ط
الشعر والأدب

قصيدة : أسطورة العصر . للشاعر الطبيب / د. خيري السلكاوى

* إهــداء إلـى شـمــس عــمــري ..!

..

** أسطورة العصر…!

——————-د. خـيـري الـسـلـكاوي

..

مَـهما تـمادَى غـروبُ الشمسِ عن قَصري

و انــزاحَ عـنـي نـسـيمُ الـصبحِ و الـعصرِ

..

حــتـى و لـــو أمــطـرتْ ثـلـجـًا يُـجـمدُنا

و اسَّـاقـَطتْ شـهبٌ فـي الـشامِ أو مـصرِ

..

يــرقَـى بـرايـتـِنا صــقـرُ الـشُّـمـوخِ إلـــى

شـمسٍ تـفوحُ تُـقًى فـي الـعسرِ و الـيسرِ

..

بـيـنَ الـحـواسِّ الـتـي أضـحـتْ بـرفقتِها

تــَتـْـرَى تــهـيـمُ بـــِـلا عــَــدٍّ و لا حَــصْــرِ

..

و عـِـنــدَ كــــلِّ صـُـــدودٍ فـــي تـوحـُدِنـا

بـالـصـبرِ تــرجـعُ لــي و الـلـينِ لا الـقَـسرِ

..

سـألـتُ كـيـفَ سـمـا فــي الـكونِ دَيـدنُها

حتى استحالتْ هدىً في مهجتي يسْري

..

و كــــلُّ صُــبــحٍ لــهـا طــقـسٌ يـدثـرنـَي

بـــدفءِ نـــورِ صـــلاةِ الـجـمعِ و الـقـصرِ

..

فــمــنْ عــلـى ســفـرٍ مـثـلـي بـصـحـبتِها

كـــمــنْ تــحــررَ فــِيــه الــقـيـدُ بــالأســرِ

..

و فـــي سـمـاءِ الـمـُنى تُـوحـِي بـبـسمتِها

لـشُـغـْفِ قــلـبٍ هـَـمـا بـالـظـَّفرِ و الـنـصرِ

..

هـيتَ استقامَ الهوَى فاطفئْ لهيبَ جوىً

بـانـتْ مـلامـحُه فــي الـصـدرِ و الـخِصرِ

..

يـا شمسَ مصرَ اهتدَى فِينا الخريفُ إلى

خــمــرٍ بـــلا خــمـرٍ بـالـقـطفِ و الـعـصـرِ

..

مـهـما الـبـلاغةُ صـاغـتْ سـحـرَها صـوراً

لـــه سـتـعـجزُ فـــي شــعـرٍ و فـــي نـثـرِ

..

لـــولا يـقـولونَ حــادَ الـصـبُّ عــنْ عـَمـدٍ

كــــانَ الـبـسـيـطُ يــمــوجُ الآنَ بـالـكـسرِ

..

إذْ كـيـفَ مَــنْ روَّضَ الأشـعـارَ فـانطلقتْ

فـــوقَ الـبـحـورِ بـــِلا خــوفٍ و لا عـسـرِ

..

و الآنَ أبـْـحَـرَ نــحـوَ الـشـمـسِ مـمـتطياً

مـــوجَ الـقـصـيدِ الـــذي يـحـتاجُ لـلـسترِ

..

فـكـيـفَ مـَــنْ أبــحـرتْ ظــمـأىَ مـراكـبُهَ

بـيْـنَ الـكـؤوسِ و لــمْ يـثملْ مـن الـسُّكْرِ

..

يـُفـضـِي بــسـرٍّ لـــهُ فــي الـقـلبِ مـَنـزلةٌ

الـشـمـسُ عـنـوانـُهُ .. أُســطـورةُ الـعـصرِ

..

لا دفءَ يـــعــدلــُهُ لا نـــــــورَ يـُـشــبــهُـهُ

خـَمـِّنْ و كــنْ فـَطـنًا و لـتـلتمسْْ عُــذري

..

مَــنْ قــالَ أنَّ الـرُؤى فـي الـنخلِ بـاسقةٌ

وكــلــَّمــا أرطـــبــَتْ تـــــزدانٌ بــالـفـخـرِ

..

يـُصـغي إلــى فـِقـهها حـتـى يـرَى واحـةً

فــي الـفـكرِ دانــتْ لـنـا بـالـتِّينِ و الـتـمرِ

..

و فـي ربـيعِ الـهوَى أو فـي شـتاءِ الجوَى

تــُهـدي الـرَّحـيقَ لـنـا مــن أجــودِ الـزَّهـرِ

..

فــي الـبـرِّ نـحـصدُ مِــنْ روضـاتـِها عـنـباً

فـــي الـبـحـرِ تـنـفحُنا مــن اجـمـلِ الــدُّرِّ

..

فــي الـجـوِّ تـُطـلقُنا نـحـوَ الـسَّـماءِ عـلَى

وعــــدٍ تــعــودُ بـِـنــا لـلـحـرفِ و الـحـبـرِ

..

فـوقَ الـسُّطورِ اسـتوَى مِـنها الكلامُ علَى

صـَـــــرْحٍ أقــامــتـَهُ بــالــرَّفـعِ لا الـــجــرِّ

..

أيــقــونـةٌ ســطــعـتْ بــالـعـلـمِ طــلَّـتـُهـا

فـأشـرقـتْ شـمـسُها فــي مـطـلعِ الـفـجرِ

..

واسـتـقبلتْ صـبـحَها بـينَ الألـى انـبهرُوا

بـالـفـقـهِ مـــنْ فـمِـهـا بـالـسَّـمعِ لا الـكِـبـرِ

..

حــتـى إذا مـــا انـتـشتْ ظـهـرًا أشـعـتُها

فـاقتْ بـما أفصحتْ في البِيضِ و السمْرِ

..

كــُّلَّ الألــى سَـبقوا مِـنْ قـبل و اشـتهروا

فــــي رِيِّ أفــكـارِهـِم بـالـغـمـرِ و الـطـمـرِ

..

يـا شـمسَ مـصرَ اهـتدتْ لـلنُّورِ أجنحتي

فــطـارَ يـحـمـلُها نــحـوَ الـفـضـا نـَـسْـري

..

يــحـمـيـهِ دفـــــؤكِ لا يــنــأى فـيـلـفـحُهُ

بـــردُ الـصـقيعِ و لا يـقـوَى عـلـى الـدهـرِ

..

شــتـانَ بــيـنَ الـتـي قــدْ آنـسـتْ ولـَهـي

و بــيــنَ مـًـــنْ سـمـعـُها مـــلآنَ بـالـوقـرِ

..

يـــا ربُّ بـــاركْ لــنا فــي حـبـِّها عـِوضًـا

عـــنْ كــلِّ ضـائـقةٍ فــي الـكـونِ أو قـهـرِ

..

مــَــنْ ذا سِـــواكَ لــنـا نـَـدعُـوهُ يُـنـصـفُنا

و نـرتـجـِي عــفـوَهُ فــي الـسِّـرِّ و الـجـهرِ

..

بقلبي :—————

—————-د. خيري السلكاوي

::

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى