أبحث عن سفر سفرٍ.. لا أحمل فيه حقائبي.. لا أصطحب أمتعتي فكل شيء فيها سيكون ملوثا بظلال الخاذلين سأرى في كل رداءٍ بقعة دمٍ أسود من نزيف كذباتهم المنمقة سأرتدي في طريقي إلى المطار ثياباً شفافة تشي بجروحي جميعها تفضح من ورائها عيون أولئك!.. تلك التي تسللت إلى مفاتن قلبي لتعبث بكل عذريته سيداتي سادتي.. سأبدأ الآن الرقص على طائرة أوهامي كي أندس بين الراحلين في الهجرات غير الشرعية بين أروقة الروايات والحكايا ستقلع الطائرة بالأمس الذي غادرني رغم تضرعي إليه كي يبقى في صالة الركاب التائهين .. لن أقف في نفس الصف مع بائع البطاطا الذي اشتراها لي أحدهم منه.. البطاطا يا سادة مفخخةٌ بالأكاذيب لن أجلس في صالة كبار التجار... فكلهم يبيعون أحلامي البريئات بثمنٍ بخس.. ولا مشتري!! لن أعانق أمي.. فقد سئمت تعليمي فن الطبخ.. وكنت دوماً أسهو عن وضع الكرزة الأخيرة لتزيين شفاهي وسأترك أبي وحيداً كما تركني وحيدة مذ غيبه الموت كتبي وأوراقي إرثاً مُراً لبائع البيكيا المسكين وسأطلق عصفوري كي يطير إلى هناك وليبق في انتظار مجيئي ولن أجيء أموالي ستبقى وديعة بينكم.. رغم أن الوداعة لا تعرفها الأرقام لن أتركني هنا... سآخذني معي لكن دون أمتعتي التي تلوثت بأنفاسهم كل صباح #السفر