ط
الشعر والأدب

معالى,,قصيدة كتبها الشاعر / على عمران لعروسه

10704277_728093803934868_7892803705545564331_o
بمناسبة زفافه السعيد تشارك مجلة همسة الشاعر على عمران فرحته بالزفاف الميمون وتنشر له قصيدته التى قام بنظمها ومهداة منه  لعروسه الجميلة ( معالى ) مليون مبروك ياشاعر 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رؤية نقدية للقصيدة بقلم د / السيد العيسوى
ــــــــــــــــــــــــــ
رؤية نقدية: هذه القصيدة لأخي علي بطعم العرس وهي أولى قصائده بعد زواجه الذي نباركه له بعد غياب، يبدو فيها جو مغاير لأيام العزوبية بحلوها ومرها… والجو الجديد هنا نشعر فيه بقرب المسافة من الأنثى. والمسافة القريبة من الأنثى لها إيجابياتها وسلبياتها بالنسبة لكل شاعر ومبدع تميل حياته إلى التأمل والصمت واللوذ إلى الذات، ولكنه هنا يستخدم القرب في نوع من الترقي الروحي والجمالي، وهذا هو الجديد في مذاق شعره رغم اختلافنا الدائم في هذه النقطة من قبل.
ولأن النص يستقصي جمال الأنثى/الزوجة فقد واكب النص نفَس تفصيلي يتأمل المادة والروح وعلاقتهما الجدلية. روح علي هنا ترتفع من خلال المادة في هذه المرحلة وتستشرف ما وراء الأنوثة، ولذا وجدنا معجم (الفردوس والجنة والحلال والشمس وسره العالي وخيالي والنخل) ولكل هذا علاقة ببداية النص ونهايته، فالنص يبدأ بـ (معالي) وينتهي بها وإليها، وهذا يعني دلالة مركزية عامة، وهي استثمار الشاعر واعيًا أو غير واع لاسم حبيبته في الترقي الروحي والجمالي، والدليل هذا المعجم الشعري المشار إليه الذي يبرهن خير برهنة على هذه الرؤية المطروحة للنص.
استوقفني في هذا النص أبيات من طراز فريد تستشرف هي الأخرى روح المعالي بالنسبة لأخواتها في النص، من ذلك قوله:
فعند صباحها تنشق شمسي… وعند مسائها تنمو ظلالي
فبداية البيت تشعرنا بالبهجة ونهايته تشعرنا بالأنس والسكينة، وهذا هو محور الحياة الزوجية كما أشار إليها القرآن. ومثل قوله: (وقبلة وصلها نوح وبوح…) وهذا استشفاف جيد لطبيعة الأنثى. أما بيت القصيد فقوله:
أزيحي الضوء عن مصباح ليلي… وفكي القيد من عنق المحال
فهذا البيت ينقلني للطبيعة المفضلة لدي للخيال، وهي اللهاث الضوئي المشحون الذي تفوق سرعته سرعة الضوء.
أهنئك على هذا النص، وإن كان من نصيحة فهي أن تبتعد عن الخصوصية قليلاً في نصوصك القادمة الشبيهة لتصبح القصيدة خارج اللحظة والمكان. أما من تستحق التهنئة والفرحة الحقيقية بهذا النص فهي الاسم الغالي الذي اوصلك إلى هذه المرحلة بسرعة رغم أنك صعب القياد، فالنص تهنئة شعرية خاصة لها على هذه المناسبة السعيدة. وأختم هذه الإضاءة النقدية بملاحظة أنه من المدهش والجميل أن أجد رابطًا دلاليا وروحيا وجماليا بين اسم (علي) و(معالي) وهذا النص. تحياتي بالزواج السعيد وبالنص
مـعـــالــــــــي…

عُيــــونُ حبيبـتي شَـطُّ اللآلي … وفــي أهْدَابِــها تحبـو الليالي

وعندَ شفاهِـــها ينشقُّ نبــــعٌ … مـِنَ النَّعْـنَـاع والمَـــــاءِ الزُّلاَلِ

وقُبــلةُ وصـــــلِها نَــــوْحٌ وبَــــوْحٌ … ألا يا حبَّــذا بــــــــوح الوِصَالِ

وخمرةُ صوتِـها سُكْـــرٌ حَــــــلالٌ … ســلامُ اللهِ للسُكْـــرِ الحلالِ

وفاكهةُ الجِنانِ علــــى خُــــدودٍ … مُشَــــرَّبةٍ بأســرارِ الجَـــمالِ

ونهــرُ الــوردِ يَجْــري فــي رُبَاها … رشيقًا مثــلَ أسْرَابِ الغَــزَالِ

ليطرحَ غصنُــها نوعــينِ : خـوخًا … وبـرقــوقًا بحجمِ البُـــــــرتُقَالِ

وتوقـــيتُ الـــزَّمانِ لـــها شبـيهٌ … بتوقيتِ الفراديسِ العَـــــوَالي

فعندَ صباحِهَا تنشَقُّ شـمـسي … وعندَ مسائِهَا تنمـو ظِـــلالي

تجوبُ البيتَ طاووسًا تهـــــادى … على أنغامِ موسيقى الحِجَالِ

لَهَا فـــــي كلّ زاويــةٍ عــــــبيرٌ … يُقـدّسُ سـرَّه العَـالي خَـيَالي

لَهَا شَعْــرٌ كإبـــريزِ الحكـــــــايا … غَـــــدَائِرُهُ كأمـــــواجِ الــــرّمالِ

ستائِــــرُهَا، ومِنـدِيلٌ شَفــيفٌ … زُجاجــةُ عِطْرِها، وعبيـرُ شــالِ

خواتِمُها، مراياها السَّـــــكارى … خلاخِلُــها، وموســيقى النّـعَالِ

ومِشْجَبُهَا الأنيقُ وما علــــيهِ … عوالمُ سحــرُها فوقَ احتـمالي

أزيحي الضَّوءَ عنْ مِصباحِ ليـلي … وفكّي القيدَ منْ عُنُقِ المُـحالِ

وطيري وامرحي في ظلّ نـبعٍ … يُحــــوّمُ فـــــوقَهُ بَجَعُ المـعالي

وعودي لــــي غناءً موصِـــــليًّا … وصُبّي كأسَكِ الحَاني حِــيَالي

بِهودَجِ عُرْسِنَا دُوري وطُوفـــي … وحَيِّي الرَّكْبَ تشـتعلِ الليالي

وهُــزّي النخلَ يسَّاقطْ قصـيدًا … ومــــوَّالًا تُغـــــنّيهِ المَـــــــوَالي

فَفُسْتَانُ الــــــزّفَافِ علـيهِ نورٌ … تَحيكُ خُيُـــوطَهُ كــــــفُّ اللآلي

وَطرحَتُها مِنَ الفِرْدَوسِ جـاءتْ … وتَحْتَ ظِلالِــــهَا حطَّــتْ رِحالي

وَموكِبُــها إلى الأحلامِ يمضـي … وتاجُ جَبينِــها صـــــعبُ المَـنَـالِ

معـــالي والوصولُ لَهَا مُــــحالٌ …فَـــمُدّي حبلَ وصْلِكِ يا مَعَـــالي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى