ط
مسابقات همسهمسابقة القصة

الشيخ سليم..مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمد الشريف من مصر

محمد الشريف / مصر / مسابقة القصه القصيرة
——————————————————–

الشيخ سليم
———————-

على سلم المسجد الصغير , في إحدي قري مصر المحروسه , خرج الشيخ سليم متوجهاً إلي منزله بعد قضاء صلاة العشاء , كان يريد أن يلحق بزوجته قبل وصول أولاده السته إلي المنزل !
لم يكن يريد أن يتحدث كثيرا ً كعادته , وخاصة أن الضاحيه التي يسكن فيها بالقرب من المسجد , يجاوره فيها أسرة أخري , صنفها أهل القريه علي أنهم من كبري العائلات التي تتاجر في السلاح والمخدرات , ونصف أفرادها شرفوا السجون من قبل , وكان يخشي أن ينخرط أبناءه مع أبناء تلك الأسره … , ومع أول خطوة علي سلم المسجد لحق به أحد جيرانه مناديا :

شيخ سليم .

إرتبك الشيخ سليم علي غير عادته ودعي ربه قبل أن يرد التحيه عسي أن يكون الأمر خير: أيوه يا ابني .

قال الجار في لهجة حاده : يرضيلك اللي حصل يا شيخ سليم من ولدك حمدي ؟؟

ازداد الشيخ سليم ارتباكاً : خير يا إبني ايه اللي حصل ؟؟

رد جاره بلهجة حازمه : ولدك حمدي ضرب ولدي بالألم علي وجهه وانته عارف إن دي ديتها القتل عندنا !!

جلس الشيخ سليم علي سلم المسجد , واضعاً يديه علي رأسه , في موقف لم يتوقع حدوثه أبداً , فهو يعرف أن ما حدث نهايته القتل بحق ,خاصة أنه ليس لدية أسرة وعزوة تحميه من بطش جيرانه المجرمين , ويعلم كل أهل قريتهم حقيقة جيرانه , لكنهم يبجلونهم ليس خوفاً منهم ولكن استطاع المجرمين أن يقنعوا أهل القريه أن ضابط المركز طلب يد إبنتهم للزواج لكنهم رفضوا , ومنذ ذلك الحين وأخذ الضابط يلفق لهم التهم ويزج بهم في السجون واحداً تلو الآخر , كان يصدق ذلك الشيخ سليم تارة وتارة أخري لا يصدقها .
ذهب الشيخ سليم الي منزله حزيناً مقهوراً , مشغول البال علي نفسه وأسرته وأبناءه السته , وحينما وصل منزله وجد ولده سايح في دمه , وعرف منه أن إثنين من أبناء جيرانهم قاموا بإعطائه علقة موت , ولقد تمكن أن يرد بضربة واحده علي وجه أحدهما !
وفي الصباح , أخذ الشيخ سليم كل ماله الذي جمعه في حياته , وكل ما جمع أبناءه معه ..فبلغ المبلغ مئة الف جنيه .
وسار متوجهاً الي خصومه , حتي يقوم بالتحقيق بشكل عرفي مع جيرانه وفي نيته أن يقوم المخطيء بإستكمال مئذنة المسجد .

دخل منزل جيرانه في ستة من أبناءه وبعد أن استقبله جيرانه بالترحاب والشاي قام بإفراغ كيسه علي طاولة أمامه ,

وقال : لو إبني غلطان أبني مئذنة المسجد علي حسابي ولو ابنكم غلطان ابنوها انتم .

دهش جار الشيخ سليم من الموقف وقال بصوت متقلقل وهو ينظر علي المال : كله علي الله , يا شيخ سليم ولكن إنته جاي ومعك سته من أبناءك وأنا بطولي في البيت وانت جايب معك اللي ضرب ولدي كمان !! لما يطلع ولدي غلطان تقول الناس عليه ايه ؟؟ خاف منهم ولا ضربوه ؟؟

فقام الشيخ سليم علي الفور بطرد ولده المصاب المضروب استرضاء واحتراماً لجاره !!

ثم استطرد الجار قائلاً ثم انك يا شيخ معاك خمسة من عيالك وأنا لحالي في البيت !!

فقام الشيخ سليم علي الفور بطرد باقي أبناءه قائلاً أنا بحصلكم علي البيت بعد ما أخلص مع عمكم الحاج !!

ومع خروج أخر أولاد الشيخ سليم دخل عليهما في الغرفه ما يقرب من عشرون رجلاً من بيت الجيران ..معظمهم مدججون بالسلاح !!!!!!!!!!!!!!!!!

وفي الصباح قام إمام المسجد بزيارة الشيخ سليم في منزله , وحينما جلس بجوار السرير الذي يرقد عليه الشيخ سليم قال : أنا ظنيت أن يكون حد من جيرانكم عمل لك مشكله ولا حاجه أصلي عارف موضوع الخناقه ,, الحمد لله إنك بخير ,, وحبيت أعرف عملت لنا ايه في موضوع المئذنه ؟؟

رد الشيخ سليم في صوت يملأه الحزن : المئذنه ؟؟ مفيش نصيب

فأجاب شيخ المسجد :

علي العموم الحمد لله …إنك بخير , أصلي بسمع إن جيرانك دول خريجين سجون أو تجار سلاح أو……الله أعلم استغفر الله العظيم

توقف شيخ المسجد عن الكلام في حين , فزع الشيخ سليم واعتدل علي سريره وقال بلهجة شديدة شيئاً ما بعد أن كان متكئاً علي ظهره ..وقال : يا شيخ استغفر ربك ……الموضوع وما فيه أن ضابط المركز اتقدم يخطب . إلخ .

انتهى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى