ط
مسابقة الشعر العمودى

ألف عام .مسابقة الشعر العمودى بقلم / سالار الكوجك من العراق


سالار الكوجك .. من العراق
شعر عمودي

ألف عام
..
..

ما لي أرى أمنياتِ السّوءٍ تبتَسِمُ
كذْباً على وجهيَ المكروبِ ترتَسِمُ

كذْباً على ضجري المصنوعِ من تعبٍ
جاءتْ كما الثعلبِ المكّارِ تحتشِمُ

لم تدرِ أنّ لظى شوقي بها ألمٌ
مازالَ في رعشتي الصّماءِ يقتحِمُ

وأنّ وردَ رياضِ الحبِّ في سَأَمٍ
وأنّ عطرَ الهوى مازالَ يعتصمُ

وأنّ ما ظلَّ مني فحمُ محترقٍ
وبعضُ أدعيةٍ أنغامُها أثَمُ

وبعضُ حشرجةٍ نامتْ على كبِدِي
وبعضُ أروقةٍ حيطانُها عَدَمُ

ماذا تريدُ الأماني من شقا ولدٍ
في رأسِهِ صخرةُ الأوجاعِ تَرْتَطِمُ

جفّتْ ينابيعُهُ البيضاءُ محزنةً
وكلّ أحلامِهِ .. يرنو لها النَدَمُ

ماذا تريدُ المآسي من جروحِ فتىً
من ألفِ عامٍ ويأبى الجرحُ  يلتئِمُ

من ألفِ عامٍ خياناتٌ تلاحقُهُ
من خيمةٍ لجبالٍ وهوَ ينهزِمُ

ولم تَعُدْ بقعةٌ في الأرضِ يسكنُها
يمشي على حدِّ سكّينٍ ويحتدمُ

يمشي ويبحثُ عن طبٍّ يُطبّبُهُ
لليومِ ماطابَ في أعضائِهِ الألمُ

ما لي أرى الناسَ في كرهٍ وفي سخطٍ
وفي النّفاقِ كمثل  النارِ تضطرمُ

لا يعرفونَ أخاهُم من مُبارزِهم
فبعضُهم يعتلي بعضاً ويلتَهِمُ

وبينهُم طيبتي لحمٌ على طبقٍ
لا يشبعونَ دَمَاً في نفسِهم سَقَمُ

داسوا على وجعي واستعمروا مدني
وغابَ عن ساحتي الملعونةِ الحَكَمُ

لمْ تبقَ لي دمعةٌ حتّى أسامرُها
ولا قَرَنفُلةٌ يشكي لها القَلَمُ

قدْ نالَ مني غرورُ الهّمِ مبتهلاً
وضعتُ في زمنٍ يُجْني بِهِ الوَهَمُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى