قصيدتي للمشاركة في الشعر العمودي (الفصحى) بعنوان
أخـتاهُ
أخْتَاهُ ، هَانَ عليكِ يا أختاهُ *** قَلْبٌ تَعَثَّرَ لا يُجِيدُ خُطَاهُ؟!
وأخٌ عَلَى بابِ المَنِيَّةِ واقِفٌ *** يرْميهِ بالسَهْمِ المُميتِ قَضاهُ؟!
حَمَلَ الهمومَ وما اشتكَى من هَوْلِها *** والقَلْبُ يَصْرُخ صامِتًا أوَّاهُ!
فاللهُ يعلمُ ما يكِنُّ من الأسَى *** وهْوَ العليمُ بكلِّ ما أخُفاهُ!
أختاهُ ، ماذا قد جناهُ وما جَرَى؟! *** هلْ قدْ تَجَنَّتْ بالمُسِيءِ يَدَاهُ؟!
أوَلَمْ يَصُنْكِ بَظِلِّهِ وبِحُبِّهِ؟! *** وتقدَّمتْ لَكِ بالمُنَى كَفَّاهُ؟!
ورَجَى مُناكِ ولَحَّ في طَلَبِ المُنَى؟! *** ورَمَى علَى كَتِفِ الزَّمانِ مُنَاهُ؟!
مهما أسَأتِ بقولةٍ أو فِعْلَةٍ *** ورميتِهِ ظُلْمًا بما يأْباهُ!
مهما تَحَدَّرَ في الظَّلامِ دُموعُهُ *** وأبَتْ تَكُفُّ عن البكا عَيْناهُ!
مهما تألَّمَ فوقَ ما يَحْظَى بهِ *** ورأى المَنِيَّةَ لا تُريدُ سِواهُ!
مهما تَخَفَّى خَلْفَ سِتْرِ تَبَسُّمٍ *** سَدَلَتْهُ فوقَ تألُّمٍ شَفَتَاهُ!
مهما تَحَرَّقَ بالسِّقامِ فؤادُهُ *** أو كدَّرتْ فَرْطُ الخُطُوبِ صَفَاهُ!
أو صَارَ ذِكْرَى بَيْنَ أحْضانِ الثَّرَى *** ونَسِيتِ حتَّى ما يَضُمُّ ثَرَاهُ!
سَيَظَلُّ يسْقِي من رحيقِ وِدَادِهِ *** ويُزيلُ من عَيْنِ الزَّمانِ قَذَاهُ!
سَيَظَلُّ يَرْوِي مِنْ سَحابِ حَنَانِهِ *** جَسَدًا تَحَجَّرَ قلبُه ونُهَاهُ!
أشكوكِ أمْ أشْكو إليكِ مواجعي؟! *** أوَليسَ حَقُكِ للفؤادِ دَوَاهُ!
أختاه ، قَلْبُكِ ذاكَ أمْ صَخْرٌ أتَى *** مِنْ عالمٍ تأبَى العيونُ تراهُ؟!
فتذكري يَوْمَ اللقاءِ بربِنا *** ماذا صَنيعُكِ عندما نلقاهُ؟!
ماذا نقولُ إذا أتَتْ أرحامُنا *** تَشْكو القَطِيعَةَ ؟! فافْطِني أختاهُ!
عودِي لرُشْدِكِ يا أُخَيَّةُ قبْلَما *** يأتيكِ يومُ تَنَدُّمٍ نَخْشاهُ!
أختاهُ ، إنْ ضَحِكَ النَّهارُ بفجْرِهِ *** وكساهُ نورُ الشَّمْسِ حُسْنَ بَهَاهُ!
وتَرَنَّمَ العُصْفورُ فَوْقُ غُصونِهِ *** وشَجَاكِ حُسْنُ جَمَالِهِ وغِناهُ!
فلْتَحْذَري فالَّليلُ يُقْبِلُ بَعْدَهُ *** يَمْحُو الجمالَ فلا نَكادُ نَرَاهُ!
طه متولي العواجي