يا ابنَ خلدونِ الأغرّ
اعذرني.. على هذا الحجا المرّ
ما أنتَ فِينَا اليومَ إلّا تمثالَ حَجر
لم يبقَ في الشّارِعِ الرّمزِ الذي بَارَكتَهُ
أيُّ شيءٍ مِمّا أدّاهُ حِجَاكَ و مَعناكَ
و حتّى تَارِيخ العِبَر..
حُوصِرتَ مَا بَين السّفارَةِ و الكَنيسَةِ
و ما بَين صخَبِ الزّحَامِ
فِي مَدينَتِنَا الحَبِيسَةِ
تَرْقُبُكَ بعضُ العُيونِ شامِتَةً
و أخرَى فِي خَجلٍ تُعلِي إلَيْك النّظَر
يا ابنَ خلدونٍ..
اِحرس كِتابَك جيّدًا
لا تغفَلْ عَنه.. اِحتَضِنهُ
كثُرَ اللّصُوصُ حَولَكَ و تَنوّعَتْ أدَواتُهُم
سَرقُوا مِنّا الأراضِي و المَبانِي..
سَرقُوأ مِنّا القُلوبَ و العُقولَ و الأغانِي و الأمَانِي
سَرقوأ خَدَّ الحَياءِ مِن صَبايانَا الحِسَانِ..
سَرَقوا دَرَّ حِجَانَا و المَجَازَ و مَوالِيدَ المَعَانِي
سَتَرُوا عَوْرَةَ الإثمِ بِالصّّوَر……
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون