ط
مقالات فتحي الحصري

هل كان فستان رانيا يوسف السبب فى فشل مهرجان القاهرة السينمائى..؟ بقلم فتحى الحصرى

كتب / فتحى الحصرى 
ـــــــــــــــــــــ
كثيرا ماجلست أسأل نفسى .. ماذا فعلت كتيبة الإعلاميين الذين قامت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى على اختيارهم لتغطية هذا الحدث الكبير؟؟
هل نجحت تلك الكتيبة فى إبراز كل فعاليات المهرجات وارتفعت به إلى الآفاق ، أم فشلت فشلا ذريعا بل وقادت المهرجان نحو الهاوية كما فعلت مع مهرجان الجونة من قبل؟؟؟
 أذكر أننا كنت نتبارى فى عهد الراحل الكبير سعد الدين وهبة فيمن سيقدم أجمل تغطية لفاعليات المهرجان من تغطية ندوات . إلى مواعيد عرض الأفلام ورحلات النجوم الأجانب والتى كان ينظمها المهرجان لهم ..! 
كنا نسابق بعضنا بعضا حتى نرسل المادة الصحفية ومعها أجمل مالتقطت عدساتنا من صور النجوم وفعاليات المهرجان المختلفة . ولعلى أفخر بأن لى رصيدا صحفيا لتغطية كل دورات المهرجان حتى عشر سنوات مضت لو وضعت صفحات تلك التغطية فوق بعضها لصارت أعلى قامة من أعضاء المركز الصحفى الفاشل الذى اختاره محمد حفظى لإدارة المهرجان واختيار الصحفيين والمصورين الذين يعرفونهم هم شخصيا ويماثلونهم فى العمر لتغطية مهرجان كبير كهذا .فكان الفشل الحتمى لمهرجان كان يوما من أكبر الهرجانات العالمية ..!
 مازلت أذكر كيف كان يقوم الراحل سعد الدين وهبة باختيار أعضاء المركز الصحفى وهم على أعلى درجة من الاحترافية فلم نشهد بيننا صحفيا مغمورا أو مصورا فاشلا يسعى لتصوير سيقان فنانة بدلا من الاهتمام بجوهر فعاليات المهرجان ..!
لم يكن بيننا صحفى قام بالتركيز على هفوة أو خطأ لفنان بقدر اهتمامنا بتغطية الحدث بالكامل . من حضر ومن قام بالتحكيم ومن فاز .. ولن تبخل إدارة المهرجان على الصحفيين بشئ بل كانت سباقة لتوفير كل مايمكننا من العمل بشكل جيد بما يخدم مصالح المهرجان . كان لكل فرد فينا صندوق برقم خاص به يتسلم مفتاحه قبل المهرجان ويوميا يجد بداخله كل نشرات ومطبوعات المهرجان..!
لنعد إلى مهرجانات اليوم أو بالمعنى الحرفى مهرجان القاهرة السينمائى والذى لم يحظ بأى دعم إعلامى جيد لفاعلياته .. وهذا ليس تقصيرا من الصحفيين بقد ماهو اختيار سئ لمن يدير العملية الصحفية .. مركز إعلامه كله من الفتيات والشبان صغيرى السن عديمى المعرفة يتعاملون مع الصحفيين من منطلق اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش .. فمارسوا جهلهم واختياراتهم العشوائية لنوعية من الأصحاب والمعارف حتى أننا كنا نرى الكثير منهم وقد قام بتصوير نفسه مع النجوم على السجادة الحمراء واتضح أن معظمهم لاعلاقة بالصحافة من قريب أو من بعيد . أما كيف حصل على كارنية دخول وتغطية فهذا يشبه إلى حد كبير السؤال الآخر كيف حصل كل هؤلاء الغوغاء الذين لاعلاقة لهم بفن السينما من قريب أو بعيد على كل تلك الدعوات لحضور حفلى الافتتاح والختام ..؟
الإجابة بالطبع بسيطة جدا وهى الأصحاب والمعارف سواء لرئيس المهرجان الذى أثبت فشله وأثبت أيضا أن تنظيم مهرجان مثل مهرجان القاهرة يفوق إمكاناته المتواضعة حتى مع كتيبة الخبراء الذين اختارهم لمعاونته ومنهم مخرجين ومنتجين وصحفيين كبار..!
 لو أنك سألت رجل الشارع عن الأفلام الأجنبية التى أتى بها المهرجان والتى تابعها فى دور العرض لنظر إليك فى دهشة متسائلا . وهل كان هناك مهرجان وأفلام؟؟
 والحقيقة أن الأمر ليس مبالغا فيه فبالفعل لايعرف أحد عن أفلام المهرجان أى شئ سوى تلك التى كانت بدار الأوبرا فقط أو التى شاهدها أعضاء لجان التحكيم ..!
كان الناس فى السنوات الماضية حتى فى عهد رئاسة حسين فهمى وعزت أبو عوف للمهرجان ينتظرون المهرجان كل عام ليشاهدوا أجمل الأفلام العالمية والتى لن يتسنى لهم مشاهدتها فى أى وقت بعد ذلك . وكانت دور العرض تقيم حفلات إضافية بعد منتصف الليل للإقبال الرهيب على بعض تلك الأفلام فكان المهرجان يحقق عائدا ضخما من وجود تلك الأفلام فى دور العرض ولم يكن سعد الدين وهبة يتقاضى مليما من أحد بل يكتفى ذاتيا ومن عائد المهرجان كان يستقدم أكبر النجوم العالميين والذين لم نعد نسمع عنهم فى سنوات المهرجان الأخيرة وهذا العام بالتحديد ..!
 عودة للمركز الصحفى الفاشل والذى لم يستطع أن يقدم للمهرجان أى جديد بل تسبب بعشوائيته فى اختيار الصحفيين والمصورين إلى هذا الفشل الإعلامى الكبير فقد تفرغ هؤلاء لنشر صور السيقان والفساتين العارية بل وتسابقت المواقع فى استضافة من يسمون أنفسهم بخبراء الموضة والتجميل للتعليق على ماترتديه الفنانات من فساتين وإكسسوارات وماكياج ولم نجد أحدهم يقدم تحليلا لندوة أو فيلم أو حوار مع أحد اعضاء لجان التحكيم الأجانب  ..!
 ماعليك إلا ان تكتب على مواقع البحث كلمة مهرجان القاهرة السينمائى وسوف تفاجأ بكمية أخبار رهيبة أقل مايقال عنها أنها تافهة ولا علاقة لها بالمهرجان إلا من خلال الإسم فقط .من عينة هل تشاجرت إلهام مع يسرا وهل كانت إطلالة داليا جيدة .. لو أنك بحثت عن برنامج المهرجان وأفلامه فلن تجد فالسادة الذين تم اختيارهم من قبل رئيس المهرجان ومركزه الصحفى الفاشل لايعرفون عن تغطية المهرجانات أكثر من سيقان مديحة وصدر علياء …!
  ثم كانت الطامة الكبرى فى حفل الختام والذى يدعى بحفل فستان رانيا يوسف .ماإن نشرت صورة الفستان الذى أعتبره أنا شخصيا فستان فاضح وغير لائق حتى تحركت الكتائب النائمة ووجدتها فرصة لإطلاق رصاصة الرحمة على ماتبقى من المهرجان بل على صرح من صروح الفن الذى يمثلنا عالميا والذى يمثل للبعض حجر عثرة يجب هدمه ..!
 نشطت تلك الكتائب وأشعلت صدور السادة المتدينين بطبعهم الذين لم يفطنوا لحجم المؤامرة ورفع الجميع شعار الفضيلة وارتدى الجميع جلباب الدين وهم أبعد مايكونوا عنه .. وبفضل  ضعف إمكانات رئيس المهرجان ومركزه الصحفى تحقق لتلك الكتائب المشبوهة ماأرادت ..! ففى الوقت الذى عجز فيه رئيس المهرجان ومركزه الصحفى الفاشل فى نشر صور واسم الفائزين فى المسابقات المختلفة والسيطرة على وسائل الإعلام وذلك لاحتكار تلك القناة التغطية بمصوريها التغطية داخل القاعة والاحتفاظ بصور وأخبار الحفل النهائى فى الأدراج نجد أن المصورين الذين لم يجدوا لهم مكانا سوى على السجادة الحمرا قد انشغلوا بتصوير التفاهات والسيقان والصدور وإرسال الصور أولا بأول عن طريق النت ليتم نشرها سريعا وتساعد الكتائب الألكترونية فى تطاير الشرر لترتفع ألسنة اللهب لتقضى على البقية الباقية من المهرجان ، ولم يعد يسال أحد عن أسماء الفائزين فى المهرجان بل أصبح الكل يبحث ويتساءل عن آخر أخبار فستان رانيا يوسف ..!
 والأسئلة التى تفرض نفسها من المسؤول عن وجود تلك الشرزمة من المصورين الذين لاعلاقة لهم بأصول تغطية المهرجانات ومن المسؤول عن عدم وجود الصحفيين الذين لهم باع كبير فى تغطية  المهرجانات والاعتماد على ساقطى الإعدادية فى التغطية لتحدث كل تلك المهازل وعلى من يكذبنى عليه الرجوع لكل كلمة تم نشرها عن المهرجان وفعالياته ليعرف كم الضحالة فى المستوى اللغوى والمهنى فى التغطية وأيضا ليرى كم التفاهة فى نوعية الصور التى لاتعبر عن المهرجان وفعالياته بقدر ماتعبر عن سوق الأزياء وهؤلاء مكانهم الطبيعى عروض الفاشون التى انتشرت بكثرة,,!
 لم يكن فستان رانيا يوسف هو السبب فى فشل حفل ختام المهرجان ولم يكن فستان رانيا يوسف هو السبب فى عدم معرفة الناس بمختلف فئاتها فى مصر عن وجود أكبر مهرجان سينمائى فى مصر . ولم يكن فستان رانيا يوسف هو السبب فى حالة التخبط التى صاحبت المهرجان واختيار ضيوفه حتى قبل أن يبدأ ولم يكن فستان رانيا يوسف هو السبب فى عدم وجود نجوم عالميين كبار فى المهرجان للترويج لواحد من أكبر المهرجانات السينمائية فى العالم أو هكذا قد كان من قبل ..!
لم يكن فستان رانيا يوسف السبب فى كل هذا ، بل السبب المنظومة الفاشلة التى تدير كل شئ بطريقة شيلنى واشيلك وادعينى وادعيك وكرمنى واكرمك 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى