ط
مسابقة القصة القصيرة

ورقة صفراء .مسابقة القصة القصيرة بقلم /محمد الحريرى .مصر

محمد الحريري
القاهرة مصر
قصة قصيرة
01096333331
[email protected]

العنوان ورقة صفراء

اذا فعلت لنا؟

كان سؤال قاسي من إبني بعد أن بلغ الرابعة والعشرون عاما منذ أيام…
كانت ثورة غضب أطلقها في وجهي بعد شعوره بالعجز عن الحصول على عمل منذ أن تخرج من عامين، لامني على كل شئ، على دراسته الحكومية التي لم تعلمه شئ، ملابسه المهلهلة البسيطة، قلة المال، وفقر الطعام.
لامني على وجوده في الحياة، وإن أمثالنا لا يستحقون إن يرزقوا بأبناء يشقون معهم، لامني وصفع الباب من خلفه تاركا إياي في أسف وألم.
اخرجت حقيبة اوراقي أبحث عن دليل عدم تقصيري له، قسيمة زواجي اخترت له أم صالحة، شهادة ميلاده اخترت له أحسن الأسماء، صوره وهو يضحك من طفولته لصباه فشبابه، أوراق قرض دفعته بدمائي ليكون لنا سكن يحمينا من غدر الزمان، بحثت عن أوراق تثبت حبي له لم أجد، بحثت أوراق تثبت شقائي طوال السنين لم أجد، فتشت والدموع والقهر يشق قلبي نصفين تكاد الدموع أن تحجب النور عن عيني وأنا ابحث.
ولم أجد إلا ورقة صفراء مطوية في جانب الحقيبة.
خطاب من والدي قرأته
(ولدي الحبيب…
يا أغلى من نفسي…
حزنت كثيرا حين صرخت في وجهي تلك الليلة حين علمت إني ادخرت بعض المال للقيام بعمرة في آخر أيامي، دون أن أساعدك بها على كبد الحياة الصعبة، ولكنك يا حبيبي لم أهن عليك وعدت لتقبل يدي ودموع الندم الغاليه تغرق عيناك العزيزتين، يا قرة عيني مرفق كامل المبلغ فأنت يا ولدي أغلى من الدنيا وما عليها وأسألك دعوة من قلبك الطاهر حين لا ينفعني إلا دعائك)

لم أكد أنهي الخطاب وصدري يرتج من شدة البكاء حتى وجدت ولدي أمامي يبكي هو الأخر بشدة وينكفئ على ركبتيه ممسكا بيدي يقبلها ويطلب المغفرة عن سوء فعلته.
احتضنته بقوة وبكينا ولكل منا سبب ورفعت الورقة الصفراء إلى فمي أقبلها وشفتاي تتمتم في خفوت.
رحمك الله يا أبي…

بقلمي محمد الحريري

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى