ط
الشعر والأدب

خلف منتصف الليل . قصة قصيرة بقلم / طارق الصاوى خلف

تلبسهم ذهول لهبوب أعصار بدد هدوء عشهم، جمعوا أشلاءأثاث الشقة فى الصالة ، صدع منظرها قلوبهم، داسوا بحسرتهم ملابس ممزقة على بلاط الغرف، اختلطت بقطن مراتب الأسرة، ابعدوا كسر زجاج النوافذ عن كتل من خشب، انهال. بها على الأجهزة الكهربائية .

أطاح بكل شي بعد أن ايقظه نباح كلب من غفوة أول الليل، بدأ بسرير احتوى شقاوة طفولته، صبر على عنفه حتى مطلع شبابه،، فصل جوانبه، نهره شقيقه ، تكاثفت موجات عدوانه، جال موتورا بالغرف، اسقط بكف خارق كل ما شاهده منتصبا، كلت أيادي حانية عن تقليل اندفاعه، انحدرت دموع أمه ثخينة لفشلها فى استخلاص اغلى ملابس الأسرة، قذفها عبر حديد النوافذ للشارع، فشلت ممانعتهم فى كسر طوفان اكتسحهم تحت قدميه، ضلت توسلاتهم له طريقها لوعيه، استغرق فى هياجه كثور تستنفره رايات حمراء، تدعوه لتحطيمها، مرت دقائق كدهر، زج بهم لمشهد ارعد مفاصلهم، تحولت وداعته دون إنذار لتوحش مدمر رج – فى كل ثانية – الأرض بصوت ارتطام مزلزل.

أستكان هنيهة ملصقا رأسه من الخلف بالحائط، تأمل اثار نكبة عائلته، ظنوه أفرغ شحنته، كفوا عن ملاحقته، استدار لنفسه، ضرب بقبضة يده صدرة مصدرا صوتا مدويا، شق قميصه، انحنى ليمزق بنطاله، التحموا به ليمنعوه من مواصلة نطح دماغه للجدار، فتحت أظافره بثورا لدم نفذ من مسام وجوههم، قبضوا على ذراعيه، انتزعها بفزعة قوية من سيطرتهم، دفعهم، اوقعهم أرضا، جذبوه بما بقى فيهم من قوة للجلوس، كادت دقات قلبه المتسارعة تقتله، تغلبت شفقتهم على جبروته، ارقدوه، انفطرت أفئدتهم وهو يحرك جذعه للتملص من أجسادهم الضاغطة برأفة فوقه، أمطرت أمه بقبلاتها جبهته الباردة المعروقة، دلكت بكفيها يديه، خفض عينيه بانكسار هربا من نظراتها الحزينة، خفت أثقال قيودهم المتحكمة به، نهض مترنحا للحمام، حاذته مناكبهم تسنده ، تبادلت أعينهم سؤالا ليس لديهم. جوابا شافيا يفسر سبب انفجار مفاعل غضبه بعد منتصف الليل..

طارق الصاوى خلف

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى