : إسكت وحياة أبوك مش ناقصينك .

وبينما فرج جالس على القهوة يسمع هذا الحوار بين أحد المعلمين (المعلم حندوأة) وواحد من حرافيش السوق (أبو أوأة ) ..
المعلم حندوأة : أحكي لي وقل لي يابو أوأة .. ايش صار بالليل في دي مدعوأة
أبو أوأة : حاضر يامعلم حندوأة .. بس أسحب نفسين من المحروقة ..
علشان أحكيلك برواءة ..
المعلوم حندوأة: اتفضل .. بس احكي التفاصيل .. من غير تقصير ولاتطويل.
أبو أوأة : ليلة إمبارك كان فيه خناقة ..
إتعور فيها عبده كفاءة ، والواد مليم إبن أبو دومة .
المعلم حندوأة : الواد مليم ابن أبو دومة ؟
أبو أوأة : آآه .. اللي ودانه مخرومة ..
المعلم حندوأة : ايوة عرفته .. اللي امه كان اسمها فطومة ..
أبوأوأة يستطرد: إكمن الواد ابن أبو دومة .. كان ماشي في السوق ومعاه شومة
أوم قابله الواد عبده كفاءة .. واتحرش بيه وشتمه شتيمه .
شكله كان كان سكران طينه .. ومبلبع له كام برشامة .
المعلم حندوأة : يمكن شاف فيلمين في السيمة .
أبو أوأة : القصد .. اتغاظ منه الواد مليم .. وبطح راسه بضربة شومة .
حندوأة : وعبده كفاءة .. سكت بلا آفيه ؟
أبو أوأة : إزاي يسكت ! دا دماغه حافية ..
حندوأة : أيوة أنا عارفه طالع لخاله شفيق زلومة ..ها وبعدين؟
أبو أوأة : طلع موس من تحت لسانه .. وشرط بيه خد ابن أبو دومة
حندوأة : الل لللله ! .. ها وبعدين ؟ ..
أبو أوأة : الواد مليم فتح المطوة ، وضرب بيها عبده كفاءة .
عبده كفاءة مسك بطنه ، ومصارينه مدلدلة على كفه .
وسمعته بيعيط ويقول : كده برضه يامليم بتعورني ..
وجات الاسعاف وشالت الاتنين
ماعرفشي خدتهم على فين
حندوأة : دي عيال صايعة ورد سجون
ومصيرهم معروف ايش حيكون .

صوت عالي يأتي من الخارج وصخب وصوت سارينة الشرطة

كبسة .. كبسة .. كبسة يامسعد .. لم التعابين .. فيه حكومة على هنا جايين .

مسعد ( صاحب القهوة ) : فيه إيه ياهدهد ؟
هدهد : وأنا داخل من باب السوق .. شفت اتنين غربان واقفين .
وجريت بسرعة أبلغك .. أصل احنا ماحناش ناقصين .
مسعد : طب ياللا بسرعة شوف شغلك في ثواني تلم التعابين ..
أنا حاسس إنها ليلة طين .
عربة الشرطة تقف أمام القهوة وينزل منها ضابط ، ويدور الحوار التالي بينه وبين بعض المشبوهين الجالسين على القهوة :

الضابط : أوم ياواد إنت .. إسمك إيه :
المشبوه : مين دا ياباشا ؟ أنا ؟
الضابط : طبعا إنت .. أمال مين ؟
المشبوه : محسوبك مخمخ أبو راسين ..
الضابط : قول لي يامخمخ .. شفتك فين ؟
المشبوه : مين دا ياباشا ؟ أنا ؟
الضابط : طبعا إنت .. أمال مين ؟
المشبوه : إنت بتركب أتوبيس كام ؟
الضابط : إنت ياواد عندك كام سابقة ؟
المشبوه : مين دا ياباشا ؟ أنا ؟
الضابط : طبعا إنت .. أمال مين ؟
المشبوه : يووه ماتعدش .. قول عشرين .
الضابط : وسنك كام ؟
المشبوه : مين دا ياباشا ؟ أنا ؟
الضابط (يغضب) لا مش إنت قصدي على أمي ..
المشبوه ( يستفزه أكثر ) : أم سيادتك بلا أفية .. بين خمسين .. خمسة وخمسين .
ها ها هااااااي ..
الضابط ( يغضب أكثر) : خده ياأمين .. حط في ايده كلابش متين ..

ثم يتوجه الضابط الى أحد الشباب الدلوعة :
الضابط : وإنت ياواد قاعد هنا ليه ؟
مالك كدة منفوخ على ايه ؟
قول لي بسرعة .. شغال ايه ؟
الشاب : شغل ! شغل دا إيه ؟
دا أنا بابي يبقى محسن بيه .
الضابط : محسن بيه ؟ اسم الله عليه ..
وإنت إسم النبي حارسك ايه ؟
الشاب : اسمي عفيفي .. وصحابي يقولوا لي يافيفي .
المخبر : آخده معايا ياعصام بيه ؟
الضابط : لأ يانبيه .. يعمل لنا دوشة .. على ايه ؟
الشاب : ميرسي ياأونكل .. تريه جانتيه .. إنت اسمك ايه ؟
الضابط : غوري من وشي يابت يافيفي .. أحسن ألطش لك بكفوفي ..
حاجة تخلي العقل خفيف .
الشاب : ياااي .. سوفاج .. بس لطيف .

ثم يتوجه الضابط الى عم فرج ويبدأ في استجوابه :
الضابط : وإنت ياراجل .. معاك بطاقة ؟
عم فرج : لأ ماعاييش .. سرجوها مني .. وأنا ماداريش ..
الضابط : خده ياشاويش .. وماتنساش تعمل له الفيش ..
باين عليه هربان من الجيش .

الضابط ( موجهاً كلامه الى مسعد صاحب القهوة ) :
الضابط : ياللا يامسعد جهز نفسك هتشرف ويانا يومين ..
مسعد : أيوة ياباشا .. جاهز من ساعتين ..
أنا قلت انها ليلة طين ..
الضابط : بتقول ايه ؟
مسعد : لا ولا حاجة .. البوكس منين ؟
الضابط ( موجها كلامه الى المخبر ) : حط حديد في ايديه الاتنين ..
ياللا بسرعة .. سوق ياأمين
ويعلو صوت سارينة عربة الشرطة منذراً برحيل العربة الى قسم البوليس ..
المشهد السادس : ( داخل الحجز بقسم الشرطة ) ..

يدخل عم فرج الحجز في ظلام دامس .. ويتخبط في الجالسين ..

عم فرج : هو النور مجطوع ولا ايه ؟
ويتوجه بالدعاء : ” ياااارب .. ماليش غيرك ياأرحم الراحمين .. نجيني يارب العالمين .. وانصرني على الظالمين ” ..

وبعد دعائه يضيء النور في الحجز ..
ويصيح المساجين : هييه .. هييه .. النور جيه .. النور جيه ..

ويسود صمت يتجول فرج بعينه على الموجودين ، وفجأة تقع عينه على أحد الأشخاص الموجودين في الحجز ، ويصرخ بأعلى صوته ليشق الصمت في الحجز ويصيح قائلا : زين .. زين .. تعا ياحرامي .. حتروح فين ؟
ويحاول زين الهرب .. ولكنه يمسك به بمساعدة المساجين ..

وهنا يدخل على الحجز نفس أمين الشرطة الذي تعرف عليه عم فرج في محطة رمسيس ويتذكر عم فرج .. ويدور بينهما هذا الحديث :
الأميـن : عم فرج ؟! إيه اللي جابك هنا ياراجل ياطيب ؟
عم فرج : إلحقني ياأمين ..الراجل ده سرجني .. هاتوا لي حجي منه ..
إفلوس الجيراطين ..
الأميـن : بس إهدى يابو ياسين .. فهمني إيه الحكاية ..
من أول البداية .. ولغاية النهاية ..
عم فرج : أنا حجي ضاع يابيه ، وأنا بأطالب بيه ..
ويجولوا في الأمثال : اللي يطالب بحجه .. عمره مايضيع عليه .
مش صح ولا إيه ؟ ..
الأمين : حقك مش راح يضيع طول ماإنت حريص عليه ..
والحق دايماً يعلو ولايعلاش عليه .

ثم يتوجه أمين الشرطة الى المعلم زين ويسأله :
الأمين : فين حقه ياراجل إنت .. مش سامع ولا إيه ؟

فيبكي المعلم زين متوسلا ..
زين : أنا تبت خلاص يابيه .. وحارجع له حقوقه لو كانت حتى إيه ..
الأمين : مبسوط ياعم فرج ؟
فـرج : مبسوط طبعاً يابيه ..
الأمين : يعني مسامحه خلاص ؟.
فـرج : ربك غفور ورحيم .. وأنا ماأسامحشي ليه ؟
وهكذا يعود الحق لصاحبه .. وتسدل الستار ..

أغنية في الختام ..

وآدي حكاية السوق حكيناها .. من طأطأ لسلامو عليكــم ..
بس يارب تكون عجبتكــو .. وفهمتوها ياحلويـــــن

 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى