ط
الشعر والأدب

إلى أين ياصغيرة إلى الطفة مريم شهيدة الإرهاب بقلم / غادة هيكل

 

شهيدة الإرهاب
شهيدة الإرهاب


إلى أين يا صغيرة

******

سمعت الصغيرة أمها تتحدث عن عرس قريب ، انطلقت نحوها فرحة تسأل ، ابتسمت الأم لها وقالت : هو عرس واحدة من أقاربنا وقد دعتنا إليه ، طلبت الصغيرة من أمها فستان أبيض مثل فستان العروس ن ضحكت الام وأحتضنت ابنتها ، فى يوم العرس كانت الأام تتهيأ للذهاب ، طارت إليها الصغيرة تسألها فى دلال ، وماذا أرتدى أنا يا أمى ، قامت الأم وأحضرت لها ثوبا مخفى فى حقيبة ، عندما تناولته صاحت من الفرح قائلة : إنه فستان ابيض ، أنا اليوم عروسة يا أمى وسوف يكون زفافى كبيرا ، ارتدت الام والإبنة ثيابهما وانطلقا إلى حفل الزفاف الذى تقام مراسمه فى مقر العبادة القريب من منزلهما ، الحضور كثيف ، الكل يتبادل التهانى ، دخلت العروس فى ثوبها الفضفاض وطرحتها الطويلة ، أسرعت الصغيرة نحو العروس تتأمل فستانها الطويل وتنظر إلى فستانها القصير ، تسرع إلى أمها قائلة ، إن فستانى ليس مثل فستان العروس ،لابد وان يكون طويلا ،حتى يناسب الزفاف ، تضحك الأم من كلام الصغيرة وتتمتم فى يوم ما سوف يكون طويلا ،

الصمت يلف المكان مع دخول العروسين ، الكل فى خشوع يتلو صلاة التبريكات ، ويستمع لموعظة الشيخ الجليل ، والنصائح الموجهة للعروسين ، الشيخ الجليل كان واحدا من جيران العريس ، وأحد أصحابه المقربين ، والقس الذى يتلو نذور الزواج يقف بجانبه يؤمن على هذه النصائح ، والمعازيم ينصتون فى أماكنهم ، البعض يؤمن ، والبعض يهمس بالدعاء ، ومنهم من تتشابك أيدهم يحلمون بمثل هذا اليوم ، والصغيرة تنتقل كالفراشة بين الأغصان تداعب هذا وتضحك لذاك ، فى لحظة ، غامت الدنيا ،أظلمت أنوار الفرح ،كأن السماء أطبقت على ألأرض ، تختنق الكلمات ، وتدوى الصيحات ، يا الله ، يا مغيث ، كانت رصاصة غدر تخترق الحواجز تطّير الاشياء لتستقر فى جسد الصغيرة ، تقطف زهرة الدنيا البريئة ، وهى تلوح لهم ، والروح تصعد ، تراهم بعيونها البريئة ، تعرف وجوههم المختفية خلف الأقنعة السوداء ، لا تلومهم فقد ارتدت ثوب الزفاف ولكن إلى أين يا صغيرة .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى