ط
الشعر والأدب

قصيدة ( موعدُ الباخرة) للشاعرة العراقية / أفياء أمين الأسدي

 

تأخرتَ جدا

على رقصةٍ في أخير الزقاقِ

وحين أتيتَ تيبّستَ غصنا مِن الأقحوان

وفاح الحضورُ

ترددتَ بين احتمالِ السقوط وبين التناسي

وخفتَ من القول يعطيكَ أكثر ممّا تريدُ

وصمتُكَ ليس خياراً تحبُّ

فدستَ على قدمي مرتينِ

ودستَ على رئتي شهقتينِ

كمسبحةٍ -في يديك أدورُ-

تدورُ كمسبحةٍ في يديكْ

كمفتاح بابٍ يعيش بظلّ الأصيصِ الوحيدِ

ويعكسُ كلّ الشموسِ عليكْ

تأخرتَ جدا

على مقعدٍ في أخير المكانِ

على رجفةٍ من خفيفِ الكمانِ

وحين أتيتَ انشغلتَ بما فيكَ من كبرياءِ

لأنّ المقاعد حولي “رجالٌ”

تردّدتَ بين اكتمال المساءِ

وبين التخلّي عن حضن عاشقةٍ مِن أثيرِ

فكيف على كبريائي تجورُ

أ تملكُ صخراً يدقّ ويبقيكَ حيّ الضميرِ ؟

وماذا أقول لمسبحةٍ في يديك تدورُ

أدورُ كمسبحةٍ في يديكْ؟

تأخرتَ جدا

ولكنْ أتيتَ .. على خاطري

مِن كثير التواطؤ بيني وبين دروبٍ مشينا

فثرنا علينا

أنا والدروبُ و شاي الدروبِ ، و ذاكرةٌ ليس عني تتوبُ

غضِبنا كثيراً عليكَ ، إليكْ

تعلّمتُ وحدي

وحلّقتُ وحدي

و غرّدتُ وحدي

بلى ، كان صوتي مِن الموجعاتِ

مِن الرابضات كطور بصدري

بلى ، كان حصنا لأنجو بقلبي

بلى ، كان صوتاً برأسي يقول : سينجو ، ففرّي

فهوْ يرتدي ساعةً مِن سنينَ ويدري بأنْ قد تأخّرَ جدا

وقد فاتهُ موعدُ الباخرةْ

تأخرتَ جدا ..

وقبل المجيءِ شددتَ الرحالَ

وكنتَ عظيما بشدّ الرحالِ

كما أنتَ دوماً إذا رمتَ درباً

سلاما علينا إذا دقّتِ الساعةُ العاشرةْ

وحيث تكون : سلاما عليكْ.

———————————-

 

أفياء أمين الأسدي

شاعرة عراقية

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى