ط
الشعر والأدب

منـــــتـــصـــفـــات ..للشاعرة / فاطمة سعد الله

فاطمة سعد الدين 

عند منتصف الأرق …ألوذ بجدار الصمت..
أتلمس شرفة الفجر …أعلق عليها القناديل..
والمواويل..
صامتة ..
خاشعة ..
تلك الحناجر والتراتيل..
تتدلى من الأصص اليتيمة..
يضوع منها أريج المطر..زخات..زخات..
أغفو ..ولا أغفو ..
يهجرني صوتي ..
وإليه ..أهاجر ..

عند منتصف القمر..برزخ يمتد بين النور..
والديجور..
ستائر تنسكب منها ذرات الهواء ..
تصافح حبات التراب ..
تقبل جبين الأرض..
رؤى تتراقص على أيقاع الشحوب..
منذ غروب الغروب..
وفي متاهات تلك الدروب…
يركض القمر نحو نصفه الآخر..
والآخر يرى ولا يرى ..
يسمع ولايسمع ..مشلول الرمش والحدقة
والمنى ..قطعان خريف تثغو..
تتعثر ..
على غير هدى ..
تتبعثر ..
والراعي يشكو ..
الفاقة الكبرى والعطش الأكبر…

عند منتصف الوجع …أنام ..
مفتحة العينيْن..
أجسّ ناصية الليل الجليدية..
أبعثر وريْقات الأنا..
هناك أو هنا..
وعلى مشارف الصمت ..أنتظر ..
طرقات الوجع تربك الرؤى..
يخاتلها حسيس الهمس ..ونثيث الصبر ..
يعتق نبضات الدهشة ..
في نصف إغفاءة ..في نصف حلم..

عند منتصف النبض …تتراكم الأمنيات..
ينبجس الوهج ..غبارا أحمر..
ويتهادى الندى..
يتبختر..
يتعانق الطل والعبق…
يسارع الظل..
يختلس قبلته المؤجلة..
نصف دفء ..نصف لقاء..

وعند منتصف العمر..تتشكل الرؤى..
ترتسم أنصاف الدوائر..
بعزم متهالك مثبط ..خائر ..
وقلب رغم ضمور النصف …
غاضب ..ثائر ..

عند منتصف المسار…تلتحف الرؤى بجلابيب الحلم
تتجمع الحشود ..نصف وسْنى..
نصف يقظى..
والعروس على هودج الرحيل..
ويظل الموكب في منتصف الذهول..
يرفع راية العشق ..
عند منتصف الدهشة ..

فاطمة سعدالله

 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى