ط
مسابقة القصة

مصرية . ( ملخص رواية ) مسابقة الرواية بقلم / السيد فتحى عبد الكريم من مصر

الاسم \ السيد فتحى عبد الكريم .
البلد \ مصر
رقم الهاتف \ 01061721696
نوع العمل \ تلخيص لرواية .
عنوان العمل \ ( مصريّة ) .
مقدمة :-
” فى حياة النّاس الواقعيّة قصص و روايات هى اروع ممّا أبدعه خيال المؤلفين ”
بناءا عى هذا نقدّم من واقع الناس ملخّص لرواية بعنوان ( مصريّة ) من مشوار كفاح احدى نساء الصعيد ما زالت على قيد الحياة .
إن المرأة المصريّة ضربت أروع الامثلة فى الكفاح فى مجالات الحياة نقدم لكم مثال منهن فى ملخص هذة الرواية الواقعيّة .
– النص –
فى مكان عن القاهرة بعيد هناك فى أقصى الصعيد و منذ زمن بعيد فى يوم شتوىّ كانت فيه شمس الصعيد الساطعة تملأ الطرقات …مجموعة من الفتيات يسرن فى الطريق الترابىّ الطويل قد ملأن الماء من نهر النيل إحداهن هى (مصريّة ) اسم على مسمّى سمراء كطمْى النيل وهى الإبنة المدلّلة لوالديها لأنها الوحيدة على اربعة من الذكور.. ما أن تصل لبيتها حتى تودّع الاخريات ليكملن طريقهن ثم تدخل البيت تفرغ ما ملأته فى ( الزير ) الفخارى الكبير .
تجد امّها فى حالة من الفرح لتزف إليها البشرى انّ رجلا من القرية المجاورة يدعى ( محمَّد ) قد جاء لخطبتها وقد وافق ابوها .
حاولتْ ( مصريّة) أن تختلس النظر إلى زوج المستقبل من خلف الجدار الطينىّ رأته يجلس على الارض فوق حصير من سعف النخيل بجوار ابيها يحتسيان الشاى ..
رأته بعمامته ( الصعيديّة ) البيضاء وشاربه الطويل الحاد ..كان قوىّ البِنْية قد أسند عصاه الغليظة ( النبوت ) إلى جواره .
فى بادىء الأمر تمنّعتْ عن الموافقة ولكن بعد اخذ ورد ومناقشات بينها وبين والديها من ناحية وبينها وبين إخوتها من ناحية اخرى ونظرا لأنّ ” مصريّة ” لم تنل حظا من الجمال كبيرا وخافت أن يفوتها قطار الزواج أبدتْ الموافقة هى الأخرى برغم انّ الخاطب أرمل وفى مثل عمر والدها تقريبا وله ثلاث فتيات فى مثل عمرها تقريبا.
تمّ الزواج ووجدت ( مصريّة ) نفسها فى قرية غير قريتها بعيدا عن ابويها واخوتها ومع زوج يكبرها ومع فتيات فى مثل عمرها ينظرن إليها على أنها قد اخذت مكانة امهم عند ابيهم فحاولت ان تبنى جسورا للودّ بينها وبينهم فبرغم أنها كانت فى مثل اعمارهن تقريبا إلا أنها افاضتْ عليهن من الحنان والرعاية كأنها امّهم لا زوجة ابيهم فكسبت ودّهم وصارتْ مستودع اسرارهم .. لكن هذا لم يدم طويلا فلقد لاحظ الناس أن وجه ( مصريّة ) وجه السعد فلم يمر العام حتى تزوجتْ الثلاث فتيات فأصبحت سيّدة البيت منفردة وحازت على كل حنان زوجها وايضا لم يمضى العام حتى انجبتْ المولود الذكر الذى ينتظره زوجها فى مجتمع وفى زمان يعتبر أنّ إنجاب الذكور نصر وفخر حتى أن بنات زوجها قد غمرتهم الفرحة انّ أباهم لن ينقطع ذكره من الدنيا …لدرجة انّ إحدى بنات زوج (مصريّة ) وتدعى ( فوزيّة ) لما علمت بالخبر هرعت من بيت زوجها إلى بيت أبيها تطلق الزغاريد طوال الطريق وهى لا تشعر أنها حافية القدمين من فرط الفرحة .
انجبت بعد هذا المولود ابنتين وابنا اخر وعاشت حياة مستقرة معززة تنعم بالهناء و الراحة مع زوج عوضها عن حنان والديها ..
لكن موت الفجأة اخذ منها زوجها واباها الثانى فى الحياة شيّعوه قرب الغروب وشيّعوا معه اخر ايام لها فى دنيا الهناء والراحة . جنّ الليل فكسا الدنيا السواد مثل الحزن الذى كساها السواد …هاهى جالسة تجمع اطفالها تحت ذراعيها والدموع تنهال من عينيها تنظر إلى مكان جلوس زوجها الذى كان ليلة أمس يجلس فيه….
الطفل الأكبر : ” هوه ابويا مهنشوفوش تانى يا امايه ؟ ”
(مصريّة) وهى تسمح دموعها بغطاء رأسها الأسود :
” له مهنشفوش تانى يا ولدى ” .
الطفل الأكبر : ” طب ما انتى ممكن تموتى زييه ووتسيبينه انا وخواتى ”
( مصريّة ) : ” له مهسبكمش ابدا متخفش …يس انت دلوكيت راجلى تراعى خواتك متضربهمش وتساعدنى ماشى ”
الطفل الاكبر : ” حاضر يا اماه ” .
غرِقتْ فى بحر من الهم والحزن حيث باتت هى والايتام امام قطار الحياة الصعبة مكبّلة اليدين دون مورد أو معين او أمل فى زواج اخر ( ومن يقبل بها زوجة وهى ذات عيال قليلة الجمال) … إبتلعت احزانها فلا وقت لديها للاحزان وهبّت تبحث عن باب رزق تعول منه أيتامها خاصة وأنّ إخوتها قد حرموها من ميراث ابيها القليل فى وقت هى فى امسّ الحاجة إليه بل إنّهم حتى ضنّوا بمساعدتها تحت ضغط زوجاتهم إلا على استحياء .
لم تجد امامها سوى العمل بالأجرة فى الحقول والغيطان عند اصحاب الأراضى وهى إلتى كانت مدلّلة فى بيت أبيها ثمّ معزّزة فى بيت زوجها …. عمِلتّ صيّفا تحت شمس حارّة لاترحم الأجير الفقيرعملت شتاءا فى برد قارس بثياب بالية غير ثقيلة عملت هنا وهناك كانت تستمد تحملها من عيون اطفالها فتحولت إلى امرأة صلّبة فكانت للرجال الأشداء نِدا فى العمل بل أحيانا أشد منهم .
إلتحق بها أبناءها وبناتها فى العمل بجانب دراستهم فى المدارس كانوا أطفالا ولكن المسئولية جعلتهم فى عقولهم وتصرفاتهم أكبر من عمرهم …الكل يعمل الكل يكِدّ و يكدح كانت ( مصريّة ) تتألم من داخلها وهى ترى فلاذات اكبادها الأطفال الأيتام يدورون فى رحى السعى والكدح ولكنّها برغم الألم بداخلها كانت دائِمة الإبتسامة لهم لعلّها تخفف جزءا من معاناتهم ……
ولكن ممّا كان يخفف عنها شيئا من معاناتها هو شقيقها (ابراهيم ) الذى كان يكبرها بعام ..كان أحب اشقائِها إليها وكان هو يحبها كثيرا كان دائم التردد عليها فى بيتها ولأنه كان ميسور الحال قليلا كان يعينها بالمال احيانا بعلم زوجته ( بخيتة ) واحايين اخرى بعدم علمها ….
مرت السنوات بهم كأنّها قرون …. واخيرا رسَتْ سفينتهم على شاطىء الأمان بعد سنوات داخل امواج الشقاء والحرمان .ولكن هذة السنوات جعلتهم يشعرون بنعمتى المال والعلم للإنسان صار ” حسن ” أكبرهم مدرِّسا و ( محمد ) الإبن الثانى صار مهندِسا ..امّا الإبنتان فإحداهن وتدعى ( كاملة ) صارت موظّفة فى المجلس القروىّ للقرية والأخرى وتدعى ( سحر ) صارت ممرِضة وجميعهم قد تزوجوا ..
امّا ( مصريّة ) فقد أخذت منها سنوات الشقاء شبابها وأعطتها تجاعيد فى الوجه وإنحناءة فى الظهر فى غير ميعادهما فبدتْ كعجوز فى السبعين من العمر بينما هى لم تتجاوز الخامسة والخمسين ولكنّها احتفظت بجزء من عافيتها ..كل يوم جمعة تنتظرإبنيها وابنتيها و احفادها منهم تستقبلهم فى بيتها الفخم الذى جهزوه لها ليحلّ محل البيت الطينى القديم الذى عاشوا فيه جميعا وشهد الشقاء والحرمان والفرح والحزن والدموع والضحكات …
كان بيت ( مصريّة ) مقْصِدا لكل محتاج من اهل القرية .. ومقصدا لرفيقاتها السابقات فى الكفاح ..ومقصدا لجيرانها وطبعا لأبنائِها واحفادها ..لا يكاد بيتها يخلوا من الزائرين لها ..
ولكن فى لحظات الفراغ القليلة تُعِد لنفسها كوبا من الشاى الثقيل الذى تعشقه تجلس فوق ( الدكة ) ممسكة بكوب الشاى باحدى يديها وبمسبحتها الخشبية باليد الاخرى تعود بالذاكرة للوراء فى كل ما مر بها تبتسم وتخاطب نفسها …
” ايييه يا ( محمد ) الله يرحمك ..اظن ارتحت دلوكيت فى تربتك …مرتك ادت الرسالة فى عيالك… ربيتهم علمتهم وجوزتهم كأنك موجود و اكتر ..”
وبرغم أنّها قد ادّت رسالتها فى أبناءها إلّا أنّها اصبحت تحمل همّا جديدا هو همّ احفادها ومشاكلهم ..إنّها المرأة المصرية ( مصريّة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى