ط
الشعر والأدب

هذه ليلتي …بقلم / نورا عمران من المغرب

نورا عمران
هذا الليل يلبس سلهاما مغربيا من الضباب الذي يينشط ذاكرة كل المناطق . فلا يكاد
يرى شيأ و لو على أصبع البنصر .
الشوارع , خاليه تماما , لا أحد, لكن يسمع صوتا غريبا يقترب ,رويدا رويدا,,,,,,
وسط هذا الضباب . تراءت خيالات عريبه و اتيه من المقبرة التي على طرف البلده
الصغيرة . فهذه الليله , نهضت كل الأشباح تجوب البلدة محتفله بليلتها في ليلة البدر
و فبي ليالي الشتاء الطويله جدا , بصوت متحجرش يزيدنا رعبا تنده للكل :
هوههههههههههههه,هوههههههههههههه
أشباح بكل لون و بكل لغه, و بكل هويه ,,,,,,,,,و من كل جنسيه , فلا فرق بين شبح
أمريكي , و لا شبح إفريقي , و لا أسيوي على أوربي الكل سيان , الكل له نفس
الوجه , نفس الشكل , و أكيد نفس اللغه ……… و لا فرق اليوم بين شبح فقير و لا
شبح غني , فالكل سواسيه .
أشباح من الحرب القديمه أتيه , و حتى من عيون هاته الحرب التي أكلت الدهر بما
فيه
فالكل اشباح . حدث و لا حرج,,,,,,,,,,,……..
الخوف , لبس البيوت , فاليوم , صمت مطبق يقطع الأنفاس, فالشوارع هذه الليله
مجتله من طرف الأشباح . فهذه الليله , إحتلال رسمي معترف به دوليا .
الكل من وراء الجدران , بشموع قليله يبتهلون للرحمان , الأطفال في أسرتهم ,
نائمون مع تلوات الأيات القرءانيه . و حتى الرجال , يحتضن البنادق خوفا و حرسا , أما
النساء فذبن في مكانهن إبتهالا .
و من النوافذ كنا نترقب بعيون خائفه , مرور هذه المواكب المهيبه التي تحصد كل من
يقف أمامها , بسلاهمها في طقوسها الغريبه جدا , كانت تتراقص في هستيريه و
بكل فخر . كان يشع بريق فسفوري من أجسادها المتمايله في خيلاء , بينما أعينهم
كانت تشع في الظلمه بريقا , أحمر , فالويل كل الويل , لمن سولت له نفسه أن يفتح
بابا هذه الليله, فهذه و بدون فخر , ليلة الأشباح .

باناصا الأسطوره

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى