ط
عالم المراة

«هير أديكت» دعوة لتقبل الذات: واجهي العالم بشعركِ المجعد

شعر أملس وعيون خضراء وبشرة فاتحة، «تابوه» الجمال الذي تعودنا عليه، لم نعرف تحديداً من وراء اختياره، ولكن نلمس كيف انتقل وترسخ وأصبح نموذجاً تحاول كل فتاة تقليده حتى تشعر أنها بين الجميلات.

ويبدو أن دعاء جاويش، مؤسسة حملة «هير أديكت» قررت أن تكسر التابوه وتخرج عن الصف لتضع نموذجاً أخر للجمال لا ترسمه الملامح أو أو نوع الشعر بينما يرتكز على تقبل الذات واعتناق الطبيعة التي منحها الخالق لعباده.

بعد أن ذاع صيت الحركات التي تنادي الفتيات بأن يظهرن على طبيعتهن وأن يحترمن طبيعة شعرهن كما خلقه الله، وبدلاً من أن يبحثن عن طرق فرد الشعر وتمليسه ليصبحن مثل الحسنوات الشقروات، عليهن البحث عن طريقة مناسبة لأن يظهرن جمالهن دون الحاق ضرر بطبيعتهن، التقينا بمؤسسة أول حملة تدعو الفتيات لاستخدام العلاجات الطبيعية لتحسين مظهر الشعر والتوقف نهائياً عن استخدام أدوات التصفيف الحرارية السيدة دعاء جاويش مؤسسة حملة «هير أديكت».

وتقول «جاويش» في بداية حديثها إنها كانت منذ طفولتها تتميز بشعر «كيرلي» أو مجعد كما يُطلق عليه، وأنها كانت تتلقى بعض التعليقات غير مرضية تهز ثقتها في نفسها، ولكن «جاويش» قررت أن تحول نقطعة الضعف إلى قوة، وبدأت تعتني بشعرها بشرط أن تحترم تموجاته كماهي، فقط تحاول تحسين مظهره من خلال الزيوت الطبيعية، واستمرت سنوات تبحث عن طرق طبيعية لتحسين الشعر حتى أصبح لديها كم هائل من المعلومات ومن التجربة، دفعتها لتدشين صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لمساعدة الفتيات على الاعتناء بشعرهن واحترام طبيعته.

وتضيف «جاويش» أن عملها بشركة عالمية علمها أن تتحرى الدقة، لذا كانت تستغرق وقتاً طويلاً في البحث عن معلومات صادقة تساعد الفتيات بالفعل في تقبل الذات وزيادة الثقة بالنفس، وما لم يكن متوقعاً، حسب قولها، أن الصفحة لقت نجاحاً كبيراً وحققت صدى واسعاً في وقت قياسي، وهنا جاءت الخطوة الثانية أو الهدف الثاني للحملة، وهو «تحدي بلا حرارة»، وهنا كانت تستهدف «جاويش» أن تتوقف الفتيات عن استخدام أدوات التصفيف الحرارية التي تدمر الشعر وتُخفي التموجات الطبيعية التي ربما تكون أكثر جمالاً على صاحبتها، وبدأت الفكرة تنتقل وتنجح وفتيات كثيرات يشاركن بتجاربهن الشخصية ويعرضون صور مراحل الانتقال إلى تحدي بلا حرارة، لتشجيع عدد أكبر لخوض التجربة والعودة إلى الطبيعية.

ثم جاءت الخطوة الثالثة من الحملة، وهي تعريف الفتيات والسيدات بفكرة مسامية الشعر، وكيف يحددن درجة المسامية الخاصة بشعرهن لأن هذا من شأنه يحدد طريقة العناية المناسبة، من ثم تحقق المنتجات الطبيية نتيجة أفضل، ثم انتقلت «جاويش» بمجهودها الشخصي لهدف أو خطوة رابعة وهي «كيماويات أقل» وتستهدف هذه الخطوة استخدام منتجات التصفيف والعناية التي تحتوي على كمية أقل من المركبات الكيميائية المدمرة للشعر، وبدأت الفتيات يتشاركن بتجاربهن مع المنتجات ويساعدن بعضهن البعض لايجاد المنتج المناسب، وتقول «جاويش» عن هذه المشاركة «حاولت مظهرش باسمي لاني حسيت أن»هير أديكت«حركة جماعية».

لم تتوقف مبادرة «هير أديكت» عند تصفيف الشعر بينما تطرقت لفكرة تلوين الشعر والتي تلجأ لها كثير من الفتيات لتغيير إطلالاتهن، والجديد الذي قدمته حملة «هير أديكت» هو أنها لجأت لطبيبة أمريكية قدمت نصائح لتغيير لون الشعر لدرجات الأحمر والبني بمنتجات طبيعية لا تلحق بالشعر أي ضرر.

بعد نجاح «هير أديكت» ووصولها لعدد هائل من المتابعات، بدأ القائمين عليها يقدمون مبادرات جديدة خاصة بمرضى السرطان، وتقول «جاويش» إن المبادرة حاولت أن تستفيد من فكرة أنها تركز على الشعر في أن تكون حلقة وصل بين الراغبات في التبرع بشعرهن من أجل مريضات السرطان وبين الجهات التي تقوم بعمل الشعر المستعار ثم يُقدم إلى مريضات السرطان، ولقى هذا الجانب الإنساني قبول من المتابعات اللاتي بدأن بالفعل في المشاركة.

وأخيراً أكدت دعاء جاويش، مؤسسة حملة «هير أديكت» إنها لا تسعى لأن تكون نساء مصر والعالم العربي جميلات فحسب، بينما هن بحاجة لمزيد من الثقة في النفس والتعبير عن الذات كما هي دون تصنع، وأنهن أيضاً يستحقن التقدير وأن يمنحن لأنفسهن بعض الاهتمام.

زر الذهاب إلى الأعلى