ط
الشعر والأدب

أُمِّـــــي قُبْلَةٌ عَلَى جَبِينِ الزَّمَــنِ.للشاعر / حليمة بوعلاق

هذه محاولة متواضعة لمعارضة قصيدة -هي أمي …خيلائي – للشاعر التونسي الكبير أستاذي الجليل صلاح داود .
أُمِّـــــي قُبْلَةٌ عَلَى جَبِينِ الزَّمَــنِ

كل وجْدي أنت أُمِّي وهنائي ** أَنْتِ فِي التِّيهِ دَلِيلِي واهْتِدَائِي
أَنت في الدُّنيا سُرورِي وَشُمُوخِي ** وَغُرُورِي فيك عِزِّي وعَزَائي
كم ذرفتُ العمْرَ في دَربِ الأَمَاني ** أَتهادى بين يأسٍ ورجاءِ
وأراني طفلةً ترنو لفجر ** تنثر الريحانَ في لجِّ الشَّقاء
تلْثُم الأَحْلَامَ مِنْ ثَغْرِ اللَّيَالِي ***ترْسُمُ الطُّهْرَ على وجهِ السَّماءِ
وتغنّي للغَد الآتِي نشيدًا *** تعْزفُ الإصْبَاحَ من همْسِ المسَاءِ
يا مَلاكي أنتِ قبْس من فؤادي *** أنْتِ رُوحي وارتياحي وانتشائي
من شَذَى طِيبِكِ كَمْ فَاحَ رَبِيعٌ ** زَانَهُ الْطهر بِعِطْرٍ مِنْ نَقَاءِ
تَحْتَ أَقْدَامِكِ كَمْ نَاحَتْ قَوَافٍ *** سَجَدَتْ طَوْعاً لتَهْمي بالدُّعَاءِ
لَو أجُوبُ الأرْضَ عرْضًا ثُمَّ طُولًا *** ما أُلاقي مثْل أمِّي في النِّساء
أَو أطوفُ الكوْنَ بحْثًا عن مَعينٍ *** منه أُرْوَى مِثْلَ أمِّي في الْعَطاء
لم أجد حِصْنًا منيعًا يحْتَويني *** يجْتبيني كلَّما حلَّ بلائي
تلك أمّي تلك من غَذّت ضُلوعي *** من رَحيقِ الرُّوحِ منْ دِفْءِ الصَّفَاءِ
ايه أمِّي كَمْ هَرقْتِ العمْرَ شَوقًا *** كَمْ سَهِرْتِ اللَّيلَ مِنْ حرِّ بُكائي
وعشِقتِ السُّهدَ طَوْعًا لو توارى *** نجمُ طيفي أَو تنَاءى بي احتبائي
دمعَ امِّي ارو عنّي للَّيالي *** للأَماني كيف اضناك جفائي
كيف غابت خلف غيْم الوَجْدِ شمسي *** وتوارت في سرابٍ كالهباء
أنت يا أمّاه شمعي في ظلامي *** أنت فرْدوسي نعيمي واحتفائي
هذه الأشواق تذروها الأَماني ****فخُذِيني واسْمَعي منِّي نِدائي
ضَمّدي حلْما كما المَوْجُ تَهَادى *** راقص الاصداف من خلف الضياء
لو أضَاع الدّربُ خطْوي أو نَأى بي *** هدهديني واغفري وزر جفائي
واذْكُريني كلّما سَاج حَنيني *** أو سَجا شَوقي كَلَيْلٍ في شتائي
ظَلِّلِيني بِرُمُوشٍ مِنْ عَبيرٍ **واحْضُنُينِي كي يلوح الفجر من كمِّ المَساء
ليس ما بين اشتياقي و ضَياعي **** غير لُقْياك و صِدْقي وارتِجائي
.- حليمة بوعلاق

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى