ط
مسابقة القصة القصيرة

هْاجّريانٓ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / ليث الهجان من العراق

هْاجّريانٓ

قصة قصيرة
بقلم / ليث الهجان
العراق / البصرة
رقم الهاتف:009647705659724
البريد: [email protected]

كعادة ذلك ألاحساس الدافئ..
المُخبئ تحت رماد الذُكريات المبعثرة كأوراق الخريف..
لا يرغبُ ان يشاهد منظر غروب الشمس . ..
ولا يتأمل ان ترى عيناهُ هروب الشمس نحو عُشها الدافئ..
فرحيل الشمس عن أعين الطلقاء كرحيل
الهواءً عن الغريق ..
وسط فوضوية حواس مبعثرة تكادُ أن تقضي على تُلك الذكريات..
ولكن .. يتسأل ويتردد..
ويتسأل مرة اخرى…! إين يذهبُ ذلك الاحساس ّالمخبئ تحت طيات خيوط هذه الشمس ..
وتتسلل كعادتها في وقت الغروب الى عالمها السُفلي وتترك لَهُ..
الضجرُ..الحُزن..
والبكاء …والوحدة..
ويحاول مرةً أخرى ليلملم بقايا أثرُ إلاحساس ويعود الى تلك النقطة في وقت الغياب .. ويقول: لطاما بحثتُ عن كلُ ما أريد ..
تارةً ابحث…وتارةٌ اتوقف…
وأجلس…وأذهب…وأعود الى ذاكرتي.
ولم أجدُ شيأً واحداً في طريقي..
سوى الوحدة…
لا يزال البحث مستمر..
كالبحث عن عشب گلگامش…
ويتلاشئ الأمل ..
ليدخل صراعاً مع ذاتهِ وييحثُ عن هذا النزيف الحالمٌ في بصيص حلمٌ ..
آو يترجى ذلك الاحساس ..
وتارة يتردد ..
ويتسأل فيما بينهُ وبين…ذلك السؤال ..
ويقول…!
الى أين اذهب..:
والى أين تكون وجهتي..
والحزن والوحدة ترافقني كظلي..
فلا المكان مكاني..
ولا الكون يسع خيالي..
لا أحد يفهم… هذا القلب..
أو لا يتذكر عّما يخطر أو ما يدور في ذهنهُ..
ويتسأل مرة اخرى عن ما يبحث عنه فلا يجدُ ضالةً او شئً ما..
ليتمالك نزيف الشوقٌ نحو فحوة هذا السؤال..
وعادةً ما بعد الغروب..
عندما يحل المساءٌ يرتعش ذلك الاحساس .. كطفلاً يبحث عن شئً ما ..
ليحتمي به من عتمة الظلام التي تتربص اليه..
والتي تحاول أن ترقد الوشاح السوداوي في عيناهُ المثقلتين بضجيجٌ من دموعاً في هِبة الاستعداد وكعادتها الى..
أن تشقُ طريقها الى لا ما نهاية…
وضجيج الشوقٌ يداهم تلكُ الأفكار ببعض الكلمات او بالاحرى ينثر ذلك الاحساس المخبئ تحت طيات قلبهُ ويقول :
أصبح حالي كالشمعة..
وسط الظلام..
في أنتظار..أنتظار..
وبدأتُ..
أحترق شيئاً فشيئاً..
الى ما لا نهاية..
ومن لحظاتْ.. ومن ثمّ صمتْ..
وتأني ويتسارع الى تِلك الأنفاس المخبطة.. التي لا تعرف حالة السكون ..
ونبظات القلب تتسارع فيما بينها على وشك شرف الانتهاء..
ويعود الى ذاكرتهُ مرة اخرى ويسأل ويسأل باحثاً عن السؤال الذي يدور في ذهنهُ ولكن…؟ بعد الرحلة الطويلة التي خاضها ذلك الاحساس يكتشف أن وجهتهُ مع القدر تكاد أن تكون مندثرة تحت رماد الذكريات..
وفي يومٌ جديد مع اشراقة الحياة .. تطل تُلك الشمس على الحياة مرة اخرى لتأتي بذلك السؤال الى الاحساس الدافئ وبعد هذا..
يكتشف أن ..
شمس المغيب ما هي ألا ذكرياتٌ ..
قد مضت ..
وابتسامة هاجريان شقت طريق الرحيل الى تلك المحطة…
وتركت أثراً في قسوة الذكريات التي عادت بهِ الى ملامح رايتهُ البيضاء الممزقة بتلك الابتسامة..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى