ط
مسابقة الخاطرة

جيجل الجزائر.مسابقة الخاطرة بقلم / زنانرة هارون . الجزائر


زنانرة هارون
صنف المشاركة: الخاطرة.
العنوان : جيجل الجزائر.
الهاتف:00213775331002
عنوان الخاطرة: رصيف الخيبات.
ومرة بعد مرة ..تلطمني نفسي فأجدني في واد سحيق..
بين دفاتري..أجلس محطّم الرؤى ..أتوق لكلمة بيضاء تنير صفحتي الحالكة…يكشر قلمي عن أنياب متوعدة..تتفتح صفحات التيه أمامي ..يتدفق ينبوع البرد ..يجرفني.. إلى وجوه بني لوني ..تأخدني ..تحاصرني ..تتوعدني….ترتفع درجة حنقي..أقذف القلم بعيدا..أمزق الورقة ممتعضا..أغور بوجهي مندحرا متمنعا.
بعد أيام ..تعود الوجوه وديعة تستعطفني ،تستدرجني لأحمل القلم برهبة ماتحته من حكايات ..تأخذني إلى ضياع في غياهب حرف ..فأكتب..
…..
– كان قدره أن يكتب..وكان قدره أيضا أن يتعلق بأجراس الكلمة المعذبة ..يحمل في ذهنه فانوسا مظلما.. الكلمة عنده سوداء تتدثر بمعنى وتغرق في ألف تأويل..وتنوح تحت بوحها أيام التيه في اللاجدوى.
عن عذاب الحب..ومشانق النكران ..والوطن تابوت لأجساد زينها الطعن من الخلف والأمام وتركها للريح والمآسي ..تنثر دمعا منسيا على حواف الشفة الموؤودة ..تغترف من عالمها فوضوية الليل والجنون.
بأمانة ،بزيف يترصد حكايات الليل والوطن..جرح مسجّى على جرح في تناغم فريد..ما أكبر الوطن وما أكبر ليله ..على الرصيف سكنت كل جنائز البشر ..وكأنها رصفت ليخطها عابرا لحظات ممزوجة بالخيبة واليأس..يجتر ذكريات مهترئة ..ومواقف شهدها بعين وألف رؤية.
..
ذات خيبة.. نبت من دون أن يدري..سؤاله الملحمي…لماذا يكتب..؟ ولماذا يكشر له القلم ..وتنوء الكلمات في السواد والجنائز؟
بين أكداس الواقع المبكي..حمل عود الثقاب -كما لم يحمله يوما-..كدّس أوراق عمره المنثور ..وقف مثل نيرون على –روماه- ..انطلقت الشرارة ..شرارة محرقته..لحظة فاصلة..لم يتوقف فيها الزمن..بين حلم الغوص في خرف الحروف..والعودة بخيبة من مداده.

ياابن لوني ..لست الذي ينطق صوتك المخنوق ..ياابن لوني ملّتني كل الأرصفة.. فها أنا أدفع عن نفسي لعنة التعلق بجرس دموعك..
ياابن لوني أنا فاشل في صعود كل الدروب.. فاقبلني مستقيلا وبجمر الدمع أمضي.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى