ط
الشعر والأدب

وداعا ياسيدة الفجر.قصيدة بقلم الشاعرة / فوزية احمد الفيلالى .المغرب


~~~~~~~~~~~
حين فاجئني صوتها
من بين خرير الساقية
على همس ماء جائر
أصابتني قشعريرة كرى
منزعجا افتقدت ذاكرتي
رميت خيوط الإدراك
كالمعتوه وسط
شعاب متحجرة الخطى
كل المسارات التوت حائرة
شبكة العنكبوت في دماغي
أصابها هذيان الحمى
كل الأوان اكتحلت سوادا
كطفل ضرير تاه في غابت الاشتياق
يمد يده اعتباطا في الخلاء
كيف للسماء ودعت خيوط الشمس
هجرتها صبحا من غير موعد سابق
وكيف للنهار فتح أبوابه على مصرعيها
لفراخ الغراب الأعور
نسي أدوية التخصيب
ولبس رداء التعدد
فاحتل كل المغاور وأعشاش الصفصاف
على صوتها هدَل الحمام
ليتني كنت نسيا منسيا
كيف أكلم من كان
في الحضن عاشقا مرتميّا
وجدتها والعرق يتصبب على خدها نديّا
قلتُ.. أفجرا !
وقد أذن للصلاة عربيا
أما تُلبِّينَ وقد ناداك الرب فرضا
قبل أن أطرق بابك راغبا شجيّا
قالت والدمع يغدق الأجفان
والشفاه حمراء شقائق نعمان
ياسيدي ليس بيدي
بين الأضلع هوس
موج هائج يكسر كل الأركان
وما أنا إلاّ فانوس داخل زجاجة
أتنفس عطر من هاجر وطني
وتركني عرضة لا أسمع الآذان
ياسيدي لا تلمني في عشق
هو اوكسجين حياتي
بعد غياب طال حين من الزمان
تا الله ما أنا إلاّ أمة
وقلبي لا حكم لي عليه
فالصبابة عدوى وداء
لا تطعيم له ولا تلقيح ينفع
ولا عدة من أيام اخر
ولم تكن مريضا ولا على سفر
لا أكذب على يوسف
فأنت من لطخ القميص بالدم
صدق الذئب وكذبت أمم
لا تنريب اليوم
،،،،
عذرا سيدتي
وإن غبت مرغما
فلك في القلب مسكنا
والحرب أخذتني مجبرا
هو الوطن فداء
والتراب سرمدا
وداعا ياسيدة الفجر
فصلاتي قبل الفجر فرجا
وبعد الفجر مخرجا
واليك حبي أهديه روحي
وأهبه قبري موطنا
أشهد أني أفديك ياحبيبتي
بالروح والجسد والدم
،،،،،
بقلمي الشاعرة والأديبة فوزية أحمد الفيلالي
المغرب

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى