ط
مسابقة القصة القصيرة

حلم ريفى.. مسابقة القصة القصيرة.بقلم / محمود عبد الرحمن من مصر

حلم ريفى
مسابقة القصة القصيرة

مسابقة القصة القصيرة ….محمود عبد الرحمن الاسكندرية 01283339833

بين نسائم هواء الريف العليل والخضرة تكسو المكان من كل جانب والقلوب النقيه التي تسكنها الفطرة نشأ الطفل الصغير عبده في منزل ريفي بسيط جدا كمعظم المصريين البسطاء ليس لديه غير جلباب واحد قصير يستره صيفا وشتاء وسرير متواضع تعود على ان يحتضنه كل يوم ولم يشعر يوما بخشونه ذلك السرير من فرط ارهاقه وتعبه طوال اليوم في العمل في ارض خاله صلاح المزارع حيث ان عبده لم يذهب للمدرسه كاقرانه من الاطفال فقط ذهب للكُتاب ليتعلم القراءة والكتابه فقط ولحظه العاثر كان ابوه متمردا على حياة الريف وكان طباخا ماهرا فآثر ان يترك بلدته الزراعيه ويتوجه الى القاهرة حيث الحياة المدنيه التي يحلم بها عم سعد ولكنه لم يفكر في عبده او في اخوته من زوجاته الاخريات كان عم سعد متزوج من 3 سيدات فكان لعبده اخ واحد يدعي كامل واختين من سيدة اخري…ذهب الوالد الى القاهرة مخلفا وراءة ورقه طلاق لأم عبده وكانت سيده قويه وخشنه لم تتاثر بالطلاق بل وفكرت في نفسها …انها شابه جميله ولا مانع من الزواج مرة اخرى بل والادهى هو ترك هذه القريه والذهاب مع الزوج الجديد عم فهمي الى مدينة دمنهور….وجد عبده نفسه مستلقيا في دار خاله صلاح بدون حتى غطاء يقيه برد الشتاء يقوم مبكرا ويذهب للفلاحه مع خاله وابناء خاله ولكن بنصيب اكثر من العمل من اقرانه بدأ يشعر بمعامله مختلفه حتى اثناء الطعام كان يأكل المش والجبنة القديمه في حين ابناء خاله ينعمون باللحوم والدواجن شعر بحسرة كبيرة وبالوحده عند خاله شعر انه عبدا في زمن لم يعد فيه عبيد ظل على هذه الحاله ما يقرب من 3 سنوات حتى بلغ الثالثه عشر …حينها قرر الثورة على كل شئ ظلم ابيه وقسوة امه واستعباد الخال لكن بفطرة الصغير سأل عن مكان امه فعلم انها تقطن في مدينه دمنهور هي وابنه خاله المتزوجه هناك ام عبدالله….استقل القطار من بلدته حتى وصل لدمنهور وسأل عن عنوان ابنه خاله ولم يكن معه مال ليستقل مواصلات فمشى حوالى 6 كيلو في عز الشتاء والبرد القارص لكنه لم يشعر بأي شئ رغم ان ملابسه باليه وحذائه قد استقبل الطين والماء بترحاب لما فيه من شقوق وفتحات ….
كادت بنت خاله الكبيرة ان يغمى عليها من هول منظر عبده وهو غارق في ملابس موحله بالطين وفي حاله اعياء شديدة رحبت به كثيرا ولاول مرة يشعر عبده بالامان والراحه بعد ان اخذ دش ساخن وارتدى ملابس نظيفه ونام حوالي 8 ساعات لم يشعر فيها باي شئ يدور حوله.
في هذه الاثناء ذهبت بنت خالته ام عبدالله الى منزل ام عبده وزوجها الجديد واخبرتها بالامر استقبلت الام الخبر بشئ من الحيرة ماذا تفعل الان لها زوج جديد سعيده معه والان ابن جاء من الارياف يريد حضن الام لم تفكر كثيرا واختارت الزوج الذي لم يوافق قطعا ان يعيش معهم عبده في نفس المنزل.
فكر عبده ابن الثالثه عشر في شئ واحد بمساعده ابنه خالته ام عبدالله لابد من العمل وكسب قوت يومه وبدأ في رحله البحث الصعبه الى ان نصحته ابنه خالته بالبحث في الاسكندريه حيث المجال الاوسع والرحب لسوق العمل.
الاسكندريه حيث البحر والترام والمباني العتيقه هام عبده اعجابا بالثغر السكندري وفرح بشده وكان الله به رحيما حيث استلقى على احد المقاهي وقد انهكه التعب من البحث عن عمل رآه رجل اربعيني فرثى لحاله وسأله من انت ولما تجلس على المقهى وحدك فاجابه عبده بفطرته البسيطه انه يبحث عن عمل اي عمل فتعجب الرجل من طفل صغير يبحث عن عمل واستدرك يسأله عن المدرسه والاهل على الفور وبفطرة سليمه حكى له عبده كل شئ فسالت دموع الرجل الرقيق وقال له من الان انت ابني .
عم حسين كان صاحب محل لكي الملابس وكان رجل طيبا مشهود له بالاخلاق الحميده في حارته الصغيرة في حي العطارين الشعبي الرائع بالاسكندريه ذهب بعبده الى بيته واستغربت حلوتهم زوجه الحاج حسين فزوجها تعود دخول المنزل حاملا كيس فاكهة او هريسه العصافيري كما يعرفها السكندريين ولكن اليوم دخل عليها بغلام اسمر لكنه من الوهله الاولى رقت لحاله وملامحه الطيبه والتي يبدو عليها اثار الدنيا اشار لها عم حسين بعينه فاحضر طعاما لعبده اكل كما لم يأكل من قبل وطلب منه عم حسين ان يرتاح.
وجلس الزوجان الكريمان يتباحثان في امر عبده واستقرا على ان يضماه الى كتيبه ابنائهم يعمل بالمحل مع عم حسين واخر اليوم يبيت عنده ويربيه كأحد اولاده هكذا استقر الزوجان الكريمان.
طوال 7 سنوات كان عبده مثالا طيبا للفتى المطيع والحافظ للجميل اطاع عم حسن طاعه عمياء وكان لذلك اثرا طيبا في نفس الرجل فلم يبخل عليه يوما ورباه خير تربيه وكان من وقت لاخر يذهب لامه في دمنهور يطمئن عليها ويعطيها مما يكسب ثم يعود ليلا الى حياته الطبيعيه الى جوار عم حسين .
وجاء وقت التجنيد فوجئ عبده انه مطلوب للتجنيد وفرح فرحا شديدا عند اختياره في سلاح الصاعقه المصريه حيث اثقله التدريب واعطاه ثقه كبيرة في نفسه ومما زاد من ثقته واحساسه بكيانه انه ذهب مع جيش بلاده الى اليمن قضى هناك مدة وحصل على مبلغ كبير جدا من الجيش وعاد الى عم حسين باغلى الهدايا وبالطبع لم ينسى امه وابنه خالته واشترى لنفسه ما لذ وطاب من الملابس الجديدة وهنا وقعت عينه على شريكه العمر.
كانت حسناء فعلا حسناء وهو شاب اسمر ووسيم ومعه المال لكنه غير متعلم ولا اهل له يستطيع ان يتقدم لها وهم معه في ظهره ماذا يفعل؟
طمأنه عم حسين وقال انا في مقام والدك وساذهب معك هنا انفرجت اسارير عبده وقبل يد عم حسن وذهبا معا لاقتناس هذه الحسناء والتي كانت فيما يبدو معجله بعبده وعلى اتم استعداد للموافقه وفعلا تم الاتفاق على كل شئ وهنا وفاجأة رق قلب عبده لأبيه وقرر الذهاب للقاهرة لمقابلته وكانت مفاجاة صاعقه.
ارتدى عبده بدله رائعه بيضاء وحذاء ابيض وذهب الى ابيه الذي كان يعمل طباخا في احد الفلل العتيقه وطلب مقابلته فعندما خرج له ابوه لم يعرفه وقال له من انت فرد عبده والدموع تكاد تقفز من عينيه الم تعرفني؟ فقال له عم سعد اعذرني يا سعاده البيه انا رجل كبير ربما رايتك من قبل لكني نسيت ….فقال له عبده انا ابنك هنا انهار الرجل وخر على قدميه لم يحتمل وذهب في نوبه بكاء شديدة وعبده يحاول تهدئته حتى هدأ وراح يقبل عبده ويحتضنه ويقول له سامحنى انا تخليت عنك.
رفض عم سعد ان يكون الى جوار ابنه عبده في ليلة العمر احساسا منه بالذنب والتقصير في حق ابنه وقرر ان يعاقب نفسه بعدم الحضور ونسي انه ايضا يستمر في قتل مشاعر ابنه
وعاد عبده من عند ابيه يجر اذيال الخيبة ولكن عزائه الوحيد في شريكه حياته بنت الاصول خففت عنه كثيرا واستقرا على يبدأ معها حياة سعيدة وكانت وش السعد عليه فبعد عامان من الشقاء في اعمال مختلفه ومع استقبال مولوده الثاني منها ممدوح ذهب لاستلام عمله الجديد في شركه قطاع عام للمنسوجات حيث الاستقرار التام وكان قد انجب بعد عام واحد محمد وبدأ فصل جديد من حياة سعيدة مع اسرته الصغيرة وللحديث بقية….محمود عبد الرحمن اسكندرية 01283339833

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى