البأس
أعاندُ من زماني ما جناهُ
لذا راحَ الزمانُ عليّ يقسو؟
تُمردُني ظلاماتُ التعالي
فيصرخُ في الدُّجى فجرٌ وبأسُ
فهذا الليلُ خيَّم في بلادي
وزادَ به من الأوجاعِ دمْس
ويغتالُ الورودَ فحيحُ طاغٍ
وينعبُ في ربا الأوطان نحسُ
فكم يسعى لمأثمةٍ علوجٌ
ومن أحداقهم ينسابُ رجْس
سنابلُ حقلنا أضحت ربوعا
على عتباتها ترتاحُ شمس
تقيلُ بها نجومٌ في الأماسي
مراكبنا على الشطآن ترسو
تناغمنا عنادلُ في ربانا
ينغّم في دنا الأفاق جرْس
فلا قتلٌ يجوبك يا بلادي
ويسمو في ربوعِ الخلق أنس
وغربانٌ تهاجر من سمانا
وفي ساحاتنا سيُقامُ عرْسُ
فلا أمٌّ تجرّحها دموعٌ
ولا حانٍٍ على أشجانها يأسو
ولا طاغٍٍ يعربدُ في بلادي
بتقتيلٍ فلا ترتاح نفسُ
ولا طفلٌ يعيشُ حياة تيهٍٍ
ولكنْ من قراح الحبِّ يحسو
فيا ألله لا تحرمْه حضنا
به دفءُ الحنان وفيه همْسُ
ودعْ نغمَ البلابل في رنيمٍ
وأغصاناً لنبض الحبِّ يكسو