المتقم …اداء الممثلين يرفع من مستوى الاحداث ..
بقلم / أنيس بوجواري
الواقع يقول ان أي تجربة جديدة يجب ان تحظى بالمشاهدة لكي يتم الحكم عليها بنجاحها من عدمه..وتجربة مسلسل “المنتقم” هي احد تلك التجارب المختلفة فهو اول مسلسل مصري مكون من 120 حلقة يتم عرض حلقاته في موسم واحد ..
وهو قصة مقتبسة من رواية الكونت دي مونت وحقيقة ان صناع العمل فعلوا خيرآ حين كتبوا ذلك على تترات العمل حتى لاتوجه لهم تهمة سرقة الفكرة …
تبدأ الاحداث في الحلقات ال 16 الاولى بشكل متسارع ينهج بانفاس المشاهد ويصيبك بحالة لاشعورية من الابهار على مستوى احداث العمل فالحبكة متصاعدة ووتيرة الصراع مشدودة وطريقة قفل الحلقة مميزة تجعل المشاهد ينتظر حلقة الغد ليعرف ماسيحدث..
لكن بدأت الاحداث بشكل وبآخر في الدخول في منطقة ” الحشر” واضافة بعض الاحداث لانقاذ ساعات العمل الطويلة التي يقدمها العمل
البناء الدرامي كان لحد كبير متماسك ويحسب ان العمل خضع لكتابة 3 اشخاص كان “هشام هلال” هو المشرف على الاثنين الاخرين وقلم “هلال” قلم بارع يصوغ الاحداث بشكل مشوق ..
الحوار ميزته تلقائيته فهو لم يكن فلسفيآ ولعل اجمل المشاهد الحوارية كانت الطويلة وتحديدا التي تحمل مشاعر حب ثد تكون مفتقده على ارض الواقع …وقد شرب بعض الممثلين الحوار في تلك المشاهد بشكل مرعب احترافيآ ولعل ابرزهم كانت “ايناس كامل ” فالتناغم الحواري الذي قدمته مع الموسيقى التصويرية في مشاهد عدة يشبه الشعر !
لعل ابرز ماميز هذا العمل وجعله يغطي على سلبيات طول الاحداث هو اداء الممثلين
فأنت ستشاهد” اميرة هاني” في دور مختلف تمامآ فالفتاة المتمردة التي قدمتها اميرة ظهرت بشكل احترافي يجعلك تيقن ان اميرة ممثلة قديرة بالرغم من صغر مشوارها الفني ..
اما ايناس كامل فهي قدمت احساس عالي وحورية فرغلي قدمت دورا ذو ابعاد نفسية ويحسب لها انها من الممثلات القلائل التي تظهر بلا ماكياج …ويحسب ل”شمس” خفة ظلها وحضورها
اما على مستوى العنصر الرجالي ف ” احمد رفعت” مبهر في دور الثورجي بعيد عن الاصطناع تلقائي في مشاهد الانفعال من اجل الوطن ..وسامح الصريطي يرفع مقولة الكبير كبير واللبناني عمار شلق جاء في المكان الصحيح
ووليد فواز وجه يحمل معه الف بشرى بالخير لفنان واعد
لعل بطلي العمل عمرو يوسف واحمد السعدني قدما اداءآ جيدا جدا ولكن الاثنين قدما تلك الادوار في السابق
الديكور الداخلي كان مختلفآ والموسيقى التصويرية اضفت روحآ للعمل
والمخرج حاتم علي اجاد ادارة المخرجين الشباب الاثنين اللذان عملا معه لاظهار العمل بشكل مختلف
تظل هي تجربة مختلفة يجب ان تحسب لصناعها انها الاولى من نوعها …..
