ط
الشعر والأدب

من أول دبّة رجل في الحضرة..من روائع الشاعرة / عفاف التركى

ونقر الدُف .. ع السيرة…..في المبتدي..كان الخشوع..حيرة.. فعل التمايل مش تجلّي.. .انما استحضار لروح ..برقت للحظة واختفت..
(الله..ااااللله..اااااللللله)..
مع كل لفظ جلالة جسمي بينفرد طول وعرض.. واحس روحي معلّقة بين السما والارض..انا كنت اقرب لاكتمال كل النقائض وقتها..هلّل يا سيدنا .. ودّقّها.. بلاش يا سيدنا نعدّها ..خليها بالبركة..
(الله..اااللله..ااااالللللله)..
كل اللي مش متشاف..ظهر..وانا بين غياب الركن ..والراية ..وبين حجاب الرؤية والملكوت.. انا فوق بساط روحي ..مجرد صوت..
فقدت حواسي صوابها..واتشاركوا.. باسمع بعيني.. وروحي لامسه النور.. والخطوة انعم من مدي النظرة.
السر.. علّي أذانه..بحروفي.. (ألف..لام….لام.. هاء..)
اللحن خارج عن مدار الوعي..رايح لفين ..ما اعرفش
( الله. ااااللللله ..اااااالللللله )..
ملمس قطيفة حنوووون.. ضمّة رحيمة خدتني في الزمرة..العرش كان ع الماء..هو دا اخر حدود خيالي للتعظيم..هو دا اقصي استيعاب مطلق.. بس كان اول مجاز للحس والتلقين.. اضيق مساحة شاسعة لقلب شايل من حروف المعجزة..نقطة ..
.(الله..اااالللله…اااااااللللللله)..
اقرأ..ورتّل….كان الارتقاء تنزيل.. كان ارتجاف الروح.. باب لاختراق الوحي..كان الحضور حلقات..والانسحاب بسجود..
جرّبت طعم الموت..لمجرد احس قرب الارض من رجلي..
وكأني بأبدأ..في استعادة الوعي..
(الله..اااااللللله..ااااااااالللللللله)..
الدُف حنّن صوت البكا..قشعرت..والخطوة قطعت مسافة مابين وقوف وركوع..
وانشق صدري بعالم المسموع..خرجت مني ودخلتني موجوع.. وكأني وحدي علي سندس السدرة..
مطلوق دعائي ..مشفوع بمن اليه حنّ الجذع بالقدرة.. صلّي عليه الله..
(الله…اااللله..اااااللللله)..
ساعة حلول الروح في شبر جوّه البدن.. اشعل فتيل الحزن في الصلصال.. مضيت ذهاب من خروج الروح الي اعلي..وكان الاياب مطروح في شكل سؤال.. والخطوة قطعت مسافة بين ركوع ..وسجود..
انكر جهول الطين.. سخاء الجود.. سجّي الجبين ع الارض بالتسبيح.. عرف التراب ان الصلاة مصابيح..آمن بإن العتمة كانت براق معراج.. وانه كان مشمول بالأُنس والشاهد..وانه حرف العطف بين كاف ونون..
(الله..اااللله…اااااللللله)..
قلبك شهيد معركة..بينك وبين السِر.. باب اليقين واربك.. وانت شهيد قلبك.. من يوم ما شالك ملك علي ريشة في جناحه.. ومن يوم ما خط القلم ع اللوح نهايتك فين..
عين اليقين وقتها شرخت جدار الغيب.. واتزخرفت بالطين..
واتخط اول أمر..
(الله ..اااللله…اااااللللله)..
الليل مدار..مفتوح ….بيشدّني من تحت جلدي..ويختفي.. يزرع في عطشي واكتفي.. والدهشة بتسرسبني طيف رباني ادرك..زلّته..
النور ..بيخنق ضلمته.. فخلع قميصه برغبته..ونقر الدُف ع السيرة.. لحظة ما برقت روحه مع اول حرف من لفظ الجلالة ..
واول دبّة لرِجله في الحضرة.
…………………………………………………………………
#عفاف التركي
#باب لاختراق الوحي.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى