مقالات بقلم القراء

الإحسان والتعاون… قيم إنسانية تبني المجتمعات وتُعزز التماسك الاجتماعي .. بقلم: د. رانيا عثمان

في ظل ما يشهده العالم من تحديات متسارعة، تعود القيم الإنسانية إلى الواجهة كحلول جوهرية لإعادة التوازن للمجتمعات. ومن بين هذه القيم، يبرز الإحسان والتعاون كدعائم أساسية لترسيخ روح التضامن والتكافل بين الأفراد.

الإحسان لا يقتصر على العطاء المادي، بل يتجاوز ذلك إلى كل ما يُسهم في نفع الآخرين، سواء بالكلمة الطيبة، أو السلوك الحسن، أو المشاركة الوجدانية. وقد شكل الإحسان محورًا هامًا في الرسالات السماوية، وأكّد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، ليكون خلقًا راسخًا في شخصية الإنسان السوي.

أما التعاون، فهو حجر الزاوية في بناء المجتمعات المتماسكة، إذ يمثل مظهرًا من مظاهر التفاعل الإيجابي بين الأفراد، ويُسهم في توزيع الجهود، وتسريع الإنجاز، وتقوية العلاقات الاجتماعية. وقد شدّد الإسلام على أهميته بقوله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ”، في إشارة واضحة إلى ضرورة العمل الجماعي لخدمة الخير العام.

وفي زمن الأزمات، تتجلى أهمية هذه القيم أكثر من أي وقت مضى. فالإحسان يُطفئ نار الحقد، ويزرع الأمل، ويمنح المحتاجين فرصة للعيش بكرامة. كما أن التعاون، سواء في العمل أو الحياة اليومية، يُعد أداة فعّالة لمجابهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.

وتبرز الحاجة اليوم إلى تعزيز هذه المبادئ في مناهج التعليم، ومبادرات المجتمع المدني، والبرامج الإعلامية، لتتحول من مجرد مفاهيم أخلاقية إلى سلوك يومي وثقافة عامة.

إن الإحسان والتعاون ليسا فقط فضيلتين فرديتين، بل مشروع وطني وإنساني يُسهم في بناء مجتمع أقوى، وأكثر تلاحمًا، وأكثر قدرة على التقدّم ومواجهة المستقبل بثقة.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى