ط
مسابقة القصة القصيرة

وداع فى ليلة حب .زمسابقة القصة القصيرة بقلم / منى حسن محمد عيسى من مصر

خاصه بالمسابقة
قصه قصيره
محافظة الاسكندريه
جمهورية مصر العربيه
بقلم: منى حسن محمد عيسى
…………………………………..

**وداع فى ليلة حب **
*******************
هذه قصة لرجل وامرأه (أحمد __ هيام )
عاشا معا قصة حب جنونية..
تعالوا معي لنعيش أحداثها
ونبدأ معهم بليلة حالمة…

هيام../ سيدة تعشق الكلمات عاشت وحيدة ليس لها أنيس فى الحياة، الأنيس الوحيد فى حياتها هى الكتابة ، تكتب بمشاعر جياشة عن العشق والهوى…
جعلت من يقرأ لها يحلم بمحادثتها والتقرب منها…
فهى فى حقيقة الأمر تبدو لكل من يقرأ لها أنها تعيش فى حالة عشق وإنسجام مع حبيب كانت تكتب له أجمل الكلمات وهى فى حقيقة الأمر ليس هناك رجل فى حياتها. وبالرغم من كل المحاولات من هذا وذاك للتقرب منها والتعرف عليها إلا أنها كانت ترفضهم جميعا ولن يستطيع أحد أن يتمكن من التواصل معها ، فقلبها مغلق ولم يستجب لعلاقة حب وارتباط .
وذلك لأنها عاشت حياة مريرة قاسية ولاتملك من الدنيا سوى تعب السنين …

وتمر بها الأيام… وفى ليلة صيف جميلة وبمرور نسمة ربيع عليلة
كانت تجلس أمام الكمبيوتر تكتب خواطرها الفياضة بمشاعر الحب والغرام، داعبت فى نشوة خصلات شعرها السوداء الطويلة الناعمة واستمرت فى الكتابة معبرة عن الوحدة القاسية وعذابات الحياة
فدخل أحمد على صفحتها وهو صديق لها على صفحات التواصل الاجتماعي ، وقرأ ماكتبتة…..
فقد كان احمد يتابع دائما كلماتها التي تكتبها من وقت طويل
ولكن هذه المرة . عندما قرا كتاباتها وما فيها من تعبير عن الوحدة …
والقسوة .. راوده الشك فى أمرها وأخذ يقرأ مرة تلو الأخرى …
فزادة الشوق لآن يغزو افكارها ويتعرف على أسرارها..
ومن تكون ؟؟… فكتب لها قصيدة شدت انتباهها وحركت مشاعرها
من روعة حرفه وكلماته الرقيقة اللتي احست انه كتب هذه الكلمات
لها ومن أجلها.
وانتابها شعور غريب …. وعلى الفور …. ردت عليه واخذت تكتب:
أهذه كلماتك يا أحمد ؟؟
أجابها : نعم هى كلماتي ..
وسألته عن معاني هذه الكلمات المليئة بالمشاعر الدافئة والمعاني الرقيقة.
ودار الحديث بينهما ، كل منهما يعبر عن احاسيسه ومشاعره، فزاد الشوق وتعانقت الكلمات ، وتقاربت الأفكار والمشاعر. وتلاقت الأرواح
ولم يدركهما الوقت فسرقتهما أحلى اللحظات حتى طلوع فجر جديد
رسم طريق لهما مملوء بالمحبة والسعادة والهناء ، وتركا بعضهما على موعد للقاء .
وقامت هيام لتصلي فكانت دعواتها أن يكون لها ويطبب لها كثرة الآلام ، ويمد لها يديه وينقذها من هذا العذاب الذى طالما عاشته
ويكون عوضا عما سلف كي تعيش معه أحلى الأوقات وذهبت إلى فراشها تفكر وتفكر . تغمرها السعادة ويملأ قلبها السكينة والارتياح. وراحت فى نوم عميق…..
وفى اليلة التالية .. جلست أمام الكمبيوتر تنتظر اللقاء مع ( أحمد ) على صفحتها .
وكان أحمد يكتب وانتظرت حتى انتهى من كلماته..
فشعرت بمأساته التى صاغها فى كلماته..
على الفور كتبت له وتواصلت معه.
– مابك يا أحمد ؟
أشعر بشىء فى صدرك يؤلمك .
أخبرنى بالله عليك ….لا تخف ولتعلم أن همك همي وآلامك هي آلامي
ارجوك أخبرنى ما بك ولاتتردد فهذا سيكون سرا بيني وبينك …
ولن يعرفه أحد مهما كان …. فأنا قلقه عليك .

ولم يتردد أحمد فى الرد .. وكتب :
-حتى يرتاح قلبي .. سأكتب لك ما بداخلي وأبوح لك ما بصدرى…
ولكني متردد ..
فردت (هيام ) :
– لاتخف ومهما كان لن يغير ما بيننا .. ثق من ذلك ..
ــ فكتب ( أحمد ):
كانت لي زوجة أحببتها حبا ما بعده حب كانت رقيقة حنون صادقة ..
عشقتها حد الجنون فهى الروح والقلب الحنون ومازلت أشعر بوجودها فى كل مكان من حولي ، تركت لي زهرتين من رحمها
فهما لي أحلى ما فى الوجود ، ولم أجد من يعوضني عنها ….. وكلما نظرت لأخرى ، أجدها هي ، ولم أجد فى كل النساء إلا صورتها، حرمني منها القدر وذهبت بلا رجعة ، ذهبت الى عالم أخر ياليتني كنت معها.
سامحني يا رب ….
لا أعترض على قضائك ولكن هو شوق وحنين إلى محبوبتي وعشقي الوحيد.
– كتبت ( هيام ) : ياليتني كنت مكانها.
ـ كتب ( أحمد ) :لاسيدتي لا تتمني الموت.
ـ هيام : لا ..لم أقصد ذلك ولكني كنت أتمنى أن يعشقني ويحبني رجلا مثل ماعشقتها هذا العشق ، قل لي : ماذا فعلت لك حتى أحببتها هذا الحب وأخلصت لها كل هذا الإخلاص ؟
ــ أحمد : كانت تشعر بآلامي قبل أن أشكو ، كانت تعلم ما أريد قبل أن أنطق ، كانت تشعر بمعاناتي وألمي دون أن أفصح.
كانت تمتص غضبي عند ثورتي وانفعالي وتهدئ من روعي ..
هكذا كانت .. فكيف أنساها ؟
– ألا تكتفي بذلك وتحدثينني عن نفسك وعن حياتك؟
ولم أنت تعيشين وحيدة فى هذه الحياة ؟؟

وترددت هيام فى الرد لعدم مصارحته عن حقيقتها ، ولكنها كذبت عليه واوهمته أنها ليست وحيدة ، وتمنت أن يكون أحمد هو الزوج الذى تحلم به
وكتبت : من قال لك أني وحيدة ؟
وانا أعيش مع زوجي حياة سعيدة

ولكن أحمد لم يصدقها . وساوره الشك بأنها تكذب ..
وذلك ما أحسه وشعر به فى قصائدها التي تكتبها، ورغبتها فى العيش والاستقرار. فكيف يكون هذا حالها وهي تعيش مع زوجها حياة سعيدة ؟؟
ولم يقتنع بذلك فأصر على أن يراودها بقصائده التي كان يكتبها
لهيام كل ليله حتى أثرت هذه القصائد على مشاعرها وأهتمامها به
مما جعلها تنتظر كلماته وأشعاره فى لهفه وأشتياق، قبل أن تذهب إلى فراشها. فزاد الارتباط والتعود ، وتدفقت المشاعر بينهما،وأصبحا توأم لروح واحدة.
شعر أحمد بحالتها فأصر على أن تبوح بما داخلها، وقرر أن يغزو صفحتها وكتب:
ـــ هيام .. إني احبك وأعلم أنك تعانين من وحدتك، وتعيشين فى فراغ لامعنى له ، وهذا المزعوم زوجك ليس له وجود وأنت تجعلينه
ستارا تختبئين وراءه خوفا من شيء ما ؟؟
أشعر به داخلك من كلماتك وأهاتك …
ـــ كتبت ( هيام ) : لاتسألني عن حالي فهي حياتي أشعر بها وحدي
دعك من ذلك واكتب لي بعضا من أشعارك ..إني في حاجة إلى قراءة كلماتك.
ــ كتب ( أحمد ) : سأكتب لك وحدك .. فكتب وقال:

مشتاق لعيونك العاشقة
مشتاق لقلبك وهمسه
ولآحضانك الدافئة

فحركت هذه الكلمات مشاعرها وزادها الشوق والحنين إليه
ــ كتبت: …… أكمل
– كتب وكتب وقال هل أكتفيتِ ؟
– كتبت……. أكمل …. أكمل .

وكتب وهي تعيش معه الحلم :
نفسي أعيش بين ضلوعك
حيطان بتأويني
عشقك وحبك نهر بيرويني
بحبك أنا وبحب همسك يشجيني

هزت كلماته قلبها وحركت مشاعرها .
– وكتبت….. هيام :
خليني أعيش أحساس هواك
ماقدرش أنساك
ولاعمري أعيش من غير لقياك

ـــ فكتب ( أحمد ):
أخبرينى وأصدقيني القول سرك سيدتي فى اعماقي…. من انت ؟؟
وما بك ؟ إنني أشعر بشىء داخلك يعذب فؤادك.
ــ كتبت ( هيام ):
سأخبرك ولكن …. بعد أن تقسم بألا يعلم أحد عما أشعر به إلا أنت ….. فأقسم لها أحمد على ذلك .. ووعدها أن يكون سرا ولا يعلم به أحد أياكان…..
شعرت هيام بالامان وصدقت كلامه الذي جعلها تحكي له حكايتها:
لقد رزقني الله بزوج ظالم غدار وكان هذا قدري وقدري ايضا
– أنني طلقت منه ولم يبق من حياتي إلا الدموع التي لم تفارقني ليل نهار.
ــ كتب ( احمد ):
يكفيني ماعرفته… ولتسمحي لقلبي أن يحتويكِ ، ويكون سندا لك
وتصبحين عوضا لي … وتكونين سببا فى زوال حزني وألامي.
ــ فكتبت ( هيام )
وهل هناك فراغ في قلبك يجعلني أسكن فيه بعد أن كان مملوءا بحب زوجتك ؟
ــ( أحمد): لقد جعلتيِ قلبي يواري سوأة حبها بلارجعة ، وإن بك شيئا تملكني وكأنك سحرت فؤادي.
ـــ ( هيام): وأنت أصبحت لي الأنيس والدفء والسند رجاء من قلب دمي فؤاده .. لاتغدر بي يوما وإن كرهتني وقررت البعاد عني أخبرني ، ولاتخونني ولا تغدر بقلب أحبك.
ــ ( احمد ): حبيبتي لن أرحل عنك إلا بمماتي فأنت أصبحت كل حياتي.

ظل أحمد يحبها ليالٍ وليال ، وفي كل يوم يزداد الحب قوة، وتجتمع القلوب في كل ليلة ليعيشا أجمل حكاية عشق يتعبدا بمحراب الحب يتهاديان الكلمات وكأن الحب والهوى خلق من أجلهما ليجمع بين قلوب ولهانة من على بعد.
وفي ليلة لم تكن تعلم أنها كانت ليلة وداع، طلب منها أن تنساه فلم يعد يستحقها.
قال احمد: ابحثي عن غيري ليسعدك أكثر منِّي.
بكت هيام بحرقه وتوسلت له ألايبتعد لانه صار تكوينها.
– قالت له : أنت أملي الوحيد في الحياة لاتخذلني سأنتحر من بعدك.
ــ قال ( احمد ): لم أعد الرجل الذي تتمنينه ، لم أعد أنا ما عاهدتيه.
ــ قالت ( هيام): ستكون لي السند حتى ولو كنت بلا جسد.
– قال : وما فائدتي وأنا عاجز بجوارك ستأكلني نارك قبل أن تفتك بك ، لن أقدر علي تحمل رؤيتك بجواري جسداً بلاروح ستكونين مجرد أنثى ، تتحترق شوقا وأنا عاجز عن إرضائك.
– قالت : وما حاجتي لرجولتك فأنت بوجودك ونظرة عينيك ، وأنفاسك تكفينني، وسأكون لك العون وأكون لك روحك، وإن تطلب جسدي كله أتبرع به لك وعن طيب خاطر.
– قال لها : ألاتفهمين ؟ لم أعد اريدك لأني لم أكن أحبك يوماً.
– قالت له والدمع يدمي قلبها : كاذب ، كلماتك تخنق انفاسك، وأحسها واشعر بها وكأني أنت ، تبكي بلا دموع ، ياعاشقي لم هذه القسوه علي ، وعلى روحك ، ارحم حالنا من غدر أيامنا ، أريد أن أكون أماً لأولادك ، فهم كل حياتي أتركني معهم وسأكون لهم أماً ترعاهم ، يكفيني وجودي بينكم . أنسيت أمنية حياتنا ، أن ننجب طفلة تكون عروساً جميلة ووردة كالأقحوان بين إخوانها؟
أنسيت كل هذا ؟

– فأجابها: وكيف لك ان تاتي بها وأنا عاجز ؟
أبتعدي عني ، لا أريدك ، وأرحلي ، وأتركيني.
– قالت له : لا .. لن أبتعد ، إلا بعد موتي ، فأني أريدك.. أريدك
ويكفينني وجودي بجوارك.

ومر يوم وراء يوم وبعده أيام ، وفجأة يأتي لها خبر وفاته من صديق له ، ومن شدة حبها له لم تصدق وكذبت الخبر.
– وقالت لصديقه : إن كان مات فكيف جئت برقم تليفوني؟
أليس أحمد من أعطاك إياه أيها الكاذب ؟
ملعون أنت بيننا ، أخبره إنني لم ولن أصدق حتى ولو جئتني بجثته فهو مازال على قيد الحياة ، إنني أشعر بأنفاسه تحوم حولي.
لو كان حقا مات لأحس قلبي بذلك.
أخبره أنني أشعر بوجوده فى هذا الوجود،
أنتظر ليوم غير معلوم يحرقه الشوق والحنين الي . أنتظر منه مكالمة واحدة ليخبرني أنه مازال يهواني كما أهواه ولن أنساه.

وعاشت بألم الفراق والعشق الممنوع ، تجتاحها هواجس وظنون.
– أهو فعلا على قيد الحياة ؟؟
أم صار ملك امرأة اخرى تنعم معه بدفء الليالي كما كانت تنعم معه؟
أيذكرها كما تتذكره ؟ أيؤلمه نار الفراق والذكريات ؟؟

عاشت للحب وبالحب أيام وليالٍ قاسية لبعاده ، وفى ليلة من الليالي وهي وحيدة تجد منه رسالة يدافع فيها عن امرأة اخرى وكانت الصدمة القاتلة .
يعود ليهاجمها دون أن يسأل عنها ……أين كان ؟
والى أين ذهب عشقه لها ؟؟
استغربت من دفاعه عن هذه المرأة التى ظن أنها هاجمتها
ولاتعلم إن كانت ظنونه حقيقية أم مجرد حجة ليتكلم معها
فغضبت ونفرته لكونه تكلم معها بعد غياب طويل عن اخرى
مع انها تعلم أنه مازال يحبها فأخذت تفكر وتفكر.
وإذا بصديقه يتصل بها في ليلة ما ، يحاول مراودتها عن نفسها. استنكرت فعله المشين ، ونبذته .
– قالت له : إني مازلت أحب أحمد ، ولن أقدر على خيانته فمازال يعيش داخلى فان روحي تحيا بوجوده وهو كل أمالي.
فقررت أن تخبر أحمد لتعاتبه وينقذها من صديقه وفي أول دقة من الهاتف ، رد عليها وكأنه كان ينتظرها ، وكأنه كان يعلم عما ستخبره
به ولم يهتم بما تقوله عن صديقه.
وعند سماع صوت بعضهما نسي الدنيا كلها وخيم الصمت
عليهما لبعض الوقت.
– فقال لها: تكلمي .. وهي صامتة.
قال .. تكلمي حبيبتي.

وفي لحظة الصمت الرهيب هذه التي جعلت قلبه يهفو لسماع صوتها فإذا به يرى ويتخيل وكاد ضميره يعاتبه.
– فقال زافرا : أأأأأأأه من رجل وقفت حبيبته تراقبه من وراء حجاب على استحياء.
وهنا قرر ان يلقى عليها ببعض كلماته قد يحن فؤادها لذكرياته
– قال :
لاتختبئي حبيبتي
فقد فضحتك انفاسك
كشفتك دقات قلبك
هل لمتيم عاشق
يتوه عن ملكة احلامه ؟
أتظنين حبيبتي لن أعرفك
من وراء حجابك المرصود
رائحة انفاسك كالعطر المنثور
هاجمني كالعاصفة زلزلني
ذكرني بقلبك الحنون
اخلعي عنك نقابك
لن يخفي عني أجمل عيون
سمعتك عرفتك رغم صمتك الملعون
ما حاجتي للدليل ودقات قلبك
دقات وراء دقات
طبول في الآذان كالصرخات
هل تشكين أني لن أعرفك
من صمت همساتك
أقبلي حبيبتى ..
ألا تتحدثين ؟
دعك من صمتك اللعين
لاتخافي حبيبتي
إني أحتاجك فلا تهربين
موصوفة انت دواء لي
هل تبقين ؟
لا حبيبتي ..
إن دمعاتك لؤلؤ غالٍ
فلا تبكين
نسماتك حنين لقلبي
ألا تقتربين ؟
فأنت في القلب تسكنين
كيف الفؤاد ينسى هواك ؟
أانت له نجمة قمره المرصود
أعلم إن بك شوق حبيبتي وحنين
لن يجعلك تسامحين
فقلبي من عشقه لك
ظلمك ظلم مبين
هل يركع لك قلبي
حتى تغفرين
……………………..
وفجأة…..تحدثا معا في وقت واحد
– كيف حالك ؟
تعالت ضحكاتهما وكأنهما على موعد مع الحب من جديد
وراحا يتحدثان كلمة وراء كلمة وحكاية وراء حكاية، وفجأة تعلو صرخات هيام بالبكاء من لوعة الماضي والبعاد.
ــ قال أحمد : لاتبكي حبيبتي لم أنسكِ يوما وما كان بداخل قلبي غيرك ، فأنت الفؤاد والهوى. الحنان والدفء .عودي إلي فمازلت أنت العشق والحنان.
ـ قالت : وهل مازال لي في قلبك مكان بعد ما كان ؟
أتظن أنني مازلت كما كنت ؟
من أنت ؟ … أخبرني لم أعد أعرفك ..
ــ قال : لا حبيبتي ..
لاتقولي هذا . فلم يغفو لي جفن ومازلت أذكرك..
كيف أكون معك روحا بلا جسد عاجزا عن تلبية رغباتك ؟
فهذا يؤلمني كثيرا مما جعلنى أفكر في البعاد عنك …
فكيف تعيشين مع رجل لايستطيع إسعادك ؟
ــ قالت : السعادة في أن تحب . ولم أكن أطمع إلا في قلب يحتويني
بالحب والحنان ، وهذا يكفيني ..لكنني الآن أكتفيت من عذابك ولم أعد أحبك .
– بلا تحبينني.
– لا لم أعد احبك.
– كلا .. تحبينني .
– لا لم اعد أحبك.
– قولي أحبك .
– لا .. لا أحبك.
– قولي أحبك.
– لالالالالا لم أعد أحبك.
– قولي .
– لا.
– قولي .
– لا.
-قولي.
( وتنهار قواها وتضعف )
– نعم أحبك …….احبك…….
أحبك أكثر من نفسي يا نفسى..

وتبكي بكل قوة تمنت لو كان أمامها فى التو واللحظة لترتمي فى أحضانه .
فأذا به يبكي كما هي تبكي.
بكيا معا وكانهما يكفكفا دموعهما لبعضهما البعض، وكان كل منهما يرى الآخر، وعادت الحياة تزدهر ويعود الربيع على أيامهما مرة أخرى ويعيشا الحب بحب ليس بعده حب لايعرفه إنس ولا جان.

ويمر يوم وراء يوم عشقا العشق ذاته ، فيتعلم منهما أهل الهوى كيف يكون الغرام.
ولم تكن تعلم أن الأيام غادرة لاتتحمل ترى الحب يستمر على الارض،
ولم تكن تعرف أن الأيام تخبىء لها جرح جديد من رجل أحبته فى الخفاء دون أن يعلم عنه بشر .

ويمرض أحمد مرة أخرى ، فيصاب بخرطوش فى حنجرته أثناء وجوده فى ميدان رابعة ، مع أنه كان يقول لها أنه لم يكن ضمن جماعات الأخوان ، لكنه مجرد أحتجاج عن ظلم الحكومة للبشر.
وهى كانت تعشق القوات المسلحة وكانت تجادله كثيرا فى ذلك
وكانا اتفقا على ان لا يتكلم كل منهما في السياسة ولكل منهما فكره
يجب أن يحترم.
ويصاب أحمد بحنجرته مما جعله لايستطيع الكلام ، ولم يعد قادرا على محادثتها والتواصل معها فأصبح الحديث بينهما مجرد رسائل ونار الفراق تشتعل كل يوم حتى أصبحت الرسائل اليومية أسبوعية وأصبح وجوده كالحلم تنتظره، وكأنه أمل لن يتحقق وكلما تشتاقه تحادثه ، وهي تعلم أنه لن يتكلم ولن تسمع صوته ، بل يشعر قلبها بما يريد أن يخبرها.
وفجأة….. انقطع عنها كل خبر عنه ، ظلت تنتظر.. وتنتظر
على أمل ، ولم يأتها أي اتصال. فتشك هيام في أمره وكأن أخرى استحوزت عليه ، واخذته منها وبحاسة المرأه اشتعلت نار الغيرة كالبركان. نار موقدة في الهشيم تأكلها وتأكلها.
وكتبت له رساله تعاتبه ، ولم يرد ، وازداد شكها.
.. وهنا بدا يكتب من جديد
كتب رسالته الاخيرة : ستثبت لك الأيام أنك كنت ومازلت حبيبتي.

وانقطعت كل أخباره تماما عنها وأصابها الاكتئاب ، وقررت هيام أن تنتقم من كل رجل يحاول التقرب منها.
صاحبت هذا وذاك ، سهرت الليالي معهم تداعبهم وتلاعبهم بلطف
وتمر الأيام والأسابيع وفى ليلة جاء طيفه لها بالحلم.
ترى نفسها تتصل به من رقم أخر غير رقمها وتجده لايتكلم. أنفاس خارجة منه فقط وكان التلفاز به برنامج ديني يتحدث عن الله
عن خائن العهد وتأدية الأمانة الى أهلها.
استيقظت من نومها يرتعش بدنها بلهفة فقررت أن تنفذ الحلم.
أحضرت شريحة جديدة واتصلت به وكانت ألمفاجئة ..
فأذا به يرد بصوت عادي وأصابتها وهلة من الصدمة ثم أفاقت منها على الفور ز
قالت بسخرية : مبارك رجوع صوتك .
– ورد بصوت خافت : ( ممثلاً دوره ببراعة ): أشكرك.
لكنها أغلقت التليفون فى وجهه .
فهم أحمد ليتصل بها ، ولم تستطع إمساك حالها من الرد عليه
وقالت له : ماذا تريد لقد انتهى كل شىء بيننا. اأنكشف أمرك أمامي لقد رميتني فى أحضان الرذيلة ، والآن ماذا تريد؟
أتريد فتاة الليل ؟
– قال :أريد حبيبتي وزوجتي
– قالت :لاتقل هذا مرة أخرى.
– قال : ماذا تقصدين ما الأمر الذي لاتريدني ألاأقوله؟
لم أفهمك ؟
– قالت : لاتقل حبيبتي ، لم أعد هكذا ولم أكن زوجتك يوما فأنت مخادع.
– قال : أأمريني وانا أنفذ ماذا يرضيكِ ؟
– قالت : لاتقل حبيبتي ، لم أكن يوما حبيبتك بل قول محظيتك
– قال: لا أنت لست حبيبتي.. أنت معشوقتي وزوجتي أمام الله
– قالت : لا لم أعد انا كما كنت ، لم أعد أنا ، فقد صرت محظية لكل الرجال.. أتعلم ماذا جنيت فى أمري ؟
حولتني لفتاة ليل يحلم بمرافقتها كل عاشق.
وإذا به يلعنها ويسبها : أخرسى يا كاذبة .. لن أصدقك حتى ولو رأيتك بعيني ، فأنتِ مازلتِ طاهرة وزوجة صالحة.
– تقسم له وتقسم ولايصدقها.
– قالت : سأقسم لك بشىء يجعلك تصدق.
– قال : وما هو القسم ؟
– قالت : أنت .. سأقسم بحبك الذي كان.
– قال : وكيف أصدق وانت مني ؟
– قالت : أأثبت لك ؟ ألم تقل لي إنني زوجتك ؟
طلقني لم أعد أريدك
( مع أنهما لم يتزوجا على الورق ، لكن كانا يعتقدان إن الوعد
الذي بينهما بمثابة الزواج الشرعي )
– قالت : أتريديني ؟
ها أنا لك ، سأفعل معك كما أفعل لغيرك.
– قال : سافلة .. كيف تقولين عن زوجتي وحبيبتي ذلك ؟

وفكر فى اختبارها ليثبت كذبها ، فإذا بصديقه يدخل عليه فى هذه اللحظة .
يقول له : معي امرأة تريد رجلاً ، تأكلها نارها ، هل تحادثها لتبرد لها هذه النار ؟ وتستمتع معها ، فأنا لا أريدها لأننى لا أشرب من إناء مملوء بالنجاسة.

سمعت كلماته عصفت بكيانها وكأنه طعنها بخنجر مسموم .
انهارت وبكت وأغلقت الخط على فورها ولم تتحمل ألآلم.
أتصلت به مرة أخرى ، لكنه لم يرد ، فراحت تتصل وتتصل حتى رد عليها .
– لماذا تتصلين ؟ أنا لازأريد ساقطات.
– قالت : لماذا فعلت بي هذا ؟ هانت عليك نفسك تقدمني لغيرك.
– قال : ولماذا أنت غاضبة لهذه الدرجة ؟
اتضح كذبك الآن لو كنتِ كما تقولين ما أعلقتِ الخط، وما أوجعك ذلك ، وهربتِ ، أختبرتك حتى أثبت كذبك.
– قالت : ولمَ لا، ولكن لم أحتمل إنك تقدمني لغيرك.
وظلا يتحدثان لساعات ، ولم يصلا لشىء بينهما، ولم تصل هي لغرضها حتى يكرهها ، ولم تستطع نسيانه .
وأغلقا الخط عند هذا القدر من الحديث واتفقا على أن يتحدثا فى المساء فى موعدهم عند طلوع الفجر ، وفي الموعد حادثته مرة أخرى وفي قلبها سر لايعلمه غيرها ، إنها قد تموت بعد أيام ، وإنها راحلة.
ستجرى لها عملية قد تعود بعدها أو لاتعود.
أخفت عنه سرها لتجعله يكرهها ولايحزن عليها بعد وفاتها ، كان يشغلها الخوف عليه ، مما أنساها كذبه وخداعه ، فإن مرآة الحب عمياء.
وراحت تبكى وتبكي شوق له وخوفا عليه ، وطلبت منه أن يلقي عليها كلماته الأولى سبب حبهما وتقربهما لبعضهم البعض.
– قالت : أرجوك أحمد .. اعتبرها قصيدة نهايتنا كما كانت قصيدة بدايتنا ، إنها قصيدة الحياة والموت.
– قال : ومن تطلب منى أن ألقي عليها كلماتي ؟ أهي فتاة الليل
أم حبيبة قلبي وفؤادي ؟
– قالت : دموع عيني تخبرك عن حالي ، فأنا فتاتك وحبك وسر آهاتك.
أرجوك تلبي مطلبي للمرة الأخيرة ، فوافق مع أنه لا يعلم لماذا تطلب هذا.
فألقى عليها كلماتة الأولى:
إيه يادنيا
إيه يا دنيا …………… مالك ومالي
ليه يا دنيا …………….دايما معنداني.
مش عيزاني أفرح……. ومحيراني
الدمع أهلي وخلاني
فى الفرح ما الاقي غير أحزاني
الفرح ثانيه والجرح سنين
فى وادي كله ألم وضنين
ولافيه ضحكة تترسم على خد حزين
خانو الحبايب وما تركولي غير ألانين
ليه يادنيا تخلي الفرح حزين
حتى الورد يوم ما يفرح تقطفه
إيدين قاسيين
القسوه قسوة قلب حبيب
جرحني لماكان ف يوم ليا الطبيب
ياريتك يا قلبي ما هويت
ياريتك ياريت على بابه ما ناديت
ياما عيوني ضناها السهاد وما شكيت
ياما يادنيا من احزانك قربوني
وف أفراحك اتنسيت
…………………
وراحت تبكى وتبكى هيام بكل ما تستطيع امرأة البكاء بحرقة قلب
حزين على فراق حبيب.
قال لها احمد : حبيبتي .. لا تبكي.
هل أسمعك إياها مرة أخرى ؟
– أجابت هيام : ياريت حبيبي
أعادها مرة أخرى ، وإذا بالكهرباء تنقطع عليها وتستمع الى ترنيمة نهايتها وحدها في الظلام ، ظلام حالك .
– قال اكتفيتِ …. ؟
– قالت : أعدها مره أخرى أرح قلبي بها.
– قال : حبيبتي .. ماذا تطلبين مني ؟
أتريدين شىئاً آخراً ؟ وكأنه يشعر أن طلبها قد يكون الأخير.
طلبت منه أن يبعث كلماته لها في رسالة لتحتفظ بها ، ولكنها في قرارة نفسها إن عادت ستصبح ملكها وسترد عليه إن لم تعد تصبح ذكرى على أيامها.
وطلبت منه أن يكتب لها مرة أخرى ، ويبعثها.
وراحت تودعه بشوق وحنين ، تمنت أن تراه للمرة الأولى والأخيرة وإن كانت ستعود او لا تعود.

ودعته في ليلة شتاء قارس ، بعث لها صورته التي طلبتها منه ، وقررت فى نفسها ؛ إن رجعت ستقابله مهما كان ثمن هذه المقابلة.

وانقطعت عنه كل أخبارها ولم يعرف ماذا حدث لها وعاش حياته
كما تحلو له ولم يبالِ بغيابها ، ولم يحاول أن يعرف عنها أى شىء.

وتدخل هيام المشفى لإجراء الفحوصات و أخذ عينه من رحمها، وتنتظر النتيجه أيام طوال وحيدة معذبة ، ويأتي الطبيب بالنتيجة ويفاجىء هيام بأن الورم حميد ، وبمجرد إجراء عملية بسيطة يرجع كل شىء لطبيعته ويتوقف النزيف.
وتدخل هيام غرفة العمليات وتنجح العملية ، وهى فى مرحلة الإفاقة
من البنج كانت تهزي وتنادي على أحمد ، وأحمد لايبالي بها.

وظلت هيام بهذه الحالة لساعات طوال حتى أفاقت ،فمكثت بعض أيام بالمشفى حتى تعافت وعادت لمنزلها ،وفتحت الرسائل لتبعث له كلمات المحاياة ، لتجده حظرها من صفحة التواصل الاجتماعي.
ولم تكن تعرف أن له حساب أخر باسم غير اسمه الذى عرفته به
وكان يتابع أخبارها من هذا الحساب وقررت أن تعيش حياتها من جديد بعد أن أحياها الله من موت كان محتوماً عليها ،فظلت هيام تعيش مع كتاباتها ومرت ايام وشهور ، وفي ليلة يبعث لها رسالة من صفحته الجديدة ليخبرها أنه هو.
خفق قلبها خفقة كاد يتوقف منها ولكنها لم ترد عليه ، فجرحها أكبر من خفقة قلبها ، لم يعد يحتمل القلب الألم والكذب والخداع ، بعد أن عرفت من فتيات أخريات أنه كان يواعدهن ويعيش معهن قصص الغرام ، ولم يكن يبكى على غيابها ولا ينتظر عودتها ولم يبال إن كانت على قيد الحياة أم ماتت وتركته بقلبه وما يهوى .
وظلت هكذا بضعة أشهر أخرى لا تحادثه، وفى يوم دق جرس تليفونها ليكون الوعد والمكتوب ، تجد اسمه مكتوباً على طرف الزمن بوشم نقش بدقات قلبها ، فقررت أن تنهي الموضوع معه إما بالزواج أو الفراق وإلى الأبد.
وردت عليه هيام لتطلب منه اللقاء الأول لهما ، وافق على الفور. واعدها فتقابلا لتجد نفسها لاتعرفه ، ولاتشعر به حتى سلام الأيدي كان فاترا كلقاء الأموات ، جلست معه بعض ساعاتٍ ، تجاذبا خلالها الحديث.
– قالت: كيف حالك وحال أولادك ؟
استغرب من السّؤال.
– قالت هيام : لمَ أستغرابك هذا ؟
– قال: حبيبتي أول مره تقولين أولادك لا أولادي. ألم تكوني أماً لهم ؟
– قالت : كنت في الماضي البعيد ، قبل أن أموت وأعود بلا روح. واستمر الحوار ساعات ، وهي تفكر كيف تقطع الشك باليقين ، كيف تثبت لنفسها وله كذبه وخداعه طوال الأيام و السنين التي مرت وهما عاشقان لأرواحهما و ليس لأجسادهما.
وهنا ينقذها من حيرتها ، ليطلب منها أن ترافقه إلى منزله.
– فقالت: كيف يكون وبمَ ستقدمني لأولادك ؟
– قال: عندي منزل آخر جديد لم يكتمل التجهيز بعد ، تعالي لترى بنفسك .
فكرت قليلاً ثم وافقت حتى يثبت لها خداعه .
وتواعدا بموعد آخر وبعد ثلاثة أيام جاء الموعد ، وذهبت هيام إلى أحمد ، وإذا به يهم لتقبيلها لأول مرة ، وتركته دون مقاومة ،ولم تشعر بأي إحساس من العشق فتركته على راحته وفى نفسها شىء آخر غير ما يريده منها ، راح يداعبها ويتلمس جسدها ،وهى تدعي أن قواها تخور وتقول : هيت لك ، وأن حبها الشديد له جعلها ضعيفة البدن ، وتملكته نشوة كبيرة ليحملها إلى غرفة النوم ، ويجردها من ملابسها ويتجرد هو أيضا من ملابسه ، لتكتشف أن جسده سليم وتكتشف أنه بكامل قواه الجسدية ، وأحاسيسه المتدفقة. فإذا بها تقرر أن تعطيه ما يريد منها ، وراحا يتبادلان الحب ولا يعلم أن حبها تبدل لكره وانتقام.
وظلا هكذا لساعات حتى تعب وراح فى نوم عميق ، ليرتاح من المجهود الذي بذله معها. ثم جمعت داخلها قوة كل امرأة خدعها وأخرجت غلها فى ممارسة الحب معه وهنا تأكدت إنه كان زير نساء
وكان مخادع لها ولقلبها.
أحضرت هيام إناء مملوءاً بالبنزين الذي وجدته عنده فى المطبخ
ولبست ملابسها وقامت بسكب البنزين حوله وفى كل مكان في الشقة
وهو لم يشعر بها من شدة تعبه وأوقدت هيام نارها وبركانها ليرتاح فؤادها ، وتركته يتفحم كما تفحم قلبها وجعلته ذكرى منسية.
ولم تذرف عليه دمعة واحدة ، بل صارت ضحكاتها تتعالى وتتعالى
وتخرج من شقته ليمسك بها الجيران وتأتي الشرطة ، وتحول هيام للنيابه لثبوت التهمة عليها وبدأ يستجوبها المحقق ، وحين سألها المحقق وجدها تخرف وتهذي بكلمات تتحدث بها مع شخص ليس له وجود و تقول وتتمتم مع حالها.

– ( أفترقنا بلا موعد على أمل لقاء جديد ، كم بكت أعيننا للفراق وإنما نبتسم بضحكات صاخبة بما نسمي هذا ؟ كيف يكون الفراق مرتبط بالضحكات أهي ضحكات الألم والعدم ؟ ضياع عمر انتهى مع سنين ضاعت بليالينا أم ضحكات الاستغناء تبشرنا بلقاء جديد ما هذا الشعور الذي بداخلنا يرفض الفراق ، نفترق ونعود ، نعود ونفترق نكذب ونصدق ، وأنا وأنت نتحدث كثيرا وقد قررنا من داخلنا إعلان الرحيل ، ولكن لم نفترق سنصبح من الماضي من الذكرى نعود ونعود بلا أي وعود .. من أنت ؟ ومن أنا ؟ لسنا ملائكة إننا بشر نحب ونعشق ، ونعلم أن عشقنا مستحيل ما كل هذا الحب يارجل المستحيل ؟
من أعطاك الحق في قلبي لتعلن حبي وفي لحظة تنكر مشاعري أخبرني؟ بالله عليك ماهذا العذاب والحيرة من أمرك وأمري ؟
هناك شىء ما يجمعنا على لقاء المستحيل هل هذا أمل نتبادل الاحلام ؟
من الممكن أن يتحقق وأعيش لياليك ياحبيبي لاتستبح قلبي كما تستباح الاجساد ، عيناك .لم تسألني ولم أقل لك لا او نعم.
قابلتك مرة وقلبي بحبك دق ، من أعطاك الحق تدخل من غير أستئذان داخلي ؟ )

وينادي عليها المحقق : هيام ….. هيام مع من تتحدثين وماذا تقولين ؟
– تجيب هيام : معك أنت حبيبي وهل لي سواك أحمد إنك دخلت دنيتي ، وبنيت وهم عشت أنا فيه .يقبع بين أضلعي قلب صغير ينظر على مرارة الزمان ، مرة تغير، ومرة تحتج عليه وكأنه ملك يديك
قل لي : لماذا نحتج علي الحب ؟

مين يقدر على أمر الهوى ؟ طبعك غريب نهرب منك ونخاف على قلوبنا
تنجرح وانت ولا بتدور على مواعيد وأدينا بنلوم عليك ومن أشوقنا ليك
أهي عنيك شافت عيون متكحلين بسواد لياليك وازاي تقدر تخون
عيوني يا هوى ؟ بكره تيجي ندمان والزمان شبعك حرمان

– ويقطع المحقق شرودها منادياً :….. هيام ….. هيام
تكلمي أخبريني بمَ حدث ؟ لمَ فعلتِ هذا ؟ لماذا أحرقتِ أحمد ؟

راحت تتمتم بكلمات غير مفهومة ليجدها في غير وعيها.
وبالتحقيق المستمر معها أثبت أنه جن جنونها ، وحولت هيام إلى مشفى الامراض العقلية لتكمل باقي حياتها بين أربعة جدران ، وحيدة كما كانت فى الماضي ، وتتحدث مع الحبيب الغائب ليل نهار
وعاشت للحب وستموت من أجله.
وهنا نصل لنهاية القصة لنسأل سؤالاً؟
من منهم ألآثم ؟ ومن دفع الثمن؟ ومن نحاكم ؟
الأجساد البالية أم الضمائر المعدومة ؟.
………………………………………
بقلم/ منى حسن عيسى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى